ما قلناه وفرق بين مقام الذال والألف وإن اشتركا في مقام الوحدانية المقدسة قبلية حالا ومقاما وبعدية مقاما لا حالا
«تنبيه» [تتمة الكلام على الم ذلك الكتاب من طريق الاسرار]
قال ذلِكَ ولم يقل تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ فالكتاب للجمع والآيات للتفرقة وذلك مذكر مفرد وتلك مفرد مؤنث فأشار تعالى بذلك الكتاب أولا لوجود الجمع أصلا قبل الفرق ثم أوجد الفرق في الآيات كما جمع العدد كله في الواحد كما قدمناه فإذا أسقطناه انعدمت حقيقة ذلك العدد وما بقي للالف أثر في الوجود وإذا أبرزناه برزت الألف في الوجود فانظر إلى هذه القوة العجيبة التي أعطتها حقيقة الواحد الذي منه ظهرت هذه الكثرة إلى ما لا يتناهى وهو فرد في نفسه ذاتا واسما ثم أوجد الفرق في الآيات قال تعالى إِنَّا أَنْزَلْناهُ في لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ثم قال فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فبدأ بالجمع الذي هو كل شيء قال تعالى وكَتَبْنا لَهُ في الْأَلْواحِ من كُلِّ شَيْءٍ في الألواح مقام الفرق من كل شيء إشارة إلى الجمع موعظة وتفصيلا رد إلى الفرق لكل شيء رد إلى الجمع فكل موجود كان عموما لا يخلو أن [الصفحة 65 من طبعة القاهرة] يكون إما في عين الجمع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية