The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة تحصيل علم الإلهام بنوع ما من أنواع الاستدلال ومعرفة النفس

الصواب ثم إنهم أكدوا ذلك بقولهم ما ذكرناه عنهم إن صفاته لا هي هو ولا هي غيره وحدوا الغيرين بحد يمنعه غيرهم وإذا سألتهم هل هي أمر زائد اعترفوا بأنها أمر زائد وهذا هو عين الاستقراء

[الله لا يقاس بالمخلوق والمخلوق لا يقاس بالله‏]

فلهذا قلنا إن الاستقراء في العلم بالله لا يصح وإن الاستقراء على الحقيقة لا يفيد علما وإنما أثبتناه في مكارم الأخلاق شرعا وعرفا لا عقلا فإن العقل يدل عليه سبحانه إنه فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ لا يقاس بالمخلوق ولا يقاس المخلوق عليه وإنما الأدلة الشرعية أتت بأمور تقرر عندنا منها إنه يعامل عباده بالإحسان وعلى قدر ظنهم به قال تعالى وبَدا لَهُمْ من الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ في الطرفين للوازم قررها الشارع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأن النائم عن الصلاة إذا استيقظ أو الناسي إذا تذكر وقد خرج وقت الصلاة فيصليها هل يثبتها دائما في كل يوم في ذلك الوقت فلما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان الله لينهاكم عن الربا ويأخذه منكم‏

فبين أنه سبحانه ما يحمد خلقا من مكارم الأخلاق إلا والحق تعالى أولى به بأن يعامل به خلقه ولا يذم شيئا من سفساف الأخلاق إلا وكان الجناب الإلهي أبعد منه ففي مثل هذا الفن يسوغ الاستقراء بهذه الدلالات الشرعية وأما غير ذلك فلا يكون‏

[الاستقراء في التجليات‏]

فقد أبنت لك صحة الاستقراء من سقمه في المعاملات وأما الاستقراء في التجليات فرأينا إن الهيولى الصناعية تقبل بعض الصور لا كلها فوجدنا الخشب يقبل صورة الكرسي والمنبر والتخت والباب ولم نره يقبل صورة القميص ولا الرداء ولا السراويل ورأينا الشقة تقبل ذلك ولا تقبل صورة السكين والسيف ثم رأينا الماء يقبل صورة لون الأوعية وما يتجلى فيها من المتلونات فيتصف بالزرقة والبياض والحمرة سئل الجنيد رحمه الله عن المعرفة والعارف فقال لون الماء لون إنائه ثم استقر أنا عالم الأركان كلها والأفلاك فوجدنا كل ركن منها وكل فلك يقبل صورا مخصوصة وبعضها أكثر قبولا من بعض ثم نظرنا في الهيولى الكل فوجدناها تقبل جميع صور الأجسام والأشكال فنظرنا في الأمور فرأيناها كلما لطفت قبلت الصور الكثيرة فنظرنا في الأرواح فوجدناها أقبل للتشكل في الصور من سائر ما ذكرناه ثم نظرنا في الخيال فوجدناه يقبل ما له صورة ويصور ما ليست له صورة فكان أوسع من الأرواح في التنوع في الصور ثم جئنا إلى الغيب في التجليات فوجدنا الأمر أوسع مما ذكرناه ورأيناه قد جعل ذلك أسماء كل اسم منها يقبل صورا لا نهاية لها في التجليات وعلمنا إن الحق وراء ذلك كله لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فجاء في عدم الإدراك بالاسم اللطيف إذ كانت اللطافة مما ينبو الحس عن إدراكها فتعقل ولا تشهد فتسمى في وصفه الذي تنزه أن يدرك فيه باللطيف الخبير أي تلطف عن إدراك المحدثات ومع هذا فإنه يعلم ويعقل أن ثم أمرا يستند إليه فأتى بالاسم الخبير على وزن فعيل وفعيل يرد بمعنى المفعول كقتيل بمعنى مقتول وجريح بمعنى مجروح وهو المراد هنا والأوجه وقد يرد بمعنى الفاعل كعليم بمعنى عالم وقد يكون أيضا هو المراد هنا ولكنه يبعد فإن دلالة مساق الآية لا تعطي ذلك فإن مساقها في إدراك الأبصار لا في إدراك البصائر فإن الله قد ندبنا إلى التوصل بالعلم به فقال فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الله ولا يعلم حتى ننظر في الأدلة فيؤدينا النظر فيها إلى العلم به على قدر ما تعطينا القوة في ذلك فلهذا رجحنا خبير هنا بمعنى المفعول أي أن الله يعلم ويعقل ولا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ

[الاستقراء لا يفيد العلم‏]

فهذا القدر مما يتعلق بهذا الباب من الاستقراء وأما كونه لا يفيد العلم في هذا الموطن فإنه ما من أصل ذكرناه يقبل صورا ما إلا يجوز بل يقع وقد وقع أنه يتكرر في تلك الصور مراتب عديدة وهذا

قد ورد في الأخبار أن جبريل عليه السلام نزل مرارا على صورة دحية الكلبي‏

ولما لم يصح عندنا في التجلي الإلهي أن يتكرر تجل إلهي لشخص واحد مرتين ولا يظهر في صورة واحدة لشخصين علمنا إن الاستقراء لا يفيد علما فإن جناب التجلي لا يقبل التكرار فخرج عن حكم الاستقراء من وجه عدم التكرار ولحق به من حيث التحول في الصور وقد ورد التحول في حديث مسلم في حديث الشفاعة من كتاب الايمان فلا يعول على الاستقراء في شي‏ء من الأشياء لا في الأحوال ولا في المقامات ولا في المنازل ولا في المنازلات والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السابع والخمسون في معرفة تحصيل علم الإلهام بنوع ما من أنواع الاستدلال ومعرفة النفس)

لا تحكمن بإلهام تجده فقد *** يكون في غير ما يرضاه واهبه‏

واجعل شريعتك المثلى مصححة *** فإنها تمر يجنيه كاسبه‏

له الإساءة والحسنى معا فكما *** تعلى طرائقه تردى مذاهبه‏

فاحذره إن له في كل طائفة *** حكما إذا جهلت فينا مكاسبه‏

لا تطلبن من الإلهام صورته *** فإن وسواس إبليس يصاحبه‏

في شكله وعلى ترتيب صورته *** وإن تميز فالمعنى يقاربه‏

[النفس محل قابل لما تلهمه من الفجور والتقوى‏]

قال الله تعالى ونَفْسٍ وما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وتَقْواها من قوله أيضا كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً فجعل النفس محلا قابلا لما تلهمه من الفجور والتقوى فتميز الفجور فتجتنبه والتقوى فتسلك طريقه ومن وجه آخر تطلبه الآية وهو أنه بما ألهمها عراها أن يكون لها في الفجور والتقوى كسب أو تعمل وإنما هي محل لظهور الفعل فجورا كان أو تقوى شرعا فهي برزخ وسط بين هذين الحكمين‏

[خاطر المباح نعت ذاتي للنفس كالضحك للإنسان‏]

ولم ينسب سبحانه إلى نفسه خاطر المباح ولا الهامة فيها به وسبب ذلك أن المباح ذاتي لها فبنفس ما خلق عينها ظهر عين المباح فهو من صفاتها النفسية التي لا تعقل النفس إلا به فهو على الحقيقة أعني خاطر المباح نعت خاص كالضحك للإنسان وإن لم يكن من الفصول المقومة فهو حد لازم رسمي فإن من خاصية النفس دفع المضار واستجلاب المنافع وهذا لا يوجد في أقسام أحكام الشرع إلا في قسم المباح خاصة فإنه الذي يستوي فعله وتركه فلا أجر فيه ولا وزر شرعا وهو قوله وما سواها من التسوية وهو الاعتدال في الشي‏ء فسواك فعدلك يمتن بذلك على الإنسان وما في أقسام أحكام الشريعة قسم يقتضي العدل ويعطي الاعتدال إلا قسم المباح فهي تطلبه بذاتها وخاصيتها فلذلك لم يصفها بأنها ملهمة فيه‏

[من هو ملهم النفس فجورها وتقواها]

وما ذكر سبحانه من الملهم لها بالفجور والتقوى فأضمر الفاعل فالظاهر أن الضمير المضمر يعود على المضمر في سواها وهو الله تعالى ومن نظر في‏

قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للملك في الإنسان لمة وللشيطان لمة

يعني بالطاعة وهي التقوى والمعصية وهي الفجور فيكون الضمير في فَأَلْهَمَها للملك في التقوى وللشيطان في الفجور ولم يجمعهما في ضمير واحد لبعد المناسبة بينهما وكل بقضاء الله وقدره ولا يصح أن يقال في هذا الموضع إن الله هو الملهم بالتقوى وإن الشيطان هو الملهم بالفجور لما في هذا من الجهل وسوء الأدب لما في ذلك من غلبة أحد الخاطرين والفجور أغلب من التقوى وأيضا لقوله تعالى ما أَصابَكَ من حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وما أَصابَكَ من سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ فإنه في تلك الآية ظاهر الاسم والسيئة فيها ما هي شرعا فتكون فجورا وإنما هي مما يسوءه ولا يوافق غرضه وهو في الظاهر قولهم فإنهم كانوا يتطيرون به صلى الله عليه وسلم أعني الكافرين فأمره سبحانه أن يقول كُلٌّ من عِنْدِ الله فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً أي ما يحدث فيهم من الكوائن يقول الله عنهم إنهم يقولون إِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ من عِنْدِ الله وإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ أي ما يسوءهم ف من عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ من عِنْدِ الله وهو قوله طائِرُكُمْ عِنْدَ الله فالفاعل في فَأَلْهَمَها مضمر فإن كان الله هنا في الضمير هو الملهم بالتقوى والشيطان هو الملهم بالفجور فقد جمع الله والشيطان ضمير واحد وهذا غاية في سوء الأدب مع الله وما أحسن ما جاء بالواو العاطفة في قوله وتَقْواها فتعالى الله الملك القدوس أن يجتمع مع المطرود من رحمة الله في ضمير مع احتمال الأمر في ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت لما سمعه قد جمع بين الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد فقال ومن يعصهما

وما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جمع بين الله وبين نفسه في ضمير واحد إلا بوحي من الله وهو قوله من يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ الله وقال وما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى‏ ونحن يلزمنا ملازمة الأدب فيما لم نؤمر به ولا نهينا عنه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله بئس الخطيب أنت وكذلك لا يترجح أن تنسب الإلهام بالفجور إلى الله فلم يبق بعد هذا الاستقصاء أن يكون الضمير في فَأَلْهَمَها بالفجور إلا الشيطان وبالواو بالتقوى إلا الملك فمقابلة مخلوق بمخلوق أولى من مقابلة مخلوق بخالق وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب كفاية لمن أنار الله بصيرته‏

[النفس ليست بأمارة بالسوء من حيث ذاتها ولكن من حيث قابليتها]

فقد أعلمك برتبة نفسك وإنها ليست بأمارة بالسوء من حيث ذاتها وإنما ينسب إليها ذلك من حيث إنها قابلة لإلهام الشيطان بالفجور ولجهلها بالحكم المشروع في ذلك كنفس أمرت صاحبها بارتكاب أمر لم تعلم تحريمه‏

في الشرع أو قامت عندها شبهة بإباحة ذلك فيراه من مذهبه التحريم فيقول إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ كشرب النبيذ بين محلله ومحرمه ونكاح الربيبة التي لم يجتمع فيها الشرطان ومثل هذا في الشريعة كثير وكلا المذهبين شرع مقرر صحيح إذا كانا عن اجتهاد مع أن أحدهما أخطأ دليل الشارع الذي حكم به في تلك المسألة أو لو حكم فيها والمجتهدان مأجوران وقد يكون في المسألة أحد المجتهدين مصيبا وقد يكون كل واحد منهما مخطئا فإن الحكم في تلك المسألة شرعا ليس بمنحصر ثم إن قول الله تعالى إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ فما هو حكم الله عليها بذلك وإنما الله حكى ما قالته امرأة العزيز في مجلس العزيز وهل أصابت في هذه الإضافة أ ولم تصب هذا حكم آخر مسكوت عنه بل الذي هو لها أنها لوامة نفسها إذا قبلت من الشيطان ما يأمرها به فهذا الإخبار عن النفس أنها أمارة بالسوء ما هو حكم الله عليها ولا من قول يوسف عليه السلام فبطل التمسك بهذه الآية لما دل عليه الظاهر والدليل إذا دخله الاحتمال سقط الاحتجاج به وأما قوله تعالى في هذا المقام كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وهَؤُلاءِ من عَطاءِ رَبِّكَ فهو إبانة عن حقيقة صحيحة بما هو الأمر عليه في نفسه من أنه لا حول ولا قوة إلا بالله وقوله وما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً أي ممنوعا يقول إن الله يعطي على الدوام والمحال تقبل على قدر حقائق استعداداتها كما تقول إن الشمس تنبسط أنوارها على الموجودات وما تبخل بنورها على أحد وتقبل المحال ذلك النور على قدر استعدادها وكل محل يضيف الأثر إلى الشمس ويغفل عن استعداده فالشخص المبرود يلتذ بحرارتها والجسم المحرور يتألم بحرارتها والنور من حيث ذاته واحد وكل واحد من الشخصين يتألم بما به يتنعم صاحبه فلو كان ذلك للنور وحده لأعطى حقيقة واحدة وكذلك أعطى ما في قوته غير أنه للقابل حكم في ذلك ولا بد فإن النتيجة لا تكون إلا عن مقدمتين فيسود وجه القصار الذي يبيض الثوب فإن استعداد الثوب تعطي الشمس فيه التبيض ووجه القصار تعطي الشمس فيه السواد وكذلك النفخة الواحدة من النافخ وهي الهواء تطفئ السراج وتشعل النار الذي في الحشيش والهواء في نفسه واحد فترد الآية من كتاب الله واحدة العين على الأسماع فسامع يفهم منها أمرا واحد أو سامع آخر لا يفهم منها ذلك الأمر ويفهم منها أمرا آخر وآخر يفهم منها أمورا كثيرة ولهذا يستشهد كل واحد من الناظرين فيها بها لاختلاف استعداد الأفهام وهكذا في التجليات الإلهية فالمتجلي من حيث هو في نفسه واحد العين واختلفت التجليات أعني صورها بحسب استعدادات المتجلي لهم وكذلك في العطايا الإلهية سواء فإذا فهمت هذا علمت إن عطاء الله ليس بممنوع إلا أنك تحب أن يعطيك ما لا يقبله استعدادك وتنسب المنع إليه فيما طلبته منه ولم تجعل بالك إلى الاستعداد فقد يستعد الشخص للسؤال وما عنده استعداد لقبول ما سأل فيه فلو أعطيه بدلا من المنع ويقول إِنَّ الله عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ ويصدق في ذلك ولكنك تغفل عن ترتيب الحكمة الإلهية في العالم وما تعطيه حقائق الأشياء والكل من عند الله فمنعه عطاء وعطاؤه منع ولكن بقي لك أن تعلم لكذا ومن كذا

[الفرق بين الإلهام وعلم الإلهام والعلم اللدني‏]

فقد عرفتك بالنفس وأنها المحركة للجوارح بما يغلب عليها أما من ذاتها أو مما تقبله من الملك أو الشيطان فيما يلهمها به فعلم الإلهام هو أن تعلم أن الله ألهمك بما أوقره في نفسك ولكن بقي عليك إن تنظر على يدي من ألهمك وعلى أي طريق جاءك ذلك الإلهام من ملك أو شيطان وما يخرج من قبيل الأمر والنهي المشروع فهو العلم اللدني ما هو الإلهام فالعلم بالطاعة الهامي والعلم نتائج الطاعة لدني ففرق ما بين العلم اللدني والإلهام فالإلهام عارض طارئ يزول ويجي‏ء غيره والعلم اللدني ثابت لا يبرح فمنه ما يكون في أصل الخلقة والجبلة كعلم الحيوانات والأطفال الصغار ببعض منافعهم ومضارهم فهو علم ضروري لا إلهام وأما قوله وأَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ فإنه يريد في أصل نشأتها فطرها الله على ذلك والإلهام هو ما يلهمه العبد من الأمور التي لم يكن يعرفها قبل ذلك والعلم اللدني الذي لا يكون في أصل الخلقة فهو العلم الذي تنتجه الأعمال فيرحم الله بعض عباده بأن يوفقه لعمل صالح فيعمل به فيورثه الله من ذلك علما من لدنه لم يكن يعلمه قبل ذلك ولا يلزم من العلم اللدني أن يكون في مادة والإلهام لا يكون إلا في مواد والعلم يصيب ولا بد والإلهام قد يصيب وقد يخطئ فالمصيب منه يسمى علم الإلهام وما يخطئ منه يسمى إلهاما لا علما أي لا علم إلهام والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!