يعقلوا الله إلا إلها وأهل الكلام من النظار ليس كذلك
[الليل في حق أقطاب أهل الليل]
فأقطاب أهل الليل من يكون الليل في حقهم كالنهار كشفا وشغلا قال تعالى وإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وبِاللَّيْلِ فَل تَعْقِلُونَ أي تعلمون منهم في الصباح ما تعلمون منهم في الليل إذ كان ليل عند غيرهم ممن ليس له مقام [الصفحة 241 من طبعة القاهرة] الكشف بالليل كم لصاحب النور فالليل والصباح عنده سواء فهذا معنى قوله فَلا تَعْقِلُونَ فإن ادعت لك نفسك أنك من أهل الليل فانظر هل لها قدم وكشف فيما ذكرت لك فهو المحك والمعيار ولكل ليل في القرآن أمور وعلوم لا يعرفها إلا أهل الليل خاصة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
(الباب الثاني والأربعون في معرفة الفتوة والفتيان ومنازلهم وطبقاتهم وأسرار أقطابهم)
وفتيان صدق لا ملالة عندهم *** لهم قدم في كل فضل ومكرمة
مقسمة أحوالهم في جليسهم *** فهم بين توقير لقوم ومرحمه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية