فيها متسعا لغيري وعلى سمعهم فلا يسمعون كلاما في العالم إلا مني وعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ من بهائي عند مشاهدتي فلا يبصرون سواى ولهم عذاب عظيم عندي أردهم بعد هذا المشهد السني إلى إنذارك وأحجبهم عني كما فعلت بك بعد قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى قربا أنزلتك إلى من يكذبك ويرد ما جئت به إليه مني في وجهك وتسمع في ما يضيق له صدرك فأين ذلك الشرح الذي شاهدته في إسرائك فهكذا أمنائي على خلقي الذين أخفيتهم رضاي عنهم فلا أسخط عليهم أبدا
(بسط ما أوجزناه في هذا الباب) [الأولياء في صفة الأعداء]
انظر كيف أخفى سبحانه أولياءه في صفة أعدائه وذلك لما أبدع الأمناء من اسمه اللطيف وتجلى لهم في اسمه الجميل فأحبوه تعالى والغيرة من صفات المحبة في المحبوب والمحب بوجهين مختلفين فستروا محبته غيره منهم عليه كالشبلي وأمثاله وسترهم بهذه الغيرة عن أن يعرفوا فقال تعالى إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أي ستروا ما بدا لهم في مشاهدتهم من أسرار الوصلة فقال لا بد أن أحجبكم عن ذاتي بصفاتي فتأهبوا لذلك فما استعدوا فأنذرتهم على ألسنة أنبيائي الرسل في ذلك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية