وجنة معنوية والعقل يعقلهما معا كما إن العالم عالمان عالم لطيف وعالم كثيف وعالم غيب وعالم شهادة والنفس الناطقة المخاطبة المكلفة لها نعيم بما تحمله من العلوم والمعارف من طريق نظرها وفكرها وما وصلت إليه من ذلك بالأدلة العقلية ونعيم بما تحمله من اللذات والشهوات مما يناله بالنفس الحيوانية من طريق قواها الحسية من أكل وشرب ونكاح ولباس وروائح ونغمات طيبة تتعلق بها الأسماع وجمال حي في صورة حسنة معشوقة يعطيها البصر في نساء كاعبات ووجوه حسان وألوان متنوعة وأشجار وأنهار كل ذلك تنقله الحواس إلى النفس الناطقة فتلتذ به من جهة طبيعتها ولو لم يلتذ به إلا الروح الحساس الحيواني لا النفس الناطقة لكان الحيوان يلتذ بالوجه الجميل من المرأة المستحسنة والغلام الحسن الوجه والألوان والمصاغ فلما لم نر شيئا من الحيوان يلتذ بشيء من ذلك علمنا قطعا إن النفس الناطقة هي التي تلتذ بجميع ما تعطيه القوة الحسية مما تشاركها في إدراكه الحيوانات ومما لا تشاركها فيه
[الجنة المحسوسة خلقت بطالع الأسد والجنة المعنوية من الفرح الإلهي]
واعلم أن الله خلق هذه الجنة المحسوسة بطالع الأسد الذي هو الإقليد وبرجه هو الأسد وخلق الجنة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية