الأعلى قد نزل بذاتي من منازله العلى راكبا على جواد قائم على ثلاث قوائم فنكس رأسه إلى ذاتي فانتشرت الأنوار والظلمات ونفث في روعي جميع الكائنات ففتق أرضي وسمائي وأطلعني على جميع أسمائي فعرفت نفسي وغيري وميزت بين شري وخيري وفصلت ما بين خالقي وحقائقي ثم انصرف عني ذلك الملك وقال تعلم أنك حضرة الملك فتهيأت للنزول وورود الرسول فتجارت الأملاك إلي ودارت الأفلاك علي والكل ليميني مقبلون وعلى حضرتي مقبلون وما رأيت ملكا نزل ولا ملكا عن الوقوف بين يدي انتقل ولحظت في بعض جوانبي فرأيت صورة الأزل فعلمت إن النزول محال فثبت على ذلك الحال وأعلمت بعض الخاصة ما شهدت وأطلعتهم مني على ما وجدت فأنا الروضة اليانعة والثمرة الجامعة فارفع ستوري واقرأ ما تضمنته سطوري فما وفقت عليه مني فاجعله في كتابك وخاطب به جميع أحبابك فرفعت ستوره ولحظت مسطوره فأبدى لعيني نوره المودع فيه ما يتضمنه من العلم المكنون ويحويه فأول سطر قرأته وأول سر من ذلك السطر علمته ما أذكره الآن في هذا الباب الثاني والله سبحانه يهدي إلى العلم وإِلى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية