ولا بالمحل ولا بالحال ولا بشيء من عالم الحس لشهود غلب على غبت فيه عني وعن غيري وأخبرت أني كنت إذا دخل وقت الصلاة أقيم الصلاة وأصلي بالناس فكان حالي كالحركات الواقعة من النائم ولا علم له بذلك فعلمت إن الله حفظ على وقتي ولم يجر على لساني ذنب كما فعل بالشبلي في ولهه لكنه كان الشبلي يرد في أوقات الصلوات على ما روى عنه فلا أدري هل كان يعقل رده أو كان مثل ما كنت فيه فإن الراوي ما فصل فلما قيل للجنيد عنه قال الحمد لله الذي لم يجر عليه لسان ذنب إلا أني كنت في أوقات في حال غيبتي أشاهد ذاتي في النور الأعم والتجلي الأعظم بالعرش العظيم يصلي بها وأنا عرى عن الحركة بمعزل عن نفسي وأشاهدها بين يديه راكعة وساجدة وأنا أعلم أني أنا ذلك الراكع والساجد كرؤية النائم واليد في ناصيتي وكنت أتعجب من ذلك واعلم أن ذلك ليس غيري ولا هو أنا ومن هناك عرفت المكلف والتكليف والمكلف اسم فاعل واسم مفعول فقد أبنت لك حالة المأخوذين عنهم من المجانين الإلهيين إبانة ذائق بشهود حاصل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية