والحامد [الصفحة 301 من طبعة القاهرة] والنائب والسادن والجابر فهؤلاء الأملاك من الولاة هم الذين يرسلون عليهم العذاب بإذن الله تعالى ومالك هو الخازن وأما بقية الولاة مع هؤلاء الذين ذكرناهم وهم الحائر والسائق والماتح والعادل والدائم والحافظ فإن جميعهم يكونون مع أهل الجنان وخازن الجنان رضوان وإمدادهم إلى أهل النار مثل إمدادهم إلى أهل الجنة فإنهم يمدونهم بحقائقهم وحقائقهم لا تختلف فيقبل كل طائفة من أهل الدارين منهم بحسب ما تعطيهم نشأتهم فيقع العذاب بما به يقع النعيم من أجل المحل كما قلنا في المبرود إنه يتنعم بحر الشمس والمحرور يتعذب بحر الشمس فنفس ما وقع به النعيم به عينه وقع به الألم عند الآخر فالله ينشئنا نشأة النعماء كما قال تعالى في حق الأبرار تَعْرِفُ في وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ أي هم في خلقهم على هذه الصفة ونشأة أهل النار تخالف نشأة أهل الجنان فإن نشأة الجنة إنما هو من الحق سبحانه على أيدي الولاة خاصة ونشأة أهل النار على أيدي الولاة والحجاب والنقباء والسدية على كثرتهم فإنه لا يحصي عددهم إلا الله ولكل ملك منهم في هذه النشأة الدنياوية ونشأة النار ونشأة أهلها حكم سخره الله في ذلك فهم كالفعلة في المملكة وإنشاء الدار المبنية وسيأتي إن شاء الله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية