حروف الرحمة والألطاف [الصفحة 80 من طبعة القاهرة]
والرأفة والحنان والسكينة والوقار والنزول والتواضع وفيهم نزلت هذه الآية وعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً وفيهم نزل أيضا على الرقيقة المحمدية التي تمتد إليهم منه من كونه أوتي جوامع الكلم أتى إليهم بها رسولهم فقال تعالى والْكاظِمِينَ الْغَيْظَ والْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وفيهم وقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ وفيهم الَّذِينَ هُمْ في صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ وفيهم وخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ وهذا القبيل من الحروف هو أيضا الذي نقول فيه إنه من اللطف لما ذكرناه فهذا من جملة المعاني التي نطلق عليه منه عالم الغيب واللطف «و القسم الآخر يسمى عالم الشهادة والقهر» وهو كل عالم من عالمي الحروف جرت العادة عندهم إن يدركوه بحواسهم وهو ما بقي من الحروف وفيهم قوله تعالى فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ وقوله تعالى واغْلُظْ عَلَيْهِمْ وقوله وأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ ورَجِلِكَ فهذا عالم الملك والسلطان والقهر والشدة والجهاد والمصادمة والمقارعة ومن روحانية هذه الحروف يكون لصاحب الوحي الغت والغط وصلصلة الجرس ورشح الجبين ولهم يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ويا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية