أعني خاطر المباح نعت خاص كالضحك للإنسان وإن لم يكن من الفصول المقومة فهو حد لازم رسمي فإن من خاصية النفس دفع المضار واستجلاب المنافع وهذا لا يوجد في أقسام أحكام الشرع إلا في قسم المباح خاصة فإنه الذي يستوي فعله وتركه فلا أجر فيه ولا وزر شرعا وهو قوله وما سواها من التسوية وهو الاعتدال في الشيء فسواك فعدلك يمتن بذلك على الإنسان وما في أقسام أحكام الشريعة قسم يقتضي العدل ويعطي الاعتدال إلا قسم المباح فهي تطلبه بذاتها وخاصيتها فلذلك لم يصفها بأنها ملهمة فيه
[من هو ملهم النفس فجورها وتقواها]
وما ذكر سبحانه من الملهم لها بالفجور والتقوى فأضمر الفاعل فالظاهر أن الضمير المضمر يعود على المضمر في سواها وهو الله تعالى ومن نظر في
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للملك في الإنسان لمة وللشيطان لمة
يعني بالطاعة وهي التقوى والمعصية وهي الفجور فيكون الضمير في فَأَلْهَمَها للملك في التقوى وللشيطان في الفجور ولم يجمعهما في ضمير واحد لبعد المناسبة بينهما وكل بقضاء الله وقدره ولا يصح أن يقال في هذا الموضع إن الله هو الملهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية