فأنت في حال الكلام مع ما يتكلم به لا مع المتكلم أي شيء كان فافهم القرآن تفهم الفرقان فبهذا قد حصل لك الفرق بين الصلاة والصوم والصدقة وأم قولنا إن الله جزاء الصائم للقائه ربه في الفرح به الذي قرنه به فسر ذلك في قوله في سورة يوسف من وُجِدَ في رَحْلِهِ فَهُوَ جَزاؤُهُ
[الحج وما فيه من ألوان الصبر]
وأما الحج فلما فيه من الصبر وهو حبس الإنسان نفسه عن النكاح ولبس المخيط والصفرة كما حبس الإنسان نفسه عن الطعام في الصوم والشراب والنكاح ولما لم يعم الحج مسك الإنسان نفسه عن الطعام والشراب إلا عن النكاح والغيبة لذلك تأخر في القواعد التي بنى الإسلام عليها فكان حكمه حكم للصائم والمصلي حال صومه وصلاته في التنزه عن مباشرة السكن وذلك التنزه يقول الله هو لي لا لك حيث كان ولما كان النكاح سببا لظهور المولدات من ذلك أعطاه الله إذ تركه من أجله بدله كن في الآخرة ولأوليائه في الدنيا بسم الله لمن أراد الله أن يظهر على يده أثرا فيقول العبد في الآخرة للشيء يريده كُنْ فَيَكُونُ ذلك الشيء وليس قوله إلا من كونه حاجا أو صائما ولهذا شرك بين الحج والصوم في لفظة الصبر فقال والصبر ضياء
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية