الصراط المستقيم وهو شهود الذات بفنائها أو بقائها إن غفلت قالت اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ فتعرض لها بقولها الْمُسْتَقِيمَ صراطان معوج وهو صراط الدعوى ومستقيم وهو التوحيد فلم يكن لها ميز بين الصراطين إلا بحسب السالكين عليهما فرأت ربها سالكا للمستقيم فعرفته به ونظرت نفسها فوجدت بينها وبين ربها الذي هو الروح مقاربة في اللطافة ونظرت إلى المعوج عند عالم التركيب فذلك قولها صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ وهذا عالمها المتصل بها المركب مغضوب عليه والمنفصل عنها ضالون عنها بنظرهم إلى المتصل المغضوب عليه فوقفت على رأس الصراطين ورأت غاية المعوج الهلاك وغاية المستقيم النجاة وعلمت إن عالمها يتبعها حيث سلكت فلما أرادت السلوك على المستقيم وأن تعتكف في حضرة ربها وأن ذلك لها ومن نفسها بقولها إِيَّاكَ نَعْبُدُ عجزت وقصر بها فطلبت الاستعانة بقولها وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فنبهها ربها على اهدنا فتيقظت فقالت اهْدِنَا فوصفت ما رأت بقولها الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ الذي هو معرفة ذاتك قال صاحب المواقف لا تأثير للعلم وقال أنت لما هلكت فيه صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية