نحن تركنا الحق يتصرف لنا وهو قوله تعالى فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا فامتثل أمر الله فقال لي أبو البدر قال لي أبو السعود إني أعطيت التصرف في العالم منذ خمس عشرة سنة من تاريخ قوله فتركته وما ظهر علي منه شيء وأما رجال الباطن فهم الذين لهم التصرف في عالم الغيب والملكوت فيستنزلون الأرواح العلوية بهممهم فيما يريدونه وأعني أرواح الكواكب لا أرواح الملائكة وإنم كان ذلك لمانع إلهي قوي يقتضيه مقام الأملاك أخبر الله به في قول جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم فقال وما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ومن كان تنزله بأمر ربه لا تؤثر فيه الخاصية ولا ينزل بها نعم أرواح الكواكب تستنزل بالأسماء والبخورات وأشباه ذلك لأنه تنزل معنوي ولمن يشاهد فيه صورا خيالي فإن ذات الكواكب لا تبرح من السماء مكانها ولكن قد جعل الله لمطارح شعاعاتها في عالم الكون والفساد تأثيرات معتادة عند العارفين بذلك كالري عند شرب الماء والشبع عند الأكل ونبات الحبة عند دخول الفصل بنزول المطر والصحو حكمة أودعها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية