من ذلك وفي موضع آخر لا يكون منه شيء فلما اختلفت الأبصار في إدراك ذلك لاختلاف الأماكن علمنا قطعا إن ثم أمرا عارضا عرض في الطريق حال بين البصر وبينها أو بين نورها كالقمر يحول بينك وبين إدراك جرم الشمس وظل الأرض يحول بينك وبين نور القمر لا بينك وبين جرمه مثل ما حال القمر بينك وبين جرم الشمس وذلك بحسب ما يكون منك ويكون منه وهكذا سائر الكواكب ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ كما إن أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ فإن ذلك الكسوف كله على اختلاف أنواعه خشوع من المكسوف عن تجل إلهي حصل له
[حدود جهنم بعد الحساب والدخول في الجنة]
وحد جهنم بعد الفراغ من الحساب ودخول أهل الجنة الجنة من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى أسفل سافلين فهذا كله يزيد في جهنم مما هو الآن ليس مخلوقا فيه ولكن ذلك معد حتى يظهر إلا الأماكن التي قد عينها الله من الأرض فإنها ترجع إلى الجنة يوم القيامة مثل الروضة التي بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قبره صلى الله عليه وسلم وكل مكان عينه الشارع وكل نهر فإن ذلك كله بصير إلى الجنة وما بقي فيعود نارا كله وهو من جهنم ولهذا كان يقول عبد الله بن عمر إذا رأى البحر يقول يا بحر متى تعود نارا وقال تعالى وإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية