أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فجعلها للذات ولم تنكر العرب كلمة الله فإنهم القائلون ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى فعلموه ولما كان الرحمن يعطي الاشتقاق من الرحمة وهي صفة موجودة فيهم خافوا أن يكون المعبود الذي يدلهم عليه من جنسهم فأنكروا وقالوا وما الرَّحْمنُ لما لم يكن من شرط كل كلام أن يفهم معناه ولهذا قال قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ لما كان اللفظان راجعين إلى ذات واحدة وذلك حقيقة العبد والباري منزه عن إدراك التوهم والعلم المحيط به جل عن ذلك
(وصل) [في قوله: الرحيم من البسملة]
في قوله الرَّحِيمِ من البسملة الرحيم صفة محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ وبه كمال الوجود وبالرحيم تمت البسملة وبتمامها تم العالم خلقا وإبداعا وكان عليه السلام مبتدأ وجود [الصفحة 109 من طبعة القاهرة] العالم عقلا ونفسا متى كنت نبيا قال وآدم بين الماء والطين فبه بديء الوجود باطنا وبه ختم المقام ظاهرا في عالم التخطيط فقال لا رسول بعدي ولا نبي فالرحيم هو محمد صلى الله عليه وسلم وبسم هو أبونا آدم وأعني في مقام ابتداء الأمر ونهايته وذلك أن آدم عليه السلام هو حامل الأسماء قال تعالى وعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية