والمحل قد تأنس بترادف الأسماء الكثيرة الموجبة الرحمة قبلنا أسماء العظمة لما رأينا أسماء الرحمة قد قبلتها حيث كانت نعوتا لها فقبلناها ضمن تبعا لأسمائنا ثم إنه لما علم الخلق أن صاحب القلب والعلم بالله وبمواقع خطابه إذا سمع مثل أسماء العظمة لا بد أن تؤثر فيه أثر خوف وقبض نعتها بعد ذلك وأردفها بأسماء لا تختص بالرحمة على الإطلاق ولا تعرى عن العظمة على الإطلاق فقال هُوَ الله الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وهذا كله تعليم من الله عباده وتنزل إليهم
[بسملة النمل السليمانية تكميل لسورة التوبة]
فمنازل أصحاب هذا الباب هي هذه الأسماء المذكورة وحضراتها ولهذا قدم [الصفحة 270 من طبعة القاهرة] سبحانه في كتابه بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ في كل سورة إذ كانت السور تحوي على أمور مخوفة تطلب أسماء العظمة والاقتدار فقدم أسماء الرحمة تأنيسا وبشرى ولهذا قالوا في سورة التوبة إنه والأنفال سورة واحدة حيث لم يفصل بينهما بالبسملة وفي ذلك خلاف منقول بين علماء هذا الشأن من الصحابة ولما علم الله تعالى ما يجري من الخلاف في هذه الأمة في حذف البسملة من سورة براءة فمن ذهب إلى أنها سورة مستقلة وكان القرآن عنده مائة وثلاث عشرة سورة فيحتاج
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية