(بسم الله الرحمن الرحيم)
«الباب الثاني والعشرون في معرفة علم منزل المنازل وترتيب جميع العلوم الكونية»
عجبا لأقوال النفوس السامية *** إن المنازل في المنازل سارية
كيف العروج من الحضيض إلى العلى *** إلا بقهر الحضرة المتعالية
فصناعة التحليل في معراجها *** نحو اللطائف والأمور السامية
وصناعة التركيب عند رجوعها *** بسنا الوجود إلى ظلام الهاوية
[الصفحة 172 من طبعة القاهرة]
[ترتيب العلوم وإحصاؤها]
اعلم أيدك الله أنه لما كان العلم المنسوب إلى الله لا يقبل الكثرة ول الترتيب فإنه غير مكتسب ولا مستفاد بل علمه عين ذاته كسائر ما ينسب إليه من الصفات وما سمي به من الأسماء وعلوم ما سوى الله لا بد أن تكون مرتبة محصورة سواء كانت علوم وهب أو علوم كسب فإنها لا تخلو من هذا الترتيب الذي نذكره وهو علم المفرد أولا ثم علم التركيب ثم علم المركب ولا رابع لها فإن كان من المفردات التي لا تقبل التركيب علمه مفردا وكذلك ما بقي فإن كل معلوم لا بد أن يكون مفردا أو مركبا والمركب يستدعي بالضرورة تقدم