فأردنا بالاختصاص الثاني ما لا يكون عن تمن ولا توهم وأردنا بالاختصاص الأول ما يكون عن تمن وتوهم الذي هو جزاء عن تمن وتوهم في الدنيا
[الأماني المذمومة]
وأما الأماني المذمومة فهي التي لا يكون لها ثمرة ولكن صاحبها يتنعم بها في الحال كما قيل
أماني إن تحصل تكن أحسن المنى *** وإلا فقد عشنا بها زمنا رغدا
ولكن تكون حسرة في المال وفيها قال الله تعالى وغَرَّتْكُمُ الْأَمانِيُّ حَتَّى جاءَ أَمْرُ الله وفيها يقال أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وأَحْسَنُ مَقِيلًا لأنه لا مفاضلة بين الخير والشر فما كان خير أصحاب الجنة أفضل وأحسن إلا من كونه واقعا وجوديا محسوسا فهو أفضل من الخير الذي كان الكافر يتوهمه في الدنيا ويظن أنه يصل إليه بكفره لجهله فلهذا قال فيه خير وأحسن الله فأتى بنية المفاضلة وهي أفعل من كذا فافهم هذا المعنى والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
(الباب السادس والستون في معرفة سر