يكون في ذلك الغضب رحمة من حيث لا يشعر بها في حال الغضب فكان يدل بغضبه مثل دالته برضاه وذلك لأسرار عرفناها ويعرفها أهل الله منا فصحت له السيادة على العالم من هذا الباب فإن غير أمته قيل فيهم يُحَرِّفُونَهُ من بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وهُمْ يَعْلَمُونَ فأضلهم الله على علم وتولى الله فينا حفظ ذكره فقال إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ لأنه سمع العبد وبصره ولسانه ويده واستحفظ كتابه غير هذه الأمة فحرفوه ومن الأمر المخصوص من وحي السماء الثالثة من هناك أيضا السيف الذي بعثه به والخلافة واختص بقتال الملائكة معه منها أيضا فإن ملائكة هذه السماء قاتلت معه يوم بدر ومن هذه السماء أيضا بعث من قوم ليس لهم همة إلا في قرى الأضياف ونحر الجزر والحروب الدائمة وسفك الدماء وبهذا يتمدحون ويمدحون قيل في بعضهم
ضروب بنصل السيف سوق سمانها *** إذا عدموا زادا فإنك عاقر
«و قال الآخر منهم يمدح قومه»
لا يبعدن قومي الذين همو *** سم العداة وآفة الجزر
النازلون بكل معترك *** والطيبون معاقد الأزر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية