The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)

في الوجهين إلا بأمر عدمي وهو ترك الأمر والنهي ولا بد لي في كل نفس أن أكون في شأن وذلك الشأن ليس لي فإن الشأن الظاهر في وجودي إنما هو لله وهو قوله كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ وفينا تظهر تلك الشئون وأعياننا أيضا من تلك الشئون والله شهيد على ما يخلق منا وفينا وقوله إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ هو ما جعل فينا من الإرادة الاختيارية في عين الجبر فإنا محل لما يخلق فينا فالمكلف مجبور في اختياره ثم خلق فينا المعنى الذي أوجب حكمه علينا أن نكون به مفيضين في ذلك الشي‏ء المعبر عنه بالشأن وما عرفنا بهذا الشهود منه إلا لنعلم صورة الأمر حتى نكون من أمرنا على بينة من ربنا فإنه ما أمر نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلا بطلب الزيادة من العلم فإن العلم بالأمور سبب الحياة المزيلة لموت الجهالة والحياة نعيم فالعالم والناصح نفسه من لا ينسى الله في شئونه ويكون مراقبا له تعالى عند شهوده فيرى ما يصدر عنه فيه وفي غيره في السماء والأرض والملإ الأعلى والأسفل ثم يرى أنه جميع ما رأى من شئونه بهوية الحق لا بصفة الحق فرأى هويته تعالى عين صفته فما رآه إلا به هذا أعطته هذه المراقبة وهذا هو حكم الدهر الذي نهينا عن سبه فإن الله هو الدهر ليس غيره‏

خذ من الدهر ما صفا *** ودع الدهر يحكم‏

إنما الدهر ربنا *** العلي المقدم‏

حاكم بالذي يرى *** مفصح لا يعجم‏

كلما قال كن لشي‏ء *** يكون المكلم‏

فتأدب ولا تقل *** أنا بالأمر أعلم‏

فإلى الله أمرنا *** راجع فلتسلموا

فهو بالأمر أعلم *** وهو للأمر أحكم‏

فقد بان لك الأمر بارتفاع الحجب وعرفت الحجب ومسمى الوفاق والخلاف وعلمت من رأى وبمن رأيت ومن أنت وما هو من طريق الوجود فإنه سبحانه لا يقال فيه إن له ماهية وإن سئل عنه بما فالجواب بصفة التنزيه أو صفة الفعل لا غير ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثاني والثلاثون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله إِنَّ الصَّلاةَ كانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتاباً مَوْقُوتاً»

إن الصلاة لها وقت تعينه *** شمس وآثارها فالحكم للشمس‏

فانظر إليها بعين القلب إن شرقت *** أو أشرقت لا بعين الحس والنفس‏

فظهرنا لزوال الشمس في فلكي *** وعصرنا لانضمام العقل والحس‏

ومغرب لغروب الحق عن نظري *** وذلكم لارتفاع الشك واللبس‏

إن الأفول دليل يستدل به *** لكي يفرق بين العلم والحدس‏

ثم العشاء إذا ما حمرة ذهبت *** ذهاب من أعدم الأشياء بالحس‏

وعند ما انفجرت أنوارها وبدت *** كأنها خرجت من ظلمة الرمس‏

وعاد مغربها شرقا بها فزهت *** وعاد مطلعها للعرش والكرسي‏

ناجيته في شهود لا انقطاع له *** مؤيد بين حصر الجهر والهمس‏

وهذه خمسة في العد حافظة *** وليس يحفظ أكواني سوى الخمس‏

[الصلاة الوسطى ما هي‏]

قال الله سبحانه وتعالى حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وليست سوى هذه الخمس الموقتة المعينة المكتوبة وكما أن الخمسة تحفظ نفسها وغيرها الذي هو العشرون وهو ثاني عقد العشر من العشرة والعشرة أول العقود وأقل ما يكون العقد بين اثنين فكذلك الصلاة قسمها الحق نصفين نصفا له ونصفا لعبده وجعلها بين تحريم وتحليل فإذا شرع فيها العبد لم يصرف ذاته إلى غيرها من الأعمال بخلاف غيرها من الأعمال المشروعة فحفظت نفسها حتى تسمى صلاة فإن في الصلاة شغلا وحفظت غيرها وهو المصلي ليبقى عليه اسم المصلي وحكمه فلهذا شرعها الله خمسة فعين الوقت فإن قال قائل بالوتر إنه زائد على الخمسة فتكون ستا قلنا فما زاد إلا من يحفظ نفسها وهي الستة وهي أول عدد كامل فما زاد إلا بما يناسب في‏

الحفظ فلذا قال السائل هل على غيرها يعني الخمس قال لا إلا أن تطوع وجمع له في الصلاة بين الجهر والسر أعني في القراءة وجمع له أيضا بين القول والفعل والحال وإلهيات في الحركات من قيام وركوع وسجود وجلوس وأثنى على من أتى بهن لم يضيع من حقهن شيئا بالدوام عليها والخشوع فيها وأعطاها الليل والنهار حتى يعم الزمان بركتها وقد بينا من أسرارها ما شاء الله في باب الصلاة من هذا الكتاب وكذلك بينا أيضا من شأنها في كتاب التنزلات الموصلية لنا ثم إن الله شرع طهارة لها مائية وترابية فإن النش‏ء الإنساني لم يكن إلا من تراب كآدم وماء كبني آدم فقال خَلَقَكُمْ من تُرابٍ ومن ماءٍ ومن طِينٍ وهو خلط الماء بالتراب فجعل الطهارة للصلاة بما منه خلقنا فطهارتنا منا من ماء وهو الوضوء وتراب وهو التيمم فنحن نور على نور بحمد الله وما كتب الله هذه الصلاة إلا على المؤمنين وليس المؤمن سوى المصدق بأحدية الكثرة الإلهية لما هي عليه من الأسماء الحسنى والأحكام المختلفة من حيث إن كل اسم إلهي يدل على الذات وعلى معنى ما هو المعنى الآخر الذي يدل عليه الاسم الآخر فله أحدية العين فهو مؤمن أيضا بأحدية العين كما هو مؤمن بأحدية الكثرة فمن لم يكن له هذا الايمان وإلا فليس هو المؤمن الذي كتب الله عليه هذه الصلاة وإنما كتبها على المؤمن دون العالم لعموم الايمان فإن المؤمن هو عين المقلد لأنه المصدق بالخبر لما تعطيه حقيقة الخبر من الاحتمال فأبقى الخبر على أصله فالعالم من علمه بالأمور على ما هي عليه أن لا يزيل الخبر عن احتماله بالنظر إلى ذات الخبر فهو عالم بصدق هذا الخبر المعين لأن الخبر وإن اقتضت ذاته الاحتمال فإنه لا بد أن يكون في نفسه موصوفا بأحد الاحتمالين إما صدق وإما كذب ولا يعرف ما هو عليه من هذين الوصفين إلا بدليل فهذا هو حظ العالم فقد صدق به العالم أنه صدق لا كذب أعني هذا الخبر المعين وقلده في هذا التصديق المؤمن فالمؤمن العالم قام له دليل العلم على إن المخبر صادق وأن هذا الخبر المعين صدق فهو مؤمن بلا شك وأعطى العالم نفسه الأمان أن ينقلب العلم جهلا وصدق المقلد العالم فيما أخبره به من صدق هذا الخبر فاشترك الكل في نعت الايمان فلو كتبها الله على العلماء دون المؤمنين لما وجبت على المقلدين والعلماء لهم صفة الايمان فكتب على الوصف العام ولو لا الحق تعالى ما نزل إلى عباده ما وصفهم تعالى بالعلم به ولا بالإيمان فهم أحق بالعلم به من علمه به فإن علم الخلق به علم اضطرار وافتقار ذاتي لما تعطيه ذات الممكن من الاستناد إلى المرجح فبنزوله إلينا عرفناه فهو يظهر بنا ولا يتمكن لنا أن نظهر به فيجمع سبحانه بين نعت السادات والعباد ولا يتمكن للعباد أن يكونوا أربابا في أنفسهم وإن ظهروا بنعوت سيدهم وإنما كلامنا في نفس الأمر لا فيما يجدونه في أوقات فما هو له تعالى فمعلوم من القسمة وما هو للعبد فمعلوم وما وقع فيه الاشتراك فما هو لله فهو لله في عين الاشتراك وما هو للعبد فهو للعبد في عين الاشتراك فهو في نفس الأمر معين وإن وقع الاشتراك فليس إلا في الألفاظ الدالة على الاشتراك وأما في نفس الأمر فلا اشتراك بوجه من الوجوه فإن كل واحد على نصيبه المعين له وإن لم يكن الأمر كذلك اختلطت الحقائق وإِنَّ كَثِيراً من الْخُلَطاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقَلِيلٌ ما هُمْ وقليل أيضا ما هم فكل مصل أدى صلاته لوقتها ولم يطلع ولا أنتج له معرفة بسر

القدر الذي قد أومأنا إليه في هذا الكتاب في مواضع كثيرة مختلفة بطرائق عجيبة فما صلى الصلاة لوقتها وذلك أن الله ما شرع هذه العبادات لإقامة نشأة صورتها الظاهرة بل لما تدل عليه وتعطيه من جانب الحق من المعرفة به وإن لم تكن الصورة قد نفخ القائل فيها روحا تحيي به ولا ينفخ فيها روحا إلا بإذن ربه كما قال وإِذْ تَخْلُقُ من الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فقد شارك كل مصور وما تعلق به ذم كما تعلق بالمصورين فإنه ما صوره عليه السلام إلا بإذن الله ثم قال فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ الله فزال‏

من هيأة الطائر وعاد طائرا فكذلك عمل العبد إذا عمله بالإيمان من حيث إن الحق أمره بذلك العمل فقد أذن له في إنشاء تلك الصورة فقد شارك المنافق كما شارك المصورين من خلق من الطين كهيئة الطير فإن المنافق ما أذن الله له أن ينشئ صورة العمل على ذلك الحد وما أمر الله بإنشاء صور الأعمال إلا للمؤمنين فلما وقع الاشتراك في ظاهر الصورة بين المؤمن والمنافق نفخ المؤمن بإيمانه فيها روحا فعادت‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!