فذلك قلب المشاهد المكمل العالم الذي لا أحد فوقه في تجل من التجليات ودونه تجلى الصفات ودونهما تجلى الأفعال ولكن من كونها من الحضرة الإلهية ومن لم تتجل له من كونها من الحضرة الإلهية فذلك هو القلب الغافل عن الله تعالى المطرود من قرب الله تعالى
[تصور حقيقة العلم]
فانظر وفقك الله في القلب على حد ما ذكرناه وانظر هل تجعله العلم فلا يصح وإن قلت الصقالة الذاتية له فلا سبيل ولكن هي سبب كما إن ظهور المعلوم للقلب سبب وإن قلت السبب الذي يحصل المعلوم في القلب فلا سبيل وإن قلت المثال المنطبع في النفس من المعلوم وهو تصور المعلوم فلا سبيل فإن قيل لك فما هو العلم فقل درك المدرك [الصفحة 92 من طبعة القاهرة]
على ما هو عليه في نفسه إذا كان دركه غير ممتنع وأما ما يمتنع دركه فالعلم به هو لا دركه كما قال الصديق العجز عن درك الإدراك إدراك فجعل العلم بالله هو لا دركه فاعلم ذلك ولكن لا دركه من جهة كسب العقل كما يعلمه غيره ولكن دركه من جوده وكرمه ووهبه كما يعرفه العارفون أهل الشهود لا من قوة العقل من حيث نظره
«تتميم» [معرفة الله عن طريق الكون]
ولما ثبت أن العلم بأمر ما لا يكون إلا بمعرفة قد تقدمت
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية