The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من طلب الوصول إلىّ بالدليل والبرهان لم يصل إلىّ أبدا فإنه لا يشبهنى شىء

إلا هو ولم يتميز عنه شي‏ء لأنك ما فرضت موجود إلا هو خاصة ولا مقام له يتميز به عن غيره إذ لا غير هناك فإن يده متميزة عن رجله ورأسه متميز عن صدره وأذنه عن عينه وكل جارحة متميزة عن غيرها من الجوارح وكل قوة منه في باطنه لها حكم ليس للأخرى ومحل ليس للآخر فتميزت الصور في عين واحدة لا تميز فيها ولا مقام لها فنحن له كالأعضاء للواحد منا والقوي فما ثم عمن نتميز ولا يتميز عنا ولكن تميزنا بعضنا عن بعض كما قررنا ولا تنسب الأحكام والمقامات لأعضائنا وإنما ينسب ذلك كله إلينا فيقال بطش فلان بفلان ومشى فلان إلى فلان وسمع فلان كلام فلان ورأى فلان فلانا ما ينسب شي‏ء من هذا كله إلى آلة ولا إلى قوة ولا إلى عضو ف إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ف لَهُ الْحُكْمُ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏

[أنه لا مخلص من المقامات إلا وارث محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الذي آتاه الله جوامع الكلم‏]

فاعلم أنه لا يخلص من المقامات إلا وارث محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الذي آتاه الله جوامع الكلم وعلم الأسماء كلها وعلم الأولين والآخرين فكل الصيد في جوف الفرا فما ثم عمن نتميز فإن العالم كله في وارث محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كما هو في محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقد خلص من حكم المقامات عليه فهو يحكم بها بحسب ما تعطيه الأحوال فإنه العليم الحكيم فالأسماء الإلهية كلها هي تظهر المقامات وبها يحكم الحاكم ولا حاكم إلا الله وما يبدل القول لديه فالقول له الحكم فبالقول يحكم الحق فتنبه لمن هو المحكوم عليه والمحكوم به والمحكوم فيه والحاكم تعرف من هو المخلص من المقامات والذي لا مقام له وأما المقام المحمود وهو المقام المثنى عليه الذي أثنى عليه الله الذي يقيم الحق فيه سبحانه محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فهو مقام شفاعة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الشافعين أن يشفعوا يوم القيامة من ملك ورسول ونبي وولي ومؤمن وأن يخرج الحق من النار أو يدخل الجنة من لم يعمل خيرا قط حتى لا يبقى في النار إلا أهلها الذين هم أهلها فيبقيهم الله فيها على صفة ومزاج لو أخرجهم الله بذلك المزاج إلى الجنة لتعذبوا وأضر بهم دخولها كما تضر رياح الورد بالجعل فيجيبه الله لما سأل فيه وإذا زاد سبب ظهور أمر على واحد فهو شفاعة سواء كان شفعا أو وترا لا بد أن يكون زائدا على واحد وأما الأحوال فلا سبيل إلى التخلص منها وهي فينا موهوبة وهي للحق ذاتية

فالحكم للحال والأحوال حاكمة *** وليس في الكون إلا الله والبشر

ونحن في عبرة لو كنت تعقلها *** فكل شي‏ء سوى الرحمن يعتبر

نحن النجوم التي في الغرب موقعها *** وليس يظهر إلا الشمس والقمر

الطمس فينا وذاك الطمس ينفعنا *** وليس يدريه إلا من له نظر

فلا تخف فسوى الرحمن ليس له *** عين وليس له التحكيم والأثر

إليه يرجع أمر الخلق كلهم *** حتى القضاء وحتى الحكم والقدر

وهو الوجود الذي ما عنده ضرر *** والشر ليس له في خلقه أثر

فالشر ليس إليه جل خالقنا *** عنه بذا جاء عن إرساله الخبر

من عرف الضلالة والهدى لم يطل عليه المدى وعلم إن الله لا يترك خلقه سدى كما لم يتركه ابتداء وإن لم ينزله منازل السعداء فإن الله برحمته التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ لا يسرمد عليه الرداء وكيف يسرمده وهو عين الرداء فهو في مقام الفداء وإشارة سهام العداء فله الرحمة آخرا خالدا مخلدا فيها أبدا والله تعالى يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الأحد والعشرون وأربعمائة في معرفة منازلة من طلب الوصول إلي بالدليل والبرهان لم يصل إلي أبدا فإنه لا يشبهني شي‏ء»

توحيد ربك لا عن كشف برهان *** فكر فوحدته لا تقبل الثاني‏

وكل من يقبل الثاني فمتصف *** في حكمه بزيادات ونقصان‏

وذاك واحد أعداد فيقبله *** وواحد العين لا يدري ببرهان‏

من يقبل المثل قد حارت خواطرنا *** فيه وهل رى‏ء سر عين إعلان‏

إن الدليل على التركيب نشأته *** فكيف يعطي وحيد العين في الشأن‏

يا بانيا عقده على الدليل لقد *** جهلت أين أساس القصد يا باني‏

من كان ذا صفة فأين وحدته *** المنزل القاصي ليس المنزل الداني‏

من الذي هو قاص في دلالتنا *** وقد أتيت على هذا بسلطان‏

الشرع توحيده توحيد مرتبة *** والحق يعضده من جانب ثاني‏

[تسمية البصر في العقل عين البصيرة]

قال الله تعالى لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ يعني من كل عين من أعين الوجوه وأعين القلوب فإن القلوب ما ترى إلا بالبصر وأعين الوجوه لا ترى إلا بالبصر فالبصر حيث كان به يقع الإدراك فيسمى البصر في العقل عين البصيرة ويسمى في الظاهر بصر العين والعين في الظاهر محل للبصر والبصيرة في الباطن محل للعين الذي هو بصر في عين الوجه فاختلف الاسم عليه وما اختلف هو في نفسه فكما لا تدركه العيون بأبصارها كذلك لا تدركه البصائر بأعينها

ورد في الخبر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن الله احتجب عن العقول كما احتجب عن الأبصار وإن الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم‏

فاشتركنا في الطلب مع الملإ الأعلى واختلفنا في الكيفية فمنا من يطلبه بفكره والملأ الأعلى له العقل وما له الفكر ومنا من يطلبه به وليس في الملإ الأعلى من يطلبه به لأن الكامل منا هو على الصورة الإلهية التي خلقه الله عليها وليس الملك عليها فلهذا صح ممن هذه صفته أن يطلب الله به ومن طلبه به وصل إليه فإنه لم يصل إليه غيره وإن الكامل منا له نافلة تزيد على فرائضه إذا تقرب العبد بها إلى ربه أحبه فإذا أحبه كان سمعه وبصره فإذا كان الحق بصر مثل هذا العبد رآه وأدركه ببصره لأن بصره الحق فما أدركه إلا به لا بنفسه وما ثم ملك يتقرب إلى الله بنافلة بل هم في الفرائض ففرائضهم قد استغرقت أنفاسهم فلا نفل عندهم فليس لهم مقام ينتج لهم أن يكون الحق بصرهم حتى يدركوه به فهم عبيد اضطرار ونحن عبيد اضطرار من فرائضنا وعبيد اختيار من نوافلنا كما هو رب ذاتي من وجودنا ورب مشيئة من حكمه فينا فالربوبية الذاتية ضرورية لا يمكن رفعها وربوبية المشيئة عينها الإمكان في الممكنات فيرجح بها ما شاء فمن لا مشيئة له لا ترجيح له كمن لا نافلة له لا يكون الحق بصره وإن أمكن خلاف هذا عقلا ولكن كلامنا في الواقع الذي أعطاه الكشف ما كلامنا في الجواز العقلي لأنه يستحيل عندنا أن ينسب الجوار إلى الله حتى يقال يجوز أن يغفر الله لك ويجوز أن لا يغفر الله لك ويجوز أن يخلق ويجوز أن لا يخلق هذا على الله محال لأنه عين الافتقار إلى المرجح لوقوع أحد الجائزين وما ثم إلا الله وأصحاب هذا المذهب قد افتقروا إلى ما التزموه من هذا الحكم إلى إثبات الإرادة حتى يكون الحق يرجح بها ولا خفاء بما في هذا المذهب من الغلط فإنه يرجع الحق محكوما عليه بما هو زائد على ذاته وهو عين ذات أخرى وإن لم يقل فيها صاحب هذا المذهب إن تلك الذات الزائدة عين الحق ولا غير عينه فالذي نقول به إن هذه العين المخلوقة من كونها ممكنة تقبل الوجود وتقبل العدم فجائز إن تخلق فتوجد وجائز أن لا تخلق فلا توجد فإذا وجدت فبالمرجح وهو الله وإذا لم توجد فبالمرجح وهو الله يستقيم الكلام ويكون الأدب مع الله أتم بل هو الواجب أن يكون الأمر كما قلنا وأما احتجاجهم بقوله لَوْ شاءَ الله ولَوْ أَرادَ الله فهو عليهم هذا الاحتجاج لا لهم لزومية إن لو حرف امتناع لامتناع وبلا حرف امتناع لوجود

فانظروا وجوبه واعتبروا *** وهو نفي أن ذا سر عجيب‏

مثل من يدعو وما ثم لمن *** فهو يدعو نفسه ثم يجيب‏

وبهذا ورد النص إلى *** كل ذي عقل سليم ونجيب‏

ولقد كان على مثل الذي *** جاءه يطوف دهرا ويجوب‏

مثل ذا زرت فتى من هاشم *** أصله ما بين لخم وتجيب‏

واستجيبوا للذي أسمعكم *** إنه المحروم من لا يستجيب‏

[إن الإمكان للممكن هو حكم الذي أظهر الاختيار في المرجح‏]

فاعلم إن الإمكان للممكن هو حكم الذي أظهر الاختيار في المرجح والذي عند المرجح أمر واحد وهو أحد الأمرين‏

لا غير فما ثم بالنظر إلى الحق إلا أحدية محضة خالصة لا يشوبها اختيار أ لا تراه يقول تعالى لو شاء كذا لكان كذا فما شاء فما كان ذلك فنفى عن نفسه تعلق هذه المشيئة فنفى الكون عن ذلك المذكور غير إن لله تعالى نسبتين في الحكم الواقع في العالم بالامتناع أو بالوقوع فالنسبة الواحدة ما ظهر من العالم في العالم من الأحكام الواقعة والممتنعة بمشيئتهم أعني بمشيئة العالم التي أوجدها الله في العالم والنسبة الأخرى ما يظهر من الأحكام في العالم لا من العالم وذلك من الله بالوجه الخاص الذي لله في كل كائن الذي لا يعلمه إلا أهل الله خاصة والمشيئة التي يشاء بها العالم من العالم مشاءة لله تعالى من الوجه الخاص ثم هي لله كالآلة للصانع ظاهرة التعلق منفية الحكم فالعلماء بالله ينسبون الواقع بالآلة إلى الله والذين لا علم لهم ينسبونها إلى الآلة وطائفة متوسطة ينسبون إلى الآلة ما ينسب الحق إليها على حد علمه في ذلك وينسبون الكل إلى الله أدبا مع الله وحقيقة فهم الأدباء مع الله المحققين وهم الذين جمعوا بين الشرع والعقل والوجه الصحيح في العلم الإلهي لا يتمكن للعقل أن يصل إليه من حيث نظره لا بل ولا من جهة شهوده ولا من تجليه وإنما يعلم بإعلامه على الوجه الذي يكون إعلامه لمن اختصه من صور عباده الظاهرة في وجوده فإن العلم بالله من حيث النظر والشهود على السواء ما يضبط الناظر ولا المشاهد إلا الحيرة المحضة فإذا وقع الإعلام الإلهي لمن وقع حيث وقع من دنيا وآخرة حصل المقصود

دلالات الوجود على وجودي *** تعارضها دلالات الشهود

فإن العين ما شهدت سواه *** بعين شهودها عند الوجود

وأين الغير لم يثبت فيبدو *** مع التكثير من عين المزيد

عجبت لمن يعز وقد تعالى *** ويظهر في المراد وفي المريد

لقد نزلت معاليه وجلت *** بأحكام الدلائل بالسعود

أمن بعد النزول يكون مرقى *** وعين نزوله عين الصعود

إضافات الأمور لها احتكام *** فكون الرب في كون العبيد

فلو لا الأصل ما ظهرت فروع *** تدل على الأصول من الشهيد

لقد أظهرت سر الأمر فيه *** لكل مثاقف ندب جليد

صبور لا يقاومه صبور *** عزيز في تصرفه شديد

فإن الدليل يعطي وجودي إذ ليس الدليل سوى عيني ولا عيني سوى إمكاني ومدلولي وجود الحق الذي إليه استنادي ونفي ما هو حق لي عمن إليه استنادي والشهود ينفي وجودي لا ينفي حكمي فيمن ظهر فيه ما ينسب إليه أنه عيني وهو حكمي والوجود لله فاستفدت من الحق ظهور حكمي بالصور الظاهرة لا حكم ظهور عيني فيقال وما ثم قائل غيري إن هذه الصور الظاهرة في الوجود الحق التي هي عين حكمي إنها عيني هذا يعطيه الشهود فالشهود يعارض الأدلة النظرية والخلق لله يعلمه وعلمه ليس سوى ما أعطاه ما أنا عليه في عيني وليس في البراهين أصح من برهان إن وهو عند القائلين بالبراهين البرهان الوجودي وليس يدل شي‏ء منه على معرفة هوية الحق وغايته علمه بنسبة الوجود إليه وأن عينه عين وجودي ونفي ما يستحقه الحادث عنه غير هذا لا يعرف منه بالبرهان وساعده الشرع وهو ما أوحى به إلى الرسول المترجم عنه الذي أخبر عنه أنه لا ينطق عن الهوى وأنزله في الكون منزلته فمما نطقه به مما يساعد النظر الفكري لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهو من الكلام الظاهر الذي يمكن أن يكون له وجه غير الوجه الذي يضبطه العقل منه ويكون له الوجه الذي يضبطه العقل منه وما ورد السمع بأقوى من هذه الدلالة مع هذا الاحتمال الذي فيها

أصح البراهين برهان إن *** وليس يريك من الحق عينا

ففي الحق يعطيك نفيا وسلبا *** وفيما عدا الحق يعطيك كونا

وينفي نعوتا أتاك القرآن *** بها مثل قول المشرع أينا

ويأتى به علما ظاهر *** يريد بذلك حفظا وصونا

وعلم إلا له بما قاله *** أصح دليل وأقواه بينا

تحيل العقول ببرهانها *** وجود الذي ساقه الشرع عونا

ويقبله كل عقل سليم *** ويكسوه حمدا فيكسوه زينا

ولما كان الدليل النظري مثلنا في المعنى مربعا في الظاهر والتثليث فرد والتربيع شفع لذلك لم يعلم من الحق إلا فردية المرتبة ولم تعلم إلا بالخلق فارتبط الحق بالخلق والخلق بالحق ارتباط التربيع بالتثليث والتثليث بالتربيع في المقدمتين اللتين أعطت العلم بتوحيد الله في ألوهيته فانظر إلى حكم الحقائق كيف اقتضت في الأدلة أن تكون على هذه الصورة فضم الوجود حقا وخلقا وواجبا لنفسه وواجبا بغيره‏

إن الدليل مثلث الأركان *** كالبيت وهو مربع محسوس‏

وكذلك الحق الذي دلت عليه *** الكائنات يبينه التقديس‏

حظ الدليل من الإله وجوده *** ما حظه الترجيل والتعريس‏

إن قلت إن الحق عنك منزه *** فدليل شرع أنه ملموس‏

ومنزه أيضا بشرعك فاعتبر *** في الحالتين فعقلك المنحوس‏

إن جاء كرب الفكر من تنزيهه *** يتلوه من رحماته التنفيس‏

لله عين في المراتب كلها *** تثليث أو تربيع أو تسديس‏

فإذا أراد الله حفظ وجوده *** في قلبكم يأتي به التخميس‏

الحق يحفظ نفسه وعباده *** كالخمس والعشرين يا مرءوس‏

فإذا أتيت بخمسة مضروبة *** في خمسة قد زال عنك البؤس‏

ولحقت بالملإ المقدس كونه *** وتعين التأصيل والتأسيس‏

ودعيت في الملاين إن حققت من *** يدعوك يا من غره إبليس‏

أنت المقدم في الوجود كآدم *** في كونه سبقا فأنت رئيس‏

أراد بالبيت في هذا النظم المشبه به الكعبة فإنها ذات ثلاثة أركان مثلثة الشكل ولهذا جعل الحجر فلما اقتطع من البيت مقدار سبعة أذرع حجروا عليها بالحجر حتى يصح الطواف بالبيت فإنه‏

صح عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الكعبة لما بنيت قصرت بهم النفقة فتركوا من البيت سبعة أذرع في الحجر

ولهذا ردها عبد الله بن الزبير على قواعد إبراهيم عليه السلام فأمر عبد الملك بن مروان الحجاج بن يوسف أن يردها على ما كانت عليه أولا ثم ندم وقال يا ليتني تركت ابن الزبير وما تحمل ثم ترك الأمر وأدار الحجر كما كان احتراما للبيت لئلا يتعرض إليه بالهدم في كل وقت من الخلفاء على ما يعطيهم في ذلك فأبقاه سدا لهذه الذريعة فاعلم ذلك أما تثليثه ليكون على اثنتي عشرة قاعدة كل ثلث من العلم بالله فالثلث الواحد من العلم بالله هو ما يعلم من الله بالدليل والثلث الآخر ما يعلم منه سبحانه بالشهود عند التجلي والثلث الثالث هو ما يعلم منه بإعلامه سبحانه وهو أصح الأقسام في العلم بالله وتفصيل قواعده يطول وقد أحلناك في العلم بها عليه سبحانه لتدرك ذلك ذوقا إن شاء الله تعالى وعن هذه القواعد ظهرت بروج الفلك وهي الحمل والثور والتومان والسرطان والأسد والسنبلة والميزان والعقرب والقوس والجدي والدالي والحوت ثلاثة منها بارية وهي الحمل والأسد والقوس وثلاثة ترابية وهي الثور والسنبلة والجدي وثلاثة هوائية وهي الجوز أو تسمى التومان ثم الميزان والدالي وثلاثة مائية وهي السرطان والعقرب والحوت فهي أربع مراتب مضروبة في ثلاثة المجموع اثنا عشر وهو انتهاء أسماء العدد من جهة بسائطه ثم يقع التركيب إلى ما لا يتناهى فمن واحد إلى تسعة والعقد ثلاثة عشرات ومئون وآلاف فالمجموع اثنا عشر وأما التسديس من ذلك فالتثليث نصفه فهما طرفان‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!