تورعوا في المكاسب على أشد ما يكون من عزائم الشريعة فكلما حاك له في نفوسهم شيء تركوه عملا على
قوله صلى الله عليه وسلم دع ما يريبك إلى ما لا يريبك
وقوله استفت قلبك
وقال بعضهم ما رأيت أسهل علي من الورع كل ما حاك له في نفسي شيء تركته إلى أن جعل الله لهم علامات يعرفون بها الحلال من الحرام في المطاعم وغيره إلى أن ارتقوا عن العلامات إلى خرق العوائد عندهم في الشيء المتورع فيه فيستعملونه فيظن من لا علم له بذلك أنه أتى حراما وليس كذلك فاتسع عليهم ذلك الضيق والحرج وقد ذقنا هذا من نفوسنا وزال عنهم ما كانوا يجدونه في نفوسهم من البحث والتفتيش عن ذلك وهذه العلامة وهذا الحال التي ارتقوا إليها لا تكون أبدا إلا من نفس الرحمن رحمهم بذلك الرحمن لما رآهم فيه من التعب والضيق والحرج وتهمة الناس في مكاسبهم وما يؤديهم إليه هذا الفعل من سوء الظن بعباد الله فنفس الرحمن عنهم بما جعل لهم من العلامات في الشيء وفي حق قوم بالمقام الذي ارتقوا إليه الذي ذكرناه فيأكلون طيبا ويستعملون طيبا فالطيبات للطيبين والطيبون للطيبات واستراحوا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية