ولَمْ تَكُ شَيْئاً فللوجود لذة وحلاوة وهو الخير ولتوهم العدم العيني ألم شديد عظيم في النفوس لا يعرف قدر ذلك إلا العلماء ولكن كل نفس تجزع من العدم أن تلحق به كما هو حالها فمهما رأت أمرا تتوهم فيه أنه يلحقها بعدم عينها أو بما يقاربه هربت منه وارتاعت وخافت على عينها وبما كانت أيضا عن الروح الإلهي الذي هو نفس الرحمن ولهذا كني عنه بالنفخ لمناسبة النفس فقال ونفخت فيه من روحي وكذ جعل عيسى بنفخ في صورة طينية كهيئة الطير
[الأرواح: ظهورها، محالها صحته مرضها]
فما ظهرت الأرواح إلا من الأنفاس غير أن للمحل الذي تمر به أثرا فيها بل شك لا ترى الريح إذا مرت على شيء نتن جاءت ريح منتنة إلى مشمك وإذا مرت بشيء عطر جاءت بريح طيبة لذلك اختلفت أرواح الناس فروح طيبة لجسد طيب م أشركت قط ولا كانت محلا لسفساف الأخلاق كأرواح الأنبياء والأولياء والملائكة وروح خبيث لجسد خبيث لم تزل مشركة محلا لسفساف الأخلاق وذلك إنما كان لغلبة بعض الطبائع أعني الأخلاط على بعض في أصل نشأة الجسد التي هي سبب طيب الروح ووجود مكارم الأخلاق وسفسافها وخبث الروح فصحة الأرواح وعافيتها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية