هذا كله حظ المؤمن فإن مرتبة الايمان وهو التصديق بأن هذا رسول من عند الله لا تكون إلا بعد حصول هذا العلم الذي ذكرناه فإذا جاءت الدلالات على صدقه بأنه رسول الله لا بتوحيد مرسله حينئذ نتأهب العقلاء أولو الألباب والأحلام والنهى لما يورده في رسالته هذا الرسول فأول شيء قال في رسالته إن الله الذي أرسلني بقول لكم قولوا لا إله إلا الله فعلم أولو الألباب أن العالم بتوحيد الله لا يلزمه أن يتلفظ به فلما سمع من الرسول الأمر بالتلفظ به وأن ذلك ليس من مدلول دليل العلم بتوحيد الله تلفظ به هذا العالم الموحد إيمانا وتصديقا بهذا الرسول فإذا قال العالم لا إله إلا الله لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم له قل لا إله إلا الله عن أمر الله سمي مؤمنا فإن الرسول أوجب عليه أن يقولها وقد كان في نفسه عالما بها ومخيرا في نفسه في التلفظ بها وعدم التلفظ بها فهذه مرتبة العالم بتوحيد الله من حيث الدليل فمن مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة بلا شك ولا ريب وهو من السعداء فأما من كان في الفترات فيبعثه الله أمة وحده كقُسِّ بن ساعدة لا تابع
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية