The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل التوحيد والجمع وهو يحوى على خمسة آلاف مقام رفرفى وهو من الحضرة المحمدية وأكمل مشاهده من شاهده فى نصف الشهر أو فى آخره

من حضرة التمثيل وموطنه لأن فيه خطابا وردا وقبولا ولا يكون ذلك إلا في شهود التمثيل فإنه في موطن يجمع بين الشهود والكلام ولما كانت المناسبات تقتضي ميل المناسب إلى المناسب كان الذي حبب عين المناسب والمناسبة قد تكون ذاتية وعرضية ولما كان النساء محل التكوين وكان الإنسان بالصورة يقتضي أن يكون فعالا ولا بد له من محل يفعل وفيه ويريد لكماله أن لا يصدر عنه إلا الكمال كما كان في الأصل الذي أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ وهو كمال ذلك الشي‏ء ولا أكمل من وجود الإنسان ولا يكون ذلك إلا في النساء اللاتي جعلهن الله محلا والمرأة جزء من الرجل بالانفعال الذي انفعلت عنه فحبب إلى الكامل النساء ولما كانت المرأة كما ذكرت عين ضلع الرجل فما كان محل تكوين ما كون فيها إلا نفسه فما ظهر عنه مثله إلا في عينه ونفسه فانظر ما أعجب هذا الأمر فمن حصل له مثل هذا العلم فقد ورث النبي عليه السلام في هذا التحبب بهذا الوجه وأما الطيب فإنه من الأنفاس والأنفاس رحمانية

فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول إني لأجد نفس الرحمن‏

فأضافه إلى الرحمن والله يقول والطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ والطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ ومن أسمائه تعالى الطيب فعلمنا أن النفس الطيب لا يكون إلا من الاسم الطيب وما ثم اسم أطيب للكون من الرحمن فإنه مبالغة في الرحمة العامة التي تعم الكون أجمعه فمن حصل له الطيب في كل شي‏ء وإن أدركه من أدركه خبيثا بالطبع فإنه بالنعت الإلهي طيب وقد ذقنا ذلك بمكة فهو وارث على الحقيقة وما حبب إليه الصلاة إلا لما فيها من الجمع بين الشهود والكلام‏

بقوله جعلت قرة عيني في الصلاة

وما تعرض لسمعه ولا للكلام لأن ذلك معروف في العموم إن الصلاة مناجاة بقوله يقول العبد كذا فيقول الله كذا وإنها منقسمة بين الله وبين عبده المصلي نصفين كما ورد في الحديث وما كانت الصلاة كبيرة إلا على غير المشاهد وعلى من لم يسمع قول الحق مجيبا لما يقوله العبد في صلاته ثم نيابته في قوله سمع الله لمن حمده من أتم المقامات فإن الله ما عظم الإنسان الكامل على من عظمه إلا بالخلافة ولما كان مقامه عظيما لذلك وقع الطعن فيه ممن وقع لعظيم المرتبة وما علم الطاعن ما أودع الله في النشأة الإنسانية من الكمال الإلهي فلو تقدم لذلك الطاعن العلم ما طعن فلما كانت الخلافة وهي النيابة عن الحق بهذه المنزلة وكان المصلي نائبا في سمع الله لمن حمده الذي لا يكون إلا في الصلاة كانت مرتبة الصلاة عظيمة فحببت إليه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فمن رأيته يحب الصلاة على هذا الحد فهو وارث ومن رأيته يحبها لغير هذا الشهود فليس بوارث وفي هذا المنزل من العلوم علم صدور الكثير من الواحد أعني أحدية الكثرة لا أحدية الواحد وعلم النكاح الإلهي والكوني وعلم النتائج والمقدمات وعلم مفاضلة النكاح لأنه قد يراد لمجرد الالتذاذ وقد يراد للتناسل وقد يراد لهما وعلم الوصايا وعلم التقاسيم وعلم المبادرة خوف الفوت وعلم الخلطاء وعلم الهبات وعلم ما يعتبر من طيب النفوس وعلم التصرف بالمعروف وما هو المعروف وعلم الأمانات وعلم الحظوظ وعلم الحقوق وعلم ما ينبغي أن يقدم وما ينبغي أن يؤخر وعلم الحدود وعلم الطاعة والمعصية وعلم الشهادات والأقضية وعلم العشائر وهي الجماعة التي ترجع إلى عقد واحد كعقد العشرة ولهذا سمي الزوج بالعشير لأن اجتماع الزوجين كان عن عقد والمعاشرة الصحبة فالعشائر الأصحاب والمرء على دين خليله فقد عقد معه على ما هو عليه وحينئذ يكون قد عاشره قال تعالى وعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ أي صاحبوهن بما يعرف أنه يدوم بينكما الصحبة به والمعاشرة وعلم العزة والمنع وعلم صنوف التجارات وعلم فضل الرجل على المرأة بما ذا كان وما الكمال الذي تشارك فيه المرأة الرجل وعلم أصحاب الحقوق وعلم التقديس وعلم العناية الإلهية وعلم مراتب الخلفاء وعلم ما حقيقة الايمان وعلم المعيبات وعلم ما يرغب فيه ويتمنى تحصيله وعلم الموت وعلم ما هو لله وللخلق وعلم الفرق بين نصيب الحسنة ونصيب السيئة وعلم التوقيت وما يوقت مما لا يدخله التوقيت وعلم حرمة المؤمن ومكانته وعلم الهجرة وعلم إيمان الايمان وعلم الرفق وعلم السر والجهر وعلم ما يجتمع فيه الملك مع الكامل من البشر والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وهو عَلى‏ ما نَقُولُ وَكِيلٌ‏

«الباب الأحد والثمانون وثلاثمائة» في معرفة منزل التوحيد والجمع‏

وهو يحتوي على خمسة آلاف مقام رفرفى وهو من الحضرة المحمدية وأكمل مشاهده من شاهده في نصف الشهر أو في آخره‏

يا مريم ابنة عمران التي خلقت *** فرشا كريما لروح جل من روح‏

تحصنت فأتاها الروح يمنحها *** من فوق سبع سماوات من اللوح‏

أهدى لها هبة عليا مشرفة *** أسنى وأشرق فينا من سنا يوح‏

تحيي وليس لها سيف تميت به *** تدعى إذا دعيت باللطف بالروح‏

[عالم العماء]

نعني بالهبة عيسى روح الله من قول جبريل لمريم لِأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيًّا

ورد في الخبر أنه قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كان في عماء ما فوقه هواء وما تحته هواء

وقد ذكرنا فيما تقدم حديث العماء وأن فيه انفتحت صور العالم والذي يقوم عليه الدليل إن كل شي‏ء سوى الله حادث ولم يكن ثم كان فينفي الدليل كون ما سوى الله في كينونة الحق الواجب الوجود لذاته فدوام الإيجاد لله تعالى ودوام الانفعال للممكنات والممكنات هي العالم فلا يزال التكوين على الدوام والأعيان تظهر على الدوام فلا يزال امتداد الخلأ إلى غير نهاية لأن أعيان الممكنات توجد إلى غير نهاية ولا تعمر بأعيانها إلا الخلأ وقولنا فيما تقدم إن العالم ما عمر سوى الخلأ نريد أنه ما يمكن أن يعمر ملا لأن الملأ هو العامر فلا يعمر في ملا وما ثم إلا ملا أو خلافا لعالم في تجديد أبدا فالآخرة لا نهاية لها ولو لا نحن لما قيل دنيا ولا آخرة وإنما كان يقال ممكنات وجدت وتوجد كما هو الأمر فلما عمرنا نحن من الممكنات المخلوقة أماكن معينة إلى أجل مسمى من حين ظهرت أعياننا ونحن صور من صور العالم سمينا ذلك الموطن الدار الدنيا أي الدار القريبة التي عمرناها في أول وجودنا لأعياننا وقد كان العالم ولم نكن نحن مع أن الله تعالى جعل لنا في عمارة الدار الدنيا آجالا ننتهي إليها ثم تنتقل إلى موطن آخر يسمى آخرة فيها ما في هذه الدار الدنيا ولكن متميز بالدار كما هو هنا متميز بالحال ولم يجعل لإقامتنا في تلك الدار الآخرة أجلا تنتهي إليه مدة إقامتنا وجعل تلك الدار محلا للتكوين دائما أبدا إلى غير نهاية وبدل

الصفة على الدار الدنيا فصارت بهذا التبديل آخرة والعين باقية وبقي من لا علم له من الله بالأمور في حيرة فعلى الحقيقة ما ثم حيرة في حق العلماء بالله وبنسبة العالم إلى الله فالعلماء في فرحة أبدا ومن عداهم في ظلم الحيرة تائهون دنيا وآخرة ولو لا تجديد الخلق مع الأنفاس لوقع الملل في الأعيان لأن الطبيعة تقتضي الملل وهذا الاقتضاء هو الذي حكم بتجديد الأعيان ولذلك‏

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن الله تعالى إن الله لا يمل حتى تملوا

فعين ملل العالم هو ملل الحق ولا يمل من العالم إلا من لا كشف له ولا يشهد تجديد العالم مع الأنفاس على الدوام ولا يشهد الله خلاقا على الدوام والملل لا يقع إلا بالاستصحاب فإن قلت فالدوام على تجديد الخلق استصحاب والملل ما وقع مع وجود الاستصحاب قلنا الأحكام الذاتية لا يمكن فيها تبدل والخلاق لذاته يخلق والعالم لذاته ينفعل فلا يصح وجود الملل فالتقليب في النعيم الجديد لا يقتضي الملل في المنقلب فيه لأنه شهود ما لم يشهد بفرح وابتهاج وسرور ولهذا قال تعالى ورَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وجد ويوجد إلى غير نهاية فإن الرحمة حكم لا عين فلو كانت عينا وجوديا لانتهت وضاقت عن حصول ما لا يتناهى فيها وإنما هي حكم يحدث في الموجودات بحدوث أعيان الموجودات من الرحمن الرحيم والرَّاسِخُونَ في الْعِلْمِ يعني في العلم بالله يَقُولُونَ آمَنَّا به كُلٌّ من عِنْدِ رَبِّنا الرحمة والمرحوم وما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ وهم الغواصون الذين يستخرجون لب الأمور إلى الشهادة العينية بعد ما كان يستر ذلك اللب القشر الظاهر الذي كان به صونه وهذا يحوي على تسعة آلاف مقام هكذا وقع الإخبار من أهل الكشف والوجود منها ألف مقام لطائفة خاصة ولطائفة أخرى ثلاثة آلاف مقام ولطائفة ثالثة خمسة آلاف مقام فارفع الطوائف الطائفة التي لها ألف مقام وتليها في الرفعة الطائفة التي لها ثلاثة آلاف مقام وتليها الطائفة التي لها خمسة آلاف مقام في الرفعة وأعلى الطوائف من لا مقام له وذلك لأن المقامات حاكمة على من كان فيها ولا شك أن أعلى الطوائف من له الحكم لا من يحكم عليه وهم الإلهيون لكون الحق عينهم وهو أحكم الحاكمين وليس ذلك لأحد من الناس إلا للمحمديين خاصة عناية إلهية سبقت لهم كما قال تعالى في أمثالهم إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى‏ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ يعني النار فإن النار من جملة هذه المقامات فهم على الحقيقة عن المقامات مبعدون فأصحاب المقامات هم الذين قد انحصرت هممهم إلى غايات ونهايات فإذا وصلوا إلى تلك الغايات تجددت لهم في قلوبهم غايات أخر تكون تلك الغايات التي وصلوا إليها لهم بدايات إلى هذه‏

الغايات الأخر فتحكم عليهم الغايات بالطلب لها ولا يزال لهم هذا الأمر دائما وأما المحمدي فما له هذا الحكم ولا هذا الحصر فاتساعه اتساع الحق وليس للحق غاية في نفسه ينتهي إليها وجوده والحق مشهود المحمدي فلا غاية له في شهوده وما سوى المحمدي فإنه مشاهدا مكانه فما من حالة يقام فيها ولا مقام إلا ويجوز عنده انقضاؤه وتبدل الحال عليه أو إعدامه ويرى أن ذلك من غاية المعرفة بالله حيث وفي الحكم حقه بالنظر إلى نفسه وإلى ربه وعيسى عليه السلام محمدي ولهذا ينزل في آخر الزمان وبه يختم الله الولاية الكبرى وهو روح الله وكلمته وكلمات الحق لا تنفد فليس للمحمدي غاية في خاطره ينتهي إليها

[المقامات لا تدرك إلا بعين الخيال‏]

فاعلم إن هذه المقامات المذكورة لا تدرك إلا بعين الخيال إذا شوهدت فإن صورها إذا مثلها الله فيما شاء أن بمثلها متخيلة فتراه أشخاصا رأى العين كما ترى المحسوسات بالعين وكما ترى المعاني بعين البصيرة فإن الله إذا قلل الكثير وهو كثير في نفس الأمر أو كثر القليل وهو قليل في نفس الأمر فما تراه إلا بعين الخيال لا بعين الحس وهو البصر نفسه في الحالين كما قال تعالى وإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ في أَعْيُنِكُمْ قَلِيلًا ويُقَلِّلُكُمْ في أَعْيُنِهِمْ وقال يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وما كانوا مثليهم في الحس فلو لم ترهم بعين الخيال لكان ما رأيت من العدد كذبا ولكان الذي يريه غير صادق فيما أراه إياك وإذا كان الذي أراك ذلك أراكه بعين الخيال كانت الكثرة في القليل حقا والقلة في الكثرة حقا لأنه حق في الخيال وليس بحق في الحس كما أراك اللبن في الخيال فشربته ولم يكن ذلك اللبن سوى عين العلم فما رأيته لبنا وهو علم إلا بعين الخيال ورأيت تلقينك ذلك العلم ممن تلقنته في صورة شربك اللبن كذلك في عين الخيال والعلم ليس بلبن والتلقين ليس بشرب وقد رأيته كذلك فلو رأيته بعين الحس لكان كذبا لأنك رأيت الأمر على خلاف ما هو عليه في نفسه فما رأيته إلا بعين الخيال في حال يقظتك وإن كنت لا تشعر أنت بذلك فكذلك هو في نفس الأمر لأن الله صادق فيما يعلمه وهو في الخيال صدق كما رأيته وكذلك تلقيك العلوم من الله بالضربة باليد فعلم الضروب بتلك الضربة علم الأولين والآخرين والعلم لا يحصل إلا بالتعليم بالخطاب من المعلم أو بخلق في النفس ضرورة وقد حصل في حضرة الخيال بالضرب فلا بد أن يكون الضرب مخيلا والمضروب في عينه مخيلا إن كان في نوم أو يقظة لصدق الذي يرى ذلك وهو الله كما قال تعالى يُخَيَّلُ إِلَيْهِ من سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى‏ ولم تسع في نفس الأمر وهكذا كل ما تراه على خلاف ما هو عليه في نفسه ما تراه إلا بعين الخيال حتى يكون صدقا ولهذا يعبر كل ما وقع من ذلك أي يجوز به العابر إلى المعنى الذي أراد الله بتلك الصورة فلا تغفل عن مثل هذا العلم وفرق بين الأعين واعلم أنك لا تقدر على ذلك إلا بقوة إلهية يعطيها الله من شاء من عباده فتعرض لتحصيلها من الله فإنك مخبر بما رأيت أنك رأيته بحسك ولم يكن الأمر كذلك فتحرر في العبارة فيما تراه كما يفعله المصنف أ لا ترى الصحابة لو وفوا النظر الصحيح حقه وأعطوا المراتب حقها لم يقولوا في جبريل عليه السلام إنه دحية الكلبي ولقالوا إن لم يكن روحانيا تجسد وإلا فهو دحية الكلبي أدركناه بالعين الحسي فلم يحرروا ولا أعطوا الأمر الإلهي حقه فهم الصادقون الذين ما صدقوا فقال لهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم هو جبريل فحينئذ عرفوا ما رأوا وبما ذا رأوا كما قالوا فيه لما تمثل لهم في صورة أعرابي مجهول عندهم حين جاء يعلم الناس دينهم‏

فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أ تدرون من السائل فقالوا الله ورسوله أعلم لكونه ظهر في صورة مجهولة عندهم فقال لهم هذا جبريل‏

فإن كان هذا الحديث بعد حديث دحية فقولهم الله ورسوله أعلم يحتمل أنهم أرادوا احتمال المعنى أو الصورة الروحية أو يكون إنسانا في نفس الأمر وإن كان هذا الحديث أو لا فما جهلوا أنه إنسان ولكن جهلوا اسمه ولمن ينتسب من قبائل العرب فلا يعرف الرائي أنه أدرك ما أدركه بعين الخيال ما لم يعلم المدرك ما هو وما في الكون أعظم شبهة من التباس الخيال بالحس فإن الإنسان إن تمكن في هذا النظر شك في العلوم الضرورية وإن لم يتمكن فيه أنزل بعض الأمور غير منزلتها فإذا أعطاه الله قوة التفصيل أبان له عن الأمور إذا رآها بأي عين رآها فيعلم ما هي إذا علم العين التي رآها به من نفسه فأكد ما على أهل علم الله هذا العلم وكثير من أهل الله من لا يجعل باله لما ذكرناه ولو لا علمه بنومه فيما يراه أنه رآه في حال نومه ما قال إنه خيال فكم يرى في حال اليقظة مثل هذا ويقول إنه رأى محسوسا بحسه أ لا تراه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في صدق رؤياه إنه ما يجري على نفسه حال في جسده إلا ويظهر ذلك له في صورة

مجسدة إذا هو نام فيحكم على محسوسه بما علمه من صورة متخيلة فقيل له في الوضوء عند ما نام ونفخ فلم يتوضأ وصلى بالوضوء الذي نام عليه إن عيني تنامان ولا ينام قلبي يقول إنه لما انقلب إلى عالم الخيال ورأى صورته هناك وهو قد نام على طهارة ما رأى أن تلك الصورة أحدثت ما يوجب الوضوء فعلم أن جسده المحسوس ما طرأ عليه ما ينقض وضوء الذي نام عليه ولهذا نقول في النوم إنه سبب للحدث وما هو حدث فمن حصل له هذا المقام وكان بهذه الصفة ونام على طهارة ورأى نفسه في النوم فلينظر في تلك الصورة المرئية التي هي عينه فإن أحس بحدث فما يقوم بها حدث حتى يحدث بجسده النائم أي يكون منه ما ينقض الوضوء إما بعين ذلك الحدوث وإما أن يكون صورة تعريف بأنه أحدث فيتوضأ إذا قام من نومه فإن من الأحداث في النوم ما يكون له أثر في الجسد النائم كالاحتلام في بعض الأوقات وكالذي يرى أنه يبول فيبول في فراشه فيستيقظ فيجد في الحس قد وقع ما رآه في النوم وقد لا يجد لذلك أثرا فيكون تنبيها له إنه أحدث هذا يطرأ للعلماء بهذه الصفة وقد كان مثل هذا للشيخ الضرير أبي الربيع المالقي شيخ أبي عبد الله القرشي بمصر فكان يوم الإثنين خاصة إذا نام فيه تنام عيناه ولا ينام قلبه وهذا باب واسع المجال وهو عند علماء الرسوم غير معتبر ولا عند الحكماء الذين يزعمون أنهم قد علموا الحكمة وقد نقصهم علم شموخ هذه المرتبة على سائر المراتب ولا قدر لها عندهم فلا يعرف قدرها ولا قوة سلطانها إلا الله ثم أهله من نبي أو ولي مختص غير هذين فلا يعرف قدر هذه المرتبة والعلم بها أول مقامات النبوة ولهذا

كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إذا أصبح وجلس مجلسه بين أصحابه يقول لهم هل فيكم من رأى رؤيا

وذلك ليرى ما أحدث الله البارحة في العالم أو ما يحدثه في المستقبل وقد أوحى به إلى هذا الرائي في منامه إما صريح وحي وإما وحي في صورة يعلمها الرائي ولا يعلم ما أريد بها فيعبرها رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما أراد الله بها فهذا كان من اعتنائه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بهذه المرتبة المجهولة عند العلماء وما أحسن تنبيه الله أولي الألباب من عباده وأهل الاعتبار إذ قال هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ في الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ فمن الأرحام ما يكون خيالا فيصور فيه المتخيلات كيف يشاء عن نكاح معنوي وحمل معنوي يفتح الله في ذلك الرحم المعاني في أي صورة ما شاء ركبها فيريك الإسلام فيه والقرآن سمنا وعسلا والقيد ثبات في الدين والدين قميصا سابغا وقصيرا درعا ومجولا ونقيا ودنسا على حسب ما يكون الرائي أو من يرى له عليه من الدين ولقد رأيت لقاضي دمشق عند ما ولي القضاء بدمشق وهو شمس الدين أحمد بن مهذب الدين خليل الجوني وفقه الله وسدده بملائكته وعصمه في أحكامه وقائل يقول له في النوم إن الله قد خلع عليك ثوبا نقيا سابغا فلا تدنسه ولا تقلصه واستيقظت وذكرتها له فالله يجعله ممن حفظ الوصية الإلهية فالخيال من جملة الأرحام التي تظهر

فيها الصور وهذه الحضرة الخيالية لما قبلت المعاني صورا قال الله فيها زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ من النِّساءِ أي في النساء فصور الحب صورة زينها لمن شاء من عباده فأحبها بنفسها ما أحبها بغيرها لأنه تعالى ما زين له إلا حب الشهوة فيما ذكره فالحب المطلق زين له ثم علقه بالشهوة فيما ذكره وعلقه لمن شاء في الشهوة أيضا في أمر آخر وإنما ذكر الشهوة لأنها صورة طبيعية فإن الخيال حصرته الطبيعة ثم يحكم الخيال عليها فيجسدها إذا شاء فهذا فرع يحكم على أصله لأنه فرع كريم ما أوجد الله أعظم منه منزلة ولا أعم حكما يسرى حكمه في جميع الموجودات والمعدومات من محال وغيره فليس للقدرة الإلهية فيما أوجدته أعظم وجودا من الخيال فبه ظهرت القدرة الإلهية والاقتدار الإلهي وبه كَتَبَ عَلى‏ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ وأمثال ذلك وأوجب عموما وهو حضرة المجلى الإلهي في القيامة وفي الاعتقادات فهو أعظم شعائر الله على الله ومن قوة حكم سلطانه ما تثبته الحكماء مع كونهم لا يعلمون ما قالوه ولا يوفونه حقه وذلك أن الخيال وإن كان من الطبيعة فله سلطان عظيم على الطبيعة بما أيده الله به من القوة الإلهية فإذا أراد الإنسان أن ينجب ولده فليقم في نفسه عند اجتماعه مع امرأته صورة من شاء من أكابر العلماء وإن أراد أن يحكم أمر ذلك فليصورها في صورتها التي نقلت إليه أو رآه عليها المصور ويذكر لامرأته حسن ما كانت عليه تلك الصورة وإذا صورها المصور فليصورها على صورة حسن علمه وأخلاقه وإن كانت صورته المحسوسة قبيحة المنظر فلا يصورها إلا حسنة المنظر بقدر حسن علمه وأخلاقه كأنه يجسد تلك المعاني ويحضر تلك الصورة لامرأته ولعينه عند الجماع‏

ويستفرغان في النظر إلى حسنها فإن وقع للمرأة حمل من ذلك الجماع أثر في ذلك الحمل ما تخيلا من تلك الصورة في النفس فيخرج المولود بتلك المنزلة ولا بد حتى أنه إن لم يخرج كذلك فلأمر طرأ في نفس الوالدين عند نزول النطفة في الرحم أخرجهما ذلك الأمر عن مشاهدة تلك الصورة في الخيال من حيث لا يشعرون وتعبر عنه العامة بتوحم المرأة وقد يقع بالاتفاق عند الوقاع في نفس أحد الزوجين أو الزوجين صورة كلب أو أسد أو حيوان ما فيخرج الولد من ذلك الوقاع في أخلاقه على صورة ما وقع للوالدين من تخيل ذلك الحيوان وإن اختلفا فيظهر في الولد صورة ما تخيله الوالد وصورة ما تخيلته الأم حتى في الحس الظاهر في الصورة أو في القبح وهم مع معرفتهم بهذا السلطان لا يرفعون به رأسا في اقتناء العلوم الإلهية لأنهم لجهلهم يطمعون في غير مطمع وهو التجرد عن المواد وذلك لا يكون أبدا لا في الدنيا ولا في الآخرة فهو أمر أعني التجرد عن المواد يعقل ولا يشهد وليس لأهل النظر غلط أعظم من هذا ولا يشعرون بغلطهم ويتخيلون أنهم في الحاصل وهم في الفائت فيقطعون أعمارهم في تحصيل ما ليس يحصل لهم ولهذا لا يسلم عقل من حكم وهم ولا خيال وهو في عالم الملائكة والأرواح إمكان فلا يسلم روح ولا عالم بالله من إمكان يقع له في كل ما يشهده لأن كل ما سوى الله حقيقته من ذاته الإمكان والشي‏ء لا يزول عن حكم نفسه فلا يرى ما يراه من قديم ومحدث إلا بنفسه فيصحبه الإمكان دائما ولا يشعر به إلا من علم الأمر على ما هو عليه فيعقل التجريد وهما ولا يقدر عليه في نفسه لأنه ليس ثم وهنا زلت أقدام الكثيرين إلا أهل الله الخاصة فإنهم علموا ذلك بإعلام الله أ لا ترى إلى زكريا عليه السلام لما دخل على مريم المحراب وهي بتول محررة وقد علم زكريا ذلك ورأى عندها رزقا آتاها الله فطلب من الله عند ذلك أن يهبه ولدا حين تعشق بحالها فقال رب هب لي من لدنك يقول من عندك عندية رحمة ولين وعطف ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ومريم في خياله من حيث مرتبتها وما أعطاها الله من الاختصاص بالعناية الإلهية فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي في الْمِحْرابِ لأنه دخل عليها المحراب عند ما وجد عندها الرزق أَنَّ الله يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى‏ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ من الله وسَيِّداً وهو الكمال لأن مريم كملت فكمل يحيى بالنبوة وحَصُوراً وهو الذي اقتطعه الله عن مباشرة النساء وهو العنين عندنا كما اقتطع مريم عن مباشرة الرجال وهي البتول فكان يحيى عليه السلام زير نساء كما كانت حنة مريم لأن المريم المنقطعة من الرجال واسمها حنة ومريم لقب لها وصفت به لما ذكرناه آنفا فانظر ما أثر سلطان الخيال من زكريا في ابنه يحيى عليه السلام حين استفرغت قوة زكريا في حسن حال مريم عليه السلام لما أعطاها الله من المنزلة ونَبِيًّا من الصَّالِحِينَ فما عصى الله قط وهو طلب الأنبياء كلهم أن يدخلهم الله برحمته في عباده الصالحين وهم الذين لم يقع منهم معصية قط كبيرة ولا صغيرة وما رأيت أعجب من حال زكريا عليه السلام وما رأيت من ظهر فيه سلطان الإنسانية مثله هو الذي يقول هَبْ لِي من لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً فما سأل حتى تصور الوقوع ولا بقوله رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وامْرَأَتِي عاقِرٌ فأين هذه الحالة من تلك الحالة فإن لم يكن ثم قرينة حال جعلته أن يقول مثل هذا حتى يقال له في الوحي كَذلِكَ الله يَفْعَلُ ما يَشاءُ فيكون قصده إعلام الله بذلك حتى يعلم غيره إِنَّ الله يَفْعَلُ ما يَشاءُ في المعتاد أن يخرقه كما وقع وإن كان ذلك القول من نفسه فقد أعطته الإنسانية قوتها فإن الإنسان بذاته كما ذكره الله في كتابه فما ذكره الله في موضع إلا وذكر عند ذكره صفة نقص تدل على خلاف ما خلق له لأن الله خلق الإنسان في أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ وهو أنه خلقه تعالى ثم رده إلى أسفل سافلين ليكون له الرقي إلى ما خلقه الله له ليقع الثناء عليه بما ظهر منه من رقية فمن الناس من بقي في أسفل سافلين الذي رد إليه وإنما رد إليه لأنه منه خلق ولو لا

ذلك ما صح رده وليس أريد بأسفل سافلين إلا حكم الطبيعة التي منه نشأ عند ما أنشأ الله صورة جسده وروحه المدبرة له فرده إلى أصل ما خلقه منه فلم ينظر ابتداء إلا إلى طبيعته وما يصلح جسده وأين هو من قوله بلى عن معرفة صحيحة

[أن في حضرة الخيال في الدنيا يكون الحق محل تكوين العبد]

واعلم أن في حضرة الخيال في الدنيا يكون الحق محل تكوين العبد فلا يخطر له خاطر في أمر ما إلا والحق يكونه في هذه الحضرة كتكوينه أعيان الممكنات إذا شاء ما يشاء منها فمشيئة العبد في هذه الحضرة من مشيئة الحق فإن العبد ما يشاء إلا أن يشاء الله فما شاء الحق إلا أن يشاء العبد في الدنيا ويقع بعض ما يشاء العبد في الدنيا في الحس وأما في الخيال فكمشيئة الحق في النفوذ فالحق‏

مع العبد في هذه الحضرة على كل ما يشاؤه العبد كما هو في الآخرة في عموم حكم المشيئة لأن باطن الإنسان هو ظاهره في الآخرة فلذلك يتكون عن مشيئته كل شي‏ء إذا اشتهاه فالحق في تصريف الإنسان في هذه الحضرة في الدنيا وفي شهوته في الآخرة لا في الدنيا حسا فالحق تابع في هذه في الحضرة وفي الآخرة لشهوة العبد كما هو العبد في مشيئته تحت مشيئته الحق فما للحق شأن إلا مراقبة العبد ليوجد له جميع ما يريد إيجاده في هذه الحضرة في الدنيا وكذلك في الآخرة والعبد تبع للحق في صور التجلي فما يتجلى الحق له في صورة إلا انصبغ بها فهو يتحول في الصور لتحول الحق والحق يتحول في الإيجاد لتحول مشيئة العبد في هذه الحضرة الخيالية في الدنيا خاصة وفي الآخرة في الجنة عموما ولما خلق الله همما فعالة في الوجود في الحس وهمما غير فعالة في الوجود في الحس ظهر بذلك التفاضل في الهمم كما ظهر التفاضل في جميع الأشياء حتى في الأسماء الإلهية والهمم الفعالة في الدنيا قد تفعل في همم غير أصحابها وقد لا نفعل مثل قوله فيما لا تفعل إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ فبعض الهمم الفعالة والمنفعلة قد لا تنفعل لهمة فعالة فيريد منه أن يريد أمرا ما فلا يريده من يريد منه أن يريده لأن الهمم تتقابل للجنسية فلهذا قد لا تؤثر فيها فإذا تعلقت بغير الجنس أثرت كل همة فعالة ولا بد وأما في جنسها أعني في الهمم فقد تنفعل لها بعض الهمم وقد لا تنفعل وقد ظهر ذلك في الرسل عليه السلام وأتباعهم يريد الرسول من شخص أن يريد الإسلام فيريده فيسلم ويريد من آخر إن يريد الإسلام فلا يريده فلو تعلقت همة الرسول بتحريك الألسنة بالشهادة بالتوحيد من غير إرادة الناطق بها لوقعت عموما ولكن لا تنفع صاحبها وإن كانت تنفع للسانه فإن لسانه ما عصى الله قط من حيث نفسه وإنما وقعت فيه المخالفة لا منه من حركة المريد تحريكه فهو مجبور حيث لم يعط الدفع عن نفسه لكونه من آلات النفس فهو طائع من ذاته ولو فتح الله سمع صاحبه لنطق اللسان الذاتي إذا جعلته النفس يتلفظ بمخالفة ما أراد الشرع أن يتلفظ به لبهت فلهذا قلنا إن المخالفة ظهرت فيه للجبر لا منه فإنه طائع بالذات شاهد عدل على محركه كما ورد يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وأَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ بها وكذلك كل جارحة مصرفة من سمع وبصر وفؤاد وجلد وعصب وفرج ونفس وحركة

والناس في غفلة عما يراد بهم *** وفي عماية عماهم عليه له‏

فالإنسان سعيد من حيث نشأته الطبيعية ومن حيث نشأة نفسه الناطقة بانفراد كل نشأة عن صاحبتها وبالمجموع ظهرت المخالفة وما عين المخالفة إلا التكليف فإذا ارتفع التكليف حيث ارتفع الحكم بالمخالفة ولم يبق إلا موافقة دائمة وطاعة ممكن لواجب مستمرة كما هو في نفس الأمر في وقت المخالفة مطيع للمشيئة مخالف لأمر الواسطة للحسد الذي في الجنس وفي هذا المنزل من العلوم علم توحيد الحق وتصديق المخبرين عن الحق وهم التراجمة السفراء من بشر وملك وخاطر وعلم الفرقان بالعلم بما تميزت به الأشياء وهذا هو علم التوحيد العالم الذي يسرى في كل واحد واحد من العالم وعلم الكشف الإلهي وفيه علم التناسل الذي لا ينقطع دنيا ولا آخرة وفيه علم الحضرة التي وقع فيها التشبيه بين الأشياء والاشتراك في الصورة وفيه علم ما ينفرد به الحق من العلم دون الخلق مما لا يعلمه الخلق إلا بإعلام الله وفيه علم الميل والاستقامة وفيه علم الجمع للتفصيل وفيه علم العوائد لما ذا ترجع وما ثم تكرار والإعادة تكرار فالأمر مشكل وسبب أشكاله ذكر الحق العادة والإعادة والكشف يعطي عدم الإعادة في الكون لا الإعادة في نش‏ء الآخرة فإن تلك الإعادة حكم إلهي في حق أمر ما مخصص بمنزلة من خرج من دار ثم عاد إليها فالدار الدار والخارج الداخل وما ثم إلا انتقال في أحوال لا ظهور أعيان مع صحة إطلاقها أن الخارج من الدار عاد إلى داره فعلمنا متعلق الإعادة وفيه علم المفاضلة بالدار وفيه علم نعوت أهل الله وفيه علم ما يشترك فيه الحق والعالم العالم بالله وما ثم إلا عالم بالله‏

غير أنه من العلماء من يعلم أنه عالم بالله ومن الناس من لا يعلم أنه عالم بالله وهو على

علم بمن يشهد ويعاين ولا يعلم أنه الحق فلو سألته هل تعلم الله قال لا فلو سألته فيما شهده هل تعلم هذا الذي شهدته من حيث ما هو مشهود لك يقول نعم يقال له فمن هو يقول هذا الذي أشهده فيقال له فمن يقال له يقول لا أدري فإذا قيل له هو كذا أي هو فلان بالاسم الذي يعرفه به ولكن ما عرف أن هذا المشهود هو مسمى ذلك الاسم فما جهل‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!