يفرحون ويلتذون بخشخاشة فما ظنك بالمريدين فما ظنك بالعامة لهم القدم الراسخة في التوحيد ولهم المشافهة في الفهوانية يقدمون النفي على الإثبات لأن التنزيه شأنهم كلفظة لا إله إلا الله وهي أفضل كلمة جاءت بها الرسل والأنبياء توحيدهم كوني عقلي ليسوا من اللهو في شيء لهم الحضور التام على الدوام وفي جميع الأفعال اختصوا بعلم الحياة والأحياء لهم اليد البيضاء فيعلمون من الحيوان ما لا يعلمه سواهم ولا سيما من كل حيوان يمشي على بطنه لقربه من أصله الذي عنه تكون فإن كل حيوان يبعد عن أصله ينقص من معرفته بأصله على قدر م بعد منه لا ترى المريض الذي لا يقدر على القيام والقعود ويبقى طريحا لضعفه وهو رجوعه إلى أصله تراه فقيرا إلى ربه مسكينا ظاهر الضعف والحاجة بلسان الحال والمقال وذلك أن أصله حكم عليه لما قرب منه يقول الله خَلَقَكُمْ من ضَعْفٍ وقال خُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً فإذا استوى قائما وبعد عن أصله تفرعن وتجبر وادعى القوة وقال أنا فالرجل من كان مع الله في حال قيامه وصحته كحاله في اضطجاعه من المرض والضعف وهو عزيز لهم البحث الشديد في النظر في أفعالهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية