يزيدون على الألف وأعطاهم الله مراكب سماها أفلاكا فهم أيضا يسبحون فيه وهي تدور بهم على المملكة في كل يوم مرة فلا يفوتهم من المملكة شيء أصلا من ملك السموات والأرض فيدور الولاة وهؤلاء الحجاب والنقباء والسدنة كلهم في خدمة هؤلاء الولاة والكل مسخرون في حقنا إذ كنا المقصود من العالم قال تعالى وسَخَّرَ لَكُمْ ما في السَّماواتِ وما في الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ وأنزل الله في التوراة يا ابن آدم خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي
[الملك والملك والمملكة]
وهكذا ينبغي أن يكون الملك يستشرف كل يوم على أحوال أهل ملكه يقول تعالى كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ لأنه يَسْئَلُهُ من في السَّماواتِ والْأَرْضِ بلسان حال ولسان مقال ولا يَؤُدُهُ حفظ العالم وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فما له شغل إلا بها يقول تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ من السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ ولو لا وجود الملك م سمي الملك [الصفحة 296 من طبعة القاهرة] ملكا فحفظه لملكه حفظه لبقاء اسم الملك عليه وإن كان كما قال فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ فم جاء باسم الملك فإن أسماء الإضافة لا تكون إلا بالمضاف فكل سلطان لا ينظر في أحوال رعيته ولا يمشي بالعدل فيهم ولا يعاملهم بالإحسان الذي يليق بهم فقد عزل نفسه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية