منازل للعقول فيه *** دلائل كلها تجوز
[الصفحة 174 من طبعة القاهرة]
لما أتى الطالبون قصدا *** لنيل شيء فذاك جوزوا
فيا عبيد الكيان حوزوا *** هذا الذي ساقكم وجوزوا
الرمز واللغز هو الكلام الذي يعطي ظاهره ما لم يقصده قائله وكذلك منزل العالم في الوجود ما أوجده الله لعينه وإنما أوجده الله لنفسه فاشتغل العالم بغير ما وجد له فخالف قصد موجدة ولهذا يقول جماعة من العلماء العارفين وهم أحسن حالا ممن دونهم إن الله أوجدنا لنا والمحقق والعبد لا يقول ذلك بل يقول إنما أوجدنا له لا لحاجة منه إلي فإنا لغز ربي ورمزه ومن عرف أشعار الألغاز عرف ما أردناه وأما قوله لما أتى الطالبون قصد النيل شيء بذاك جوزوا من المجازات يقول من طلب الله لأمر فهو لما طلب ولا ينال منه غير ذلك وقوله في عبيد الكيان يقول من عبد الله لشيء فذلك الشيء معبوده وربه والله بريء منه وهو لما عبده وقوله حوزوا أي خذوا ما جئتم له أي بسببه وجوزوا أي روحوا عن فإنكم ما جئتم إلينا ولا بسببنا
(منزل الدعاء)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية