فكل منزلة تعطيه منزلة *** إذا تحكم في أجفانه السهر
ما لم ينم هذه في الليل حالته *** أو يدرك الفجر في آفاقه البصر
نوافج الزهر لا تعطيك رائحة *** ما لم يجد بالنسيم اللين السحر
إن الملوك وإن جلت مناصبها *** لها مع السوقة الأسرار والسمر
[المتهجد: من هو؟ ما له من الأسماء الإلهية؟]
اعلم أيدك الله أن المتهجدين ليس لهم اسم خاص إلهي يعطيهم التهجد ويقيمهم فيه كما لمن يقوم الليل كله فإن قائم الليل كله له اسم إلهي يدعوه إليه ويحركه فإن التهجد عبارة عمن يقوم وينام ويقوم وينام ويقوم فمن لم يقطع الليل في مناجاة ربه هكذا فليس بمتهجد قال تعالى ومن اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ به نافِلَةً لَكَ وقال إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى من ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ونِصْفَهُ وثُلُثَهُ
[المتهجد: ما مستنده من الأسماء الإلهية]
وله علم خاص من جانب الحق غير أن هذه الحالة لما لم نجد في الأسماء الإلهية من تستند إليه ولم نر أقرب نسبة إليها من الاسم الحق فاستندت إلى الاسم الحق وقبلها هذا الاسم فكل علم يأتي به المتهجد إنما هو من الاسم الحق
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن يصوم الدهر ويقوم الليل إن لنفسك عليك حقا ولعينك
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية