في الثاني فيفرح إبليس حيث جعله ينقض عهد الله من بعد ميثاقه والعارف ل خبر له بذلك فلو عرف من أول أن ذلك من الشيطان عرف كيف يرده وكيف يأخذه كم فعل عيسى عليه السلام وكل متمكن من أهل الله من ورثة الأنبياء فيراها مع كونها حسنة هي خواطر شيطانية وكذا جاء للمنافق من أهل الكتاب قال له لم تعلم أن نبيك قد بشر بهذا الرجل وقد علمت أنه هو والنبوة تجمعهما فقل له أنك رسول الله لقول نبيك لا لقوله ولا فرق بينهما فيقول المنافق عند ذلك أنك رسول الله فأكذبهم الله فقال تعالى إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله على ما قررهم الشيطان فقال الله والله يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ والله يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ في أنهم قالوا ذلك لقولك لا في قولهم أنك رسول الله ولو أراد ذلك كان نفي لرسالته صلى الله عليه وسلم
[الميزان الذي يعرف به الخاطر الشيطاني من غيره]
فقد أعلمتك بمداخل الشيطان إلى نفوس العالم لتحذره وتسأل الله أن يعطيك علامة تعرفه بها وقد أعطاك الله في العامة ميزان الشريعة وميز لك بين فرائضه ومندوباته ومباحة ومحظوره ومكروهه ونص على ذلك في كتابه وعلى لسان رسوله فإذ خطر لك خاطر في محظور أو مكروه فتعلم أنه من الشيطان بلا شك وإذا خطر لك خاطر في مباح فتعلم أنه من النفس بلا شك فخاطر الشيطان بالمحظور [الصفحة 284 من طبعة القاهرة]
والمكروه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية