واعلم أن لنفوس الثقلين ونفوس الحيوان قوتين قوة علمية وقوة عملية عند أهل الكشف وقد ظهر ذلك في العموم من الحيوان كالنحل والعناكب والطيور التي تتخذ الأوكار وغيرهم من الحيوانات ولنفوس الثقلين دون سائر الحيوان قوة ثالثة ليست للحيوان ولا للنفس الكلية وهي القوة المفكرة فيكتسب بعض العلوم من الفكر هذا النوع الإنساني ويشارك سائر العالم في أخذ العلوم من الفيض الإلهي وبعض علومها كالحيوان بالفطرة كتلقي الطفل ثدي أمه للرضاعة وقبوله للبن
[الفكر من الإنسان بمنزلة التدبير والتفصيل من الله]
وليس لغير الإنسان اكتساب علوم تبقي معه من طريق فكر فالفكر من الإنسان بمنزلة الحقيقة الإلهية المنصوص عليها بقوله تعالى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ وقوله تعالى في الخبر الصحيح عنه ما ترددت في شيء أن فاعله
وليس للعقل الأول هذه الحقيقة ولا للنفس الكلية فهذا أيضا مما اختص به الإنسان من الصورة التي لم يخلق غيره عليها
[الإنسان الكامل مخلوق على الصورة]
ونحن نعلم أن الإنسان الكامل موجود على الصورة ونحن تقطع أنه ما أوجد الله غير الإنسان على ذلك فإنه [الصفحة 261 من طبعة القاهرة] ما ورد وقوع ذلك ول عدم وقوعه لا على لسان نبي ولا في كتاب منزل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية