فاحذره إن له في كل طائفة *** حكما إذا جهلت فينا مكاسبه
لا تطلبن من الإلهام صورته *** فإن وسواس إبليس يصاحبه
في شكله وعلى ترتيب صورته *** وإن تميز فالمعنى يقاربه
[النفس محل قابل لما تلهمه من الفجور والتقوى]
قال الله تعالى ونَفْسٍ وما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها من قوله أيضا كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً فجعل النفس محلا قابلا لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور فتجتنبه والتقوى فتسلك طريقه ومن وجه آخر تطلبه الآية وهو أنه بما ألهمها عراها أن يكون لها في الفجور والتقوى كسب أو تعمل وإنم هي محل لظهور الفعل فجورا كان أو تقوى شرعا فهي برزخ وسط بين هذين الحكمين
[خاطر المباح نعت ذاتي للنفس كالضحك للإنسان]
ولم ينسب سبحانه إلى نفسه خاطر المباح ولا الهامة فيها به وسبب ذلك أن المباح ذاتي لها فبنفس ما خلق عينها ظهر عين المباح فهو من صفاتها النفسية التي لا تعقل النفس إلا به فهو على الحقيقة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية