فتراه عند ما يشهده *** راجعا للكون يبغي البدنا
وترى الشجعان قد م طلبا *** للذي يحذر منه الجبنا
[النفوس الإنسانية مجبولة، في أصل نشأتها، على الجزع]
اعلم أيدك الله بروح منه أن النفوس الإنسانية قد جبلها الله على الجزع في أصل نشأتها فالشجاعة والإقدام لها أمر [الصفحة 275 من طبعة القاهرة] عرضي والجزع في الإنسان أقوى منه في الحيوانات إلا الصرصر تقول العرب أجبن من صرصر وسبب قوته في الإنسان العقل والفكر الذي ميزه الله بهما على سائر الحيوان وم يشجع الإنسان إلا القوة الوهمية كما أنه أيضا بهذه القوة يزيد جبنا وجزعا في مواضع مخصوصة فإن الوهم سلطان قوي وسبب ذلك أن اللطيفة الإنسانية متولدة بين الروح الإلهي الذي هو النفس الرحماني وبين الجسم المسوي المعدل من الأركان المعدلة من الطبيعة التي جعلها الله مقهورة تحت النفس الكلية كما جعل الأركان مقهورة تحت حكم سلطان الأفلاك
[الجسم الحيواني هو في الدرجة الخامسة من القهر]
ثم إن الجسم الحيواني مقهور تحت سلطان الأركان التي هي العناصر فهو مقهور لمقهور عن مقهور وهو النفس عن مقهور وهو العقل فهو في الدرجة الخامسة من القهر من وجه فهو أضعف الضعفاء قال الله عز وجل الله الذي خلقكم من ضعف فالضعف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية