وكم بقي إلى انقضاء الدنيا وفناء البشر عن ظهرها وانقلابهم إلى الدار الآخرة وليس هذا بمذهب الراسخين في العلم وإنما قال به شرذمة لا يعتد بقولها
[الجان برزخ بين الملك والإنسان]
فالملائكة أرواح منفوخة في أنوار والجان أرواح منفوخة في رياح والأناسي أرواح منفوخة في أشباح ويقال إنه لم يفصل عن الموجود الأول من الجان أنثى كما فصلت حواء من آدم قال بعضهم إن الله خلق للموجود الأول من الجان فرجا في نفسه فنكح بعضه ببعضه فولد مثل ذرية آدم ذكرانا وإناثا ثم نكح بعضهم بعضا فكان خلقه خنثى ولذلك هم الجان من عالم البرزخ لهم شبه بالبشر وشبه بالملائكة كالخنثى يشبه الذكر ويشبه الأنثى وقد روينا فيما رويناه من الأخبار عن بعض أئمة الدين أنه رأى رجلا ومعه ولدان وكان خنثى الواحد من ظهره والآخر من بطنه نكح فولد له ونكح فولد وسمي خنثى من الانخناث وهو الاسترخاء والرخاوة عدم القوة والشدة فلم تقو فيه قوة الذكورية فيكون ذكرا ولم تقو فيه قوة الأنوثة فيكون أنثى فاسترخى عن هاتين القوتين فسمي خنثى والله أعلم
[غذاء الجان ونكاحهم]
ولما غلب على الجان عنصر الهواء والنار لذلك كان غذاؤهم ما يحمله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية