من يكن مثله فقد *** عظم الله أجره
[في علم الحروف]
اعلم أيدك الله أن العلم العيسوى هو علم الحروف ولهذا أعطى النفخ وهو الهواء الخارج من تجويف القلب الذي هو روح الحياة فإذا انقطع الهواء في طريق خروجه إلى فم الجسد سمي مواضع انقطاعه حروفا فظهرت أعيان الحروف فلم تألفت ظهرت الحياة الحسية في المعاني وهو أول ما ظهر من الحضرة الإلهية للعالم ولم يكن للاعيان في حال عدمها شيء من النسب إلا السمع فكانت الأعيان مستعدة في ذواتها في حال عدمها لقبول الأمر الإلهي إذا ورد عليه بالوجود فلما أراد بها الوجود قال لها كن فتكونت وظهرت في أعيانها فكان الكلام الإلهي أول شيء أدركته من الله تعالى بالكلام الذي يليق به سبحانه فأول كلمة تركبت كلمة كن وهي مركبة من ثلاثة أحرف كاف وواو ونون وكل حرف من ثلاثة فظهرت التسعة التي جذرها الثلاثة وهي أول الأفراد وانتهت بسائط العدد بوجود التسعة من كن فظهر بكن عين المعدود والعدد ومن هنا كان أصل تركيب المقدمات من ثلاثة وإن كانت في الظاهر أربعة فإن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية