عزيز الحمى بين المشاهد والنهي *** وبين جنوب في الهبوب وشمال
فما منهمو إلا إمام مسود *** إذا أصبحوا نالوا المنى بالتأمل
لهم نظرة لا يعرف الغير حكمها *** لهم سطوة في كل تاج مكلل
[الليل والغيب]
اعلم أيدك الله بروح منه أن الله جعل الليل لأهله مثل الغيب لنفسه فكما ل يشهد أحد فعل الله في خلقه لحجاب الغيب الذي أرسله دونهم كذلك لا يشهد أحد فعل أهل الليل مع الله في عبادتهم لحجاب ظلمة الليل التي أرسلها الله دونهم فهم خير عصبة في حق الله وهم شر فتية في حق أنفسهم ليسوا بأنبياء تشريع لم ورد من غلق باب النبوة ولا يقال في واحد منهم عندهم إنه ولي لما فيه من المشاركة مع اسم الله فيقال فيهم أولياء ولا يقولون ذلك عن أنفسهم وإن بشرو فجعل الليل لباسا لأهله يلبسونه فيسترهم هذا اللباس عن أعين الأغيار يتمتعون في خلواتهم الليلية بحبيبهم فيناجونه من غير رقيب لأنه جعل النوم في أعين الرقباء سباتا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية