يكن الأمر كذلك لأخذنا هذا الشكل بالاتفاق لا عن قصد لأنه لا يعلمه وما يتمكن أن تخرج صورة في الوجود بحكم الاتفاق فلو لا إن هذا الشكل المعين معلوم لله سبحانه ومراد له ما أوجدنا عليه ولم يأخذ هذا الشكل من غيره إذ قد ثبت أنه كان ولا شيء معه فلم يبق إلا أن يكون [الصفحة 120 من طبعة القاهرة] ما برز عليه في نفسه من الصورة فعلمه بنفسه علمه بنا أزلا لا عن عدم فعلمه بنا كذلك فمثالنا الذي هو عين علمه بنا قديم بقدم الحق لأنه صفة له ولا تقوم بنفسه الحوادث جل الله عن ذلك
[غاية العالم]
وأما قولنا ولم وجد وما غايته يقول الله عز وجل وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ فصرح بالسبب الذي لأجله أوجدنا وهكذا العالم كله وخصصنا والجن بالذكر والجن هنا كل مستتر من ملك وغيره وقد قال تعالى في حق السموات والأرض ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ وكذلك قال فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وذلك لما كان عرضا وأما لو كان أمرا لأطاعوا وحملوها فإنه لا تتصور منهم معصية جبلوا على ذلك والجن الناري والإنس ما جبلا على ذلك
[العالم كله حي ناطق]
وكذلك من الإنس أصحاب الأفكار من أهل النظر والأدلة المقصورة على الحواس والضرورات والبديهيات يقولون لا بد
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية