وقولنا اختلفت الحركات لاختلاف التوجهات أريد بذلك توجه الحق عليه بالإيجاد لقوله تعالى إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ فلو كان التوجه [الصفحة 266 من طبعة القاهرة] واحدا عليها لما اختلفت الحركات وهي مختلفة فدل إن التوجه الذي حرك القمر في فلكه ما هو التوجه الذي حرك الشمس ولا غيرها من الكواكب والأفلاك ولو لم يكن الأمر كذلك لكانت السرعة أو الإبطاء في الكل على السواء قال تعالى كُلٌّ في فَلَكٍ يَسْبَحُونَ فلكل حركة توجه إلهي أي تعلق خاص من كونه مريد
[إنما اختلفت التوجهات لاختلاف المقاصد]
وقولنا إنما اختلفت التوجهات لاختلاف المقاصد فلو كان قصد الحركة القمرية بذلك التوجه عين قصد الحركة الشمسية بذلك التوجه لم يتميز أثر عن أثر والآثار بلا شك مختلفة فالتوجهات مختلفة لاختلاف المقاصد فتوجهه بالرضى عن زيد غير توجهه بالغضب على عمرو فإنه قصد تعذيب عمرو وقصد تنعيم زيد فاختلفت المقاصد
[إنما اختلفت المقاصد لاختلاف التجليات]
وقولنا إنما اختلفت المقاصد لاختلاف التجليات فإن التجليات لو كانت في صورة واحدة من جميع الوجوه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية