القميص ولا الرداء ولا السراويل ورأينا الشقة تقبل ذلك ولا تقبل صورة السكين والسيف ثم رأينا الماء يقبل صورة لون الأوعية وما يتجلى فيها من المتلونات فيتصف بالزرقة والبياض والحمرة سئل الجنيد رحمه الله عن المعرفة والعارف فقال لون الماء لون إنائه ثم استقر أنا عالم الأركان كلها والأفلاك فوجدنا كل ركن منها وكل فلك يقبل صورا مخصوصة وبعضها أكثر قبولا من بعض ثم نظرنا في الهيولى الكل فوجدناها تقبل جميع صور الأجسام والأشكال فنظرنا في الأمور فرأيناها كلما لطفت قبلت الصور الكثيرة فنظرنا في الأرواح فوجدناه أقبل للتشكل في الصور من سائر ما ذكرناه ثم نظرنا في الخيال فوجدناه يقبل م له صورة ويصور ما ليست له صورة فكان أوسع من الأرواح في التنوع في الصور ثم جئنا إلى الغيب في التجليات فوجدنا الأمر أوسع مما ذكرناه ورأيناه قد جعل ذلك أسماء كل اسم منها يقبل صورا لا نهاية لها في التجليات وعلمنا إن الحق وراء ذلك كله لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فجاء في عدم الإدراك بالاسم اللطيف إذ كانت اللطافة مما ينبو الحس عن إدراكها فتعقل ولا تشهد فتسمى في وصفه الذي تنزه أن يدرك فيه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية