The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من اللّه إلا إليه)

تحبه طبعا وتتحد به ويكون ملكا لك شرعا وكل ما تعتضد به في أمورك من الأسماء الإلهية والتجلي والكون من أرواح قدسية وعقول ندسية تؤيدك في الشدائد وتأتيك بالتحف والزوائد فهو عشيرتك وكل من تميل إليه فيميل إليك لميلك ويحضره ديوان نيلك ويقف عند فعلك فيه وقولك ويتحكم فيه سلطان طولك وتصل في اقتنائه نهارك بليلك فذلك هو مالك الذي اقترفته من الأموال الظاهرة والباطنة والمعنوية والمحسوسة من ثابت كالعقار ومن غير ثابت كالعروض والدرهم والدينار وكل منقول لا يقربه قرار فالثابت كالمقام وغير الثابت كالحال وكله مال لأنه مال وإليه المال بعد الرحلة عنه والانفصال ولكن إذا آل إليه أمرك رأيته في غير الصورة التي عليها فارقته وكل أمر تطلب الخروج عنه ليكون ذلك الخروج سببا لتحصيل ما يكون عندك أنفس منه فتطلب به النفاق في الأسواق ويقوم لك فيه الجمع بين التلاق والفراق والنكاح والطلاق ظاهرا وباطنا فذلك التجارة التي تخشى كسادها وتخاف فسادها فاستبطنت مهادها واستوطأت قتادها وأعددت لها إعدادها وحصلت لها إن كنت تاجر سفر زادها لتنجيك من عذاب أليم وتوفيك الربح والحق الجسيم وكل من اتخذته محلا وكنت به محلي وجعلته حرما لك وحلا فذلك مسكنك الذي ترضاه ومنزلك الذي تقصده وتتوخاه فقال لك الحق فيما أنزله إليك ووفد به رسوله الأمين عليك إذا لم تر وجه الحق في كل ما ذكرته وتعشقت به لعينه وتعرف أنه من عنده ما هو عينه وآثرته مع هذا الحجاب على ما دعاك الحق إليه من الزهد فيه إذا فقدت‏

فيه وجه الحق فتعلم إن الله ما أراد منك إلا أن تعرفه فيما أمرك بالزهد فيه والرغبة عنه وأحببته حب عين وصورة كون وكان أحب إليك من الله الجامع للرغبة فيه والرغبة عنه فإنه المعطي المانع والضار النافع وأحب إليك من رسوله الوافد عليك المعرف بما هو حجاب عن المقصود وستر بين العابد والمعبود مع علمك بما أعلمك أنه ما خلقك إلا لتعبده وتؤثره على ما تراه فيه وتقصده وأحب إليك من جهادك في سبيل الله الذي يجمع لك بين الحياتين فلا تعرف للموت طعما ولا للحصر حكما فَتَرَبَّصُوا كلمة تهديد ووعيد حَتَّى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ فتعرف عند ذلك خيره من شره وحلوه من مره وتذوق شهده من صبره ثم نصح في الإنزال على لسان الإرسال بالفرار إلى الله من هذه الحجب والتدبر لما جاءت به من عند الله الصحف والكتب مع إرخاء الطنب لتخلو بالمقصورات في الخيام وتفتض أبكارا لم يطمثهن إنس قبلك ولا جان فتحصل من المعارف في تلك العوارف ما لا يصفه واصف ولا يتمكن أن يقف عنده واقف لورود ما هو أعلى وأنفس من كل محل أقدس وإن كان الفكر والتجلي في عدم الإحاطة بالمدرك بهما سيان وهما من هذا الوجه مثلان فبينهما فرقان بين لا خفاء به إن صاحب الفكر يحكم عليه في محصوله الدخل وتتمكن منه الشبه وتزلزله عما كان بالأمس يعتمد عليه ويركن إليه والتجلي للعارف ليس كذلك بل هو في نعيم متجدد وفي شهود لخلق جديد ما هو منه في لبس وهو الجامع في الالتذاذ بين اليوم والأمس فلا يزال في لذة موجودة لصورة إلهيه مشهودة لا يعطيه الفناء عن جميع لذاته لأنها من لذاته وجدت لوجوده فاجتمعا في شهوده والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السابع عشر وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ من الله إِلَّا إِلَيْهِ وهذا ذكر الاضطرار والفرج بعد الشدة»

إن أرض الله واسعة *** فشقي من تضيق عليه‏

سبب الضيق الخلاف فكن *** معه إن الرجوع إليه‏

من يقف ولا يخالفه *** يقف التحقيق بين يديه‏

ثم يعطيه لتوبته *** كل ما في علمه ولديه‏

فإذا أفنى حقيقته *** جاءه المطلوب في علميه‏

عند جمع حين جاء لها *** ليكون الحكم من حكميه‏

كل ما في الكون من ولد *** ما لنا منهم سوى ولديه‏

فأخ بالشرع فثبته *** لأخ بالكشف من أبويه‏

[إنما الضيق بالشريك لهذا لا يغفر الله أن يشرك به‏]

قال الله تعالى وعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا فلو كان واحد ما ضاقت عليه الأرض لأن الضيق إنما يقع بالشريك ولهذا لا يغفر الله أَنْ يُشْرَكَ به فإنه يخرج عنه ما هو له ولذلك أغضب المشرك الحق غضبا أورثه ذلك الغضب مكانا ضيقا لما في الغضب من الضيق فحصل له مع أمثاله من المشركين كونهم مُقَرَّنِينَ في الْأَصْفادِ فليس اتساع الأرض إلا لمن انفرد بها فلما انقسمت بين ثلاثة قسمة مشاعة ضاق الفضاء الرحب ولو لا وجود الفردية في الثلاثة لهلكوا فما نجاهم إلا ما في الثلاثة من الأحدية الواردة على الاثنين وأما لو كانوا أربعة أو اثنين ما نجوا ولا تاب الله عليهم فإن الله وتر يحب الوتر والثلاثة وتر فأبقى عليهم من المحبة ما تاب بها عليهم وإذا رحم الله الشفع إنما يرحمه بآحاده فيخلو به واحدا واحدا على انفراده حتى لا ينال رحمته إلا الواحد فما يرحم الله عباده شفعا وإنما يرحمهم إما في الفردية أو في الأحدية غير ذلك لا يكون وبعد ذلك يفعل ما يريد وإنما وقع الكلام على الواقع فما تكثر الأعداد ولا تظهر إلا بآحادها فلو زالت الآحاد منها لما كان في العالم شفع ولا عدد ولهذا لم يتكرر تجل قط على شخص ولا في شخصين فلو لا ما قال ثلاثة ما صح لهم ذوق الضيق في الاتساع لما في الثلاثة من الشفعية ولما صح لهم ذوق الاتساع بالرحمة بالتوبة لما في الثلاثة من الأحدية التي بها كانت فردا وهي أول الأفراد فلها الأولية فهي أقرب إلى الأحدية فأسرعت الرحمة إليهم فلو كانوا خمسة لكانوا أبعد من الأحدية وأكثر ضيقا لتضاعف الشفعية وهكذا الأمر طلعت الأفراد ما طلعت وهو الذي ينفي كثرة المدة في النار في العذاب لأهلها حتى يقطعوا كل شفع يكون في فرديتهم انتهوا إلى ما انتهوا إليه فغاية إقامتهم في العذاب ثمانية وتسعون دهرا ثم يتولاهم الاسم الرحمن بعد ذلك وهم نازلون في الشقاء من ثمانية وتسعين إلى اثنين بعدد كل شفع بينها وفي كل فردية رحمة تكون لمن له حظ فيها في هذه الدار فيفتر عنه بقدر ذلك وأما أهل الشفع فلا يفتر عنهم العذاب وهم فيه مبلسون إلى الغاية التي ذكر الله من شفعية وهي الثمانية والتسعون فالوتر الذي يكون بعد الشفع هو الذي يأخذ بثار الوتر الذي قبله إذ شفعه من ظهر بين الوترين كالثالث بين الاثنين والرابع فيأخذ بثار الواحد الذي شفعته الاثنان وكالخامس بين الأربعة والستة يأخذ بثار الثالث الذي شفعته الأربعة لينتقم له فإن الوتر في اللسان الذي جاءت به هذه الشريعة المحمدية هو طلب الثأر وهكذا حكم كل فرد حتى تنتهي إلى تسعة وتسعين فإذا وقف الأمر هناك وانحصر في الاسم الرحمن تولاه الله بالاسم الأعظم لأن به تمام المائة فعم درجات الجنة ودركات النار ولم يتوله الاسم الأعظم المتمم إلا من الاسم الرحمن فهو حاجب الحجاب فليس له منازع بين يدي الاسم الأعظم فيئول الأمر إلى شمول الرحمة في الدارين لساكنيهما وما قال من المشركين ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى‏ إلا من كان في مقام الفردية منهم فإذا قالها صاحب الشفعية فإنما ذلك لحصره بين الواحد الذي شفعه بوجود معبوده والواحد الذي يفرد هذا الشفع في استقباله فمن أي وجهة رد إليها وجهه هذا الشفع لم ير إلا واحدا فنظر إلى نفسه فلم ير إلا أحديته فقال عند ذلك ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى الله زُلْفى‏ فصدرت هذه الكلمة من كل مشرك شفعا كان أو وترا للشريك الذي نصبه وأما من قال إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ أو قال ما عَلِمْتُ لَكُمْ من إِلهٍ غَيْرِي فليس في الظاهر بمشرك وإنما دخل عليه الشرك بالاسم ولذلك قال الله لنبيه عليه السلام قُلْ سَمُّوهُمْ فإنهم إذا سموهم عرفوا بالاسم من هو المسمى فقال هؤلاء إِنَّ الله هُوَ الْمَسِيحُ وليس المسيح من أسمائه إذ كان له هذا الاسم قبل أن يدعي فيه أنه الله فأشركوا من حيث الاسم وأشرك فرعون من حيث خالف عقده قوله فبهذا كانوا مشركين ثم ينتج له هذا الذكر أمرا عجيبا على الأوج مخبوءا في الدرج مرقوما في طي الدرج إذ سماهم الله مخلفين فإن كل مفارق أهله فالله خليفته في ذلك الأهل سواء استخلفه أم لم يستخلفه فكل من يقوم في أهله بعده فإنما ذلك نائب الله لا نائبه فهؤلاء الثلاثة الذين خلفوا ما خلفهم الاسم الظاهر فإن‏

الشرع دعاهم إلى الخروج ولكن الله ثبطهم فمنهم من كَرِهَ الله انْبِعاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ ومنهم من ثبطه لا عن كره فقاموا في أهليهم مقام حق فجعلهم الله خلفا في أهليهم عنه من الاسم الباطن على كره منهم فكان من أمرهم ما كان ف تابَ الله عَلَيْهِمْ فتفاضلت توبتهم فكان منهم الكاذب في عذره فقبله منهم الكرم الإلهي وكان منهم الصادق وهو في‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!