The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة فى أسرع من الطرفة تختلس منى إن نظرت إلى غيرى لا لضعفى ولكن لضعفك

ولما كانت إلا حكم فيما ظهر لأسمائي وفي نفس الأمر لأعيان الممكنات والوجود عيني لا غيري وفصلت الأحكام الإمكانية الصور في العين الواحدة كما يقول أهل النظر في تفصيل الأنواع في الجنس وتفصيل الأشخاص في النوع كذلك تفصيل الصور الإمكانية في العين وترى الأسماء أنا مسماها أعني الأسماء الحسنى فيجعل الأثر لها وفي الحقيقة ما الأثر إلا لأعيان الممكنات ولهذا ينطلق على صور أسماء الممكنات ومن أسماء الممكنات أسماء الله فلها نسبتان نسبة إلى الله تعالى ونسبة إلى صور الممكنات فالحق ليس بظاهر لأعيان صور الممكنات من حيث ما هي صور لها لا من حيث إنها ظهرت في عين الوجود الحق والشي‏ء إذا كان في الشي‏ء بمثل هذه الكينونة من القرب لا يمكن أن يراه فلا يمكن أن يظهر له كما نراه في الهواء ما منعنا من رؤيته إلا القرب المفرط فلا يمكن أن نراه ولا يمكن أن يظهر لنا عادة فلو تباعد عنا لرأيناه ومن المحال بعد الصور عن العين التي توجد فيها لأنها لو فارقتها انعدمت كما هو الأمر في نفسه فإن الصور في هذه العين تنعدم وهي في لبس من خلق جديد فالممكنات من حيث إن لها الأسماء الإلهية وهابة هذه الصور الظاهرة بعضها لبعض في عين الوجود فما أظهرت هذه الأعيان الممكنات صورة إلا بالأسماء الإلهية من قائل وقادر وخالق ورازق ومحي ومميت ومعز ومذل وأما الغني والعزة فهي للذات وهو الغني العزيز فغناها لها بكونها تعطي هذه الصور ولا تقبل العطاء لما تعطيه حقيقة ذاتها وأما العزة لها فإن هذه الصور لا تعطيها ولا تؤثر فيها علما بما تستفيده في حال وجودها بعضها من بعض فإن الأعيان هي المعطية لهذه الصور تلك العلوم التي استفادتها بالأسماء الإلهية وهذا معنى قوله تعالى حَتَّى نَعْلَمَ وهو العالم بلا شك فالحق عالم والأعيان عالمة ومستفيدة والعلم أنما هو عين الصور واستفادتها من الأسماء الإلهية التي أعطتها أعيان الممكنات العلوم ومن هنا تعلم حكم الكثرة والوحدة والمؤثر والمؤثر فيه والأثر ونسبة العالم من الله ونسبة تنوع الصور الظاهرة وما ظهر ومن ظهر وما بطن ومن بطن وحقيقة الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ وإنها نعوت لمن لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فتحقق ما ذكرناه في هذا الباب فإنه نافع جدا يحوي على أمر عظيم لا يقدر قدره إلا الله فمن عرف هذا الباب عرف نفسه هل هو الصورة أو هو عين واهب الصورة أو هو عين العين الثابتة الممكنة التي لها العدم من ذاتها ومن عرف نفسه عرف ربه ضرورة فما يعرف الحق إلا الحق فلا تقدم ولا تأخر لأن الممكن في حال عدمه ليس بمتأخر عن الأزل المنسوب إلى وجود الحق لأن الأزل كما هو واجب لوجود الحق هو واجب لعدم الممكن وثبوته وتعيينه عند الحق ولو لا ما هو متعين عند الحق مميز عن ممكن آخر لما خصصه بالخطاب في قول كُنْ ومن عرف هذا الباب عرف من يقول كن ولمن يقال كن ومن يتكون عن قول كن ومن يقبل حكم الكاف والنون والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيل‏

«الباب السابع وأربعمائة في معرفة منازلة في أسرع من الطرفة تختلس مني إن نظرت إلى غيري لا لضعفي ولكن لضعفك»

التفات المصلي عين اختلاسه *** يلعب الدهر كيف شاء بناسه‏

وهو الدهر والمشيئة منه *** وأناس الزمان عين أناسه‏

كل شي‏ء له لباس مسمى *** وقلوب الرجال عين لباسه‏

وأنا صورة له ثم يخفى *** بوجودي كالظي عند كناسه‏

لحدود قامت بصورة كوني *** يتعالى عنها بأصل أساسه‏

[رجال الأربعة ما هو]

دخلت على شيخنا أبي محمد عبد الله الشكاز بأغرناطة من بلاد الأندلس وكان من أهل باغة وهو من أكبر من لقيته في طريق الله فقال لي يا أخي الرجال أربعة وما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالًا رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله ورِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ وأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا يريد على أرجلهم لا يركبون وعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ فأراد بالرجال الأربعة حصر المراتب لأنه ما ثم إلا رسول ونبي وولي ومؤمن وما عدا هؤلاء الأربعة فلا اعتبار لهم من حيث أعيانهم لأن الشي‏ء لا يعتبر إلا من حيث منزلته لا من حيث عينه الإنسانية فالإنسانية واحدة العين في كل إنسان وإنما

يتفاضل الناس بالمنازل لا بالعين حتى في الصورة من جميل وأجمل وغير جميل ولهذا ما جاء رضي الله عنه في ذكر الرجال بأكثر من أربعة فما أراد بالأربعة إلا ما ذكرناه وما أراد بالرجال في هذه الآيات الذكران خاصة وإنما أراد هذا الصنف الإنساني ذكرا كان أو أنثى ولما قلت له في قوله يَأْتُوكَ رِجالًا المراد به من أنى ماشيا على رجله قال رضي الله عنه الرجل لا يكون محمولا والراكب محمول فعلمت ما أراد فإنه قد علم إن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما أسرى به إلا محمولا على البراق فسلمت إليه ما قال وما أعلمته رضي الله عنه إن البقاء على الأصل هو المطلوب لله من الخلق ولهذا ذكره تعالى بقوله وقَدْ خَلَقْتُكَ من قَبْلُ ولَمْ تَكُ شَيْئاً يعني موجودا يقول له ينبغي لك أن تكون وأنت في وجودك من الحال معي كما كنت وأنت في حال عدمك من قبولك لاوامري وعدم اعتراضك يأمره بالوقوف عند حدوده ومر اسمه فيتكلم حيث رسم له أن يتكلم ويتكلم بما أمره به أن يتكلم فيكون سبحانه هو المتكلم بذلك على لسان عبده وكذلك في جميع حركاته وسكناته وأحواله الظاهرة والباطنة لا يقول في وجوده إنه موجود بل يرى نفسه على صورته في حال عدمه هذا مراد الحق منه بالخطاب فهو محمول بالأصالة غير مستقل فإن المحدث لا يستقل بالوجود من غير المرجح فلا بد أن يكون محمولا ولهذا ما أسرى برسول قط إلا على براق إذا كان إسراء جسميا محسوسا وإذا كان بالإسراء الخيالي الذي يعبر عنه بالرؤيا فقد يرى نفسه محمولا على مركب وقد لا يرى نفسه محمولا على مركب لكن يعلم أنه محمول في الصورة التي يرى نفسه فيها إذ قد علمنا أن جسمه في فراشه وفي بيته نائم فاعلم ذلك وأما ما ذهب إليه الشيخ من الاستقلال وعدم الركوب فذلك هو الذي يحذر منه فإنه الاختلاس الذي ذكرنا فإن العبد هنا اختلسته نفسه بالاستقلال وهو في نفسه غير مستقل فأخذه ذلك الاختلاس من يد الحق فتخيل أنه غير محمول فلم يعرف نفسه ومن لم يعرف نفسه جهل ربه فكان الغير هنا الذي نظر إليه عين نفسه وذلك لضعفه في العلم بالأصل الذي هو عليه ولا شك أن مرتبة الرسل عليه السلام قد جمعت جميع مراتب الرجال من نبوة وولاية وإيمان وهم المحمولون فمن ورثهم وكان محمولا يعلم ذلك من نفسه وإنما قلنا يعلم ذلك من نفسه لأن الأمر في نفسه أنه محمول ولا بد ولكن من لا علم له بذلك يتخيل أنه غير محمول فلهذا قيدنا وفي قوله يَأْتُوكَ رِجالًا فالذي دعاهم قال لهم قولوا وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وقال لهم اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ واصبر وأو كل معنى محمول بلا شك فإنه غير مستقل بالأمر إذ لو استقل به لما طلب العون والمعين وقوله رضي الله عنه رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله فهم في تجارتهم في ذكر الله لأن التجارة على الحد المرسوم الإلهي من ذكر الله كما

قالت عائشة عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه كان يذكر الله على كل أحيانه مع كونه يمازح العجوز والصغير

وكل ذلك عند العالم ذكر الله لأنه ما من شي‏ء إلا وهو يذكر بالله فمن رأى شيئا لا يذكر الله عند رؤيته فما رآه فإن الله ما وضعه في الوجود إلا مذكرا فلم تلههم التجارة ولا البيع عن ذكر الله وكذلك رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ في أخذ الميثاق الذي أخذ الله عليهم فوفوا به وقيل فيهم صدقوا لأنهم غالبوا فيه وفي الوفاء به الدعاوي المركوزة في النفوس التي أخرجت بعض من أخذ عليه الميثاق أو أكثره عن الوفاء بِما عاهَدَ عَلَيْهُ الله فليس الرجل إلا من صدق مع الله في الوفاء بما أخذ عليه كما صدق النبي فيما أخذ الله عليه في ميثاق النبيين والمرسلين وقوله وعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ وهم أعظم الرجال في المنزلة فإن لهم الاستشراف على المنازل فما أشار بالأعراف هنا هذا الشيخ إلى من تساوت حسناته وسيئاته وإنما أخذه من حيث منزلة الاستشراف فإن الأعراف هنا هو السور الذي بين الجنة والنار باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وهو الذي يلي الجنة وظاهِرُهُ من قِبَلِهِ الْعَذابُ وهو الذي يلي النار فجعل النار من قبله أي يقابله والمقابل ضد فلم يجعل السور محلا للعذاب وجعله محلا للرحمة بقوله باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ فانظر ما أعجب تنبيه الله عباده بحقائق الأمور على ما هي عليه ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ فأهل الأعراف في محل رحمة الله وذلك هو الذي أطمعهم في الجنة وإن كانوا بعد ما دخلوها ثم ذكر أن لهم المعرفة بمقام الخلق فقال يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ أي بما جعلنا فيهم من العلامة وقوله ونادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ ... لَمْ يَدْخُلُوها فإنهم في مقام الكشف للأشياء فلو دخلوا الجنة استتر عنهم بدخولهم فيها وسترتهم لأنها جنة عن كشف ما هم له كاشفون وقولهم سَلامٌ عَلَيْكُمْ تحية إقبال عليهم لمعرفتهم بهم وتحية لانصرافهم عنهم‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!