ولئلا تتوهم الحاء المقدورة إنها صفة ذات القدرة فوقع الفرق بين القديم والمحدث فافهم يرحمك الله
[الرحمن: منكرا ومعرفا]
ثم لتعلم إن رحمن هو الاسم وهو للذات والألف واللام اللذان للتعريف هما الصفات ولذلك يقال رحمان مع زوالهما كما يقال ذات ولا تسمى صفة معهما انظر في اسم مسيلمة الكذاب تسمى برحمان ولم يهد إلى الألف واللام لأن الذات محل الدعوى عند كل أحد وبالصفات يفتضح المدعي فرحمان مقام الجمع وهو مقام الجهل أشرف ما يرتقى إليه في طريق الله الجهل به تعالى ومعرفته الجهل به فإنها حقيقة العبودية قال تعالى وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فجردك ومما يؤيد هذا قوله تعالى وما أُوتِيتُمْ من الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا وقوله الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ فبحقيقة الاستخلاف سلب مسيلمة وإبليس والدجال وكان من حالهم ما علم فلو استحقوه ذاتا ما سلبوه البتة ولكن إن نظرت بعين التنقيذ والقبول الكلي لا بعين الأمر وجدت المخالف طائعا والمعوج مستقيما والكل داخل في الرق شاءوا أم أبوا فأما إبليس ومسيلمة فصرحا بالعبودية والدجال أبي فتأمل من أين تكلم كل واحد منهم وما الحقائق التي لاحت لهم حتى أوجبت
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية