إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وقال واتَّقُوا الله ويُعَلِّمُكُمُ الله كما جعل الفكر الصحيح سببا لحصول العلم لكن بترتيب المقدمات كما جعل البصر سببا لحصول العلم بالمبصرات والعلم الوهبي لا يحصل عن سبب بل من لدنه سبحانه فاعلم ذلك حتى لا تختلط عليك حقائق الأسماء الإلهية فإن الوهاب هو الذي تكون أعطياته على هذا الحد بخلاف الاسم الإلهي الكريم والجواد والسخي فإنه من لا يعرف حقائق الأمور لا يعرف حقائق الأسماء الإلهية ومن لا يعرف حقائق الأسماء الإلهية لا يعرف تنزيل الثناء على الوجه اللائق به فلهذا نبهتك لتنتبه فلا تكونن من الجاهلين
[النبوات كلها علوم وهبية ل مكتسبة]
فالنبوات كلها علوم وهبية لأن النبوة ليست مكتسبة فالشرائع كلها من علوم الوهب عند أهل الإسلام الذين هم أهله وأريد بالاكتساب في العلوم ما يكون للعبد فيه تعمل كما إن الوهب ما ليس للعبد فيه تعمل وإنما قلنا هذا من أجل الاستعدادات التي جعلت العالم يقبل هذا العلم الوهبي والكسبي فإنه لا بد من الاستعداد فإن وجد بعض الاستعدادات مما يتعمل الإنسان في تحصيلها كان العلم الحاصل عنها مكتسبا كمن عمل بما علم فأورثه الله علم ما لم يكن يعلم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية