[متى يكون الاستقراء صحيحا]
خرج مسلم في صحيحه أن الله يقول شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون وبقي أرحم الراحمين
فسمى نفسه عز وجل أرحم الراحمين وقال إنه خَيْرُ الْغافِرِينَ وقال في الصحيح أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي خيرا
فإذا استقرينا الوجود إن الكرام الأصول لا يصدر منهم إلا مكارم الأخلاق من الإحسان للمحسن والتجاوز عن المسيء والعفو عن الزلة وإقالة العثرة وقبول المعذرة والصفح عن الجاني وأمثال هذا مما هو من مكارم الأخلاق واستقرينا ذلك فوجدنا لا يخطئ بقول شاعر العرب في ذلك
أن الجياد على أعراقها تجري
والحق أولى بصفة مكارم الأخلاق من المخلوقين فهنا تكون صحة الاستقراء في الإلهيات
[متى يكون الاستقراء سقيما]
وأما سقم الاستقراء فلا يصح في العقائد فإن مبناها على الأدلة الواضحة فإنه لو استقرينا كل من ظهرت منه صنعة وجدناه جسما ونقول إن العالم صنعة الحق وفعله وقد تتبعنا الصناع فما وجدنا صانعا إلا ذا جسم فالحق جسم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وتتبعنا الأدلة في المحدثات فما وجدنا عالما لنفسه وإنما الدليل يعطي أن لا يكون عالم إلا بصفة زائدة على ذاته تسمى علم وحكمها فيمن قامت به أن يكون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية