The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سرين منفصلين عن ثلاثة أسرار تجمعها حضرة واحدة من حضرات الوحى وهو من الحضرة الموسوية

الكونية وردها إلى الله وفيه علم قسمة العالم بين الله وبين العالم وما هو عالم لله وعالم للعالم وصفة من يعلم هذا ممن لا يعلمه والعالم به هل يجب عليه ستره أو يعطي ستره لذاته وعلم المحاكمات وتفاضل الناس فيها وعلم المطالبات الإلهية متى تكون ولما ذا تئول وعلم السبب الذي يرد الخلق كلهم إلى المشيئة الإلهية وهل هو رجوع عن علم أو رجوع عن قهر وعلم الفرق بين علم التقليد وعلم النظر وهل ما يربط عليه المقلد يكون في حقه علما أم لا وعلم حكم السابقة على العالم بنقيض ما يعطيه علمهم وعلم العواقب على الإطلاق وهل يعم أثرها في الحال للعالم بها أم لا وعلم الفترات وما حكم أصحابها وعلم الأشراف وما هو وهل في العالم شريف وأشرف أم لا مفاضلة في العالم وإذا وقعت المفاضلة بل هي واقعة هل يؤول الناظر فيها إلى التساوي فيكون كل مفضول يفضل على من فضل عليه وهذا مذهب جماعة منهم أبو القاسم بن قسي صاحب خلع النعلين وفيه علم الحكمة بما جعل الله في العالم من الاختلاف وفيه علم السبب الذي لأجله لزم الشيطان الإنسان وقول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الله أعانه عليه فأسلم‏

وفيه علم حكم من التبس عليه الباطل بالحق وفيه علم الكشف فإنه ليس لمخلوق اقتدار على شي‏ء وأن الكل بيد الله وهو علم الحيرة من أجل التكليف ووقوعه على من ليس له من الأمر شي‏ء وفيه علم أثر الأسباب الإلهية في المسببات هل هو ذاتي أو جعل إلهي وفيه علم الاغتباط بما يعطيه التجلي الإلهي والاعتصام به وفيه علم التوحيد النبوي وفيه علم الحجب التي تمنع من حكم العلم في العالم مع وجود علمه عنده وفيه علم قبول الرجعة إلى الله عند رؤية البأس وحلول العذاب وأن ذلك نافع لهم في الآخرة وإن لم يكشف عنهم العذاب في الدنيا وما اختص قوم يونس إلا بالكشف عنهم في الحياة الدنيا عند رجعتهم فيكون معنى قوله فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا يعني في الدنيا فإن الله يقول وأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فالراجع مع نزول العذاب به مقبول رجوعه لأنه أتى بما ترجى منه بقوله لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ وفيه علم أسرار الحق في العالم وظهور العالم بصورة الحق ومنزلته وفيه علم عموم الولاية في كل نوع وما ينقضي منها وما لا ينقضي وفيه علم الإضافات الإلهية هل هي على طريق التشريف أو على طريق الابتلاء أو منها ما يكون تشريفا ومنها ما يكون ابتلاء وفيه علم مرتبة من جمع بين الظاهر والباطن ممن لم يجمع وفيه علم حكمة الاستناد إلى الوسائط هل هو على طريق الابتلاء أو المقصود به تشريف الوسائط وفيه علم إقامة الحجة الإلهية على المنازعين وحكم من لم ينازع واعترف بالحق لأهله وفيه علم الإحاطة الإلهية بالذات وفيه علم الزيادات هل هي بأن يؤخذ من زيد ما عنده أو بعض ما عنده فيعطي عمرا أو هي زيادات بإيجاد معدوم أو هل منها ما هو إيجاد معدوم ومنها ما هو عن انتقال من شخص إلى شخص وفيه علم ما يختص به الله من العلوم وعلم ما يختص به الكون من العلوم مما لا يجوز في العقل أن يكون ذلك حكما لله وهل حكمه في الشرع كما هو حكمه في العقل أم لا وهو علم الأذواق بالحواس وفيه علم مراتب الشفعاء وعلم صفتهم التي بها يملكون الشفاعة فهذا بعض علوم هذا المنزل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر الثاني والعشرون‏

( (بسم الله الرحمن الرحيم))

«الباب الثاني والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل سرين منفصلين عن ثلاثة أسرار يجمعها حضرة واحدة من حضرات الوحي وهو من الحضرة الموسوية»

ثلاثة أسرار وسران بعدها *** مريد وعلام وقدرة قادر

وسران قول شرطه في حياة من *** يقول لشي‏ء كن بحكمة فاطر

فسبحان من لا شي‏ء يدرك كنهه *** هو الأول المنعوت أيضا بآخر

[الوكالة هي الخلافة]

قال تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فنفى ثم قال وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فأثبت والآية تقتضي عموم الإثبات في عين النفي وفيما بعده إذا جعلت الكاف للصفة ويؤيد هذا النظر الخبر وهوقوله عليه السلام إن الله خلق آدم على صورته‏

ونفى مماثلته في حال اتصافه بهذا الوصف فورد الشرع بأنه إذا بويع لخليفتين سواء كان في خلافته عام الخلافة أو مقصورا

على طائفة مخصوصة يقتل الآخر منهما فلا تماثل في تلك الطائفة أو في العموم بحسب ما يعطيه الوقت فلو لا حكم الإرادة وجودا وتقديرا لما أمر بقتل الآخر والقتل زوال من صفة الحكم فزل أنت يبقى هو فإنك الآخر فإن قال بعض العارفين فالأول هنا ليس بخليفة قلنا هو خليفة حقا عن أمر إلهي ونهي عن المشاركة فيما أمر به من خلافته عنك فقال رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا والوكيل بلا شك خليفة الموكل فيما وكله فيه وقال أَلَّا تَتَّخِذُوا من دُونِي وَكِيلًا فنهي أن نتخذ وكيلا غيره فكونه إلها ما هو كونه وكيلا ونحن إنما تكلمنا في الوكالة وهي الخلافة وفي الوكيل وهو الخليفة كما ينظر باعتبار آخر قوله لنا وأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فلنا الإنفاق بحكم الخلافة والإنفاق ملك لنا والإنفاق تصرف فجعلناه عن أمره وكيلا عنا في الإنفاق أي خليفة لعلمنا بأنه يعلم من مواضع التصرف ما لا نعلمه فهو المالك وهو الخليفة فما ميز الله المراتب وأبانها لنا وظهر بأسمائه في أعيانها وتجلى لنا فيها إلا لننزله في كل مرتبة رأيناه نزل فيها فنحكم عليه بما حكم به على نفسه وهذا هو أتم العلم بالله أن نعلمه به لا بنظرنا ولا بإنزالنا تعالى الله الخالق أن نحكم عليه بما خلق دون أن يظهر له فيما حكم به عليه فيكون هو الحاكم على نفسه لا أنا وهذا معنى قول العلماء إن الحق لا يسمى إلا بما سمي به نفسه إما في كتابه أو على لسان رسوله من كونه مترجما عنه فمن أقامه الله في مقام الترجمة عنه بارتفاع الوسائط أو بواسطة الأرواح النورية وجاء باسم سماه به فلنا أن نسميه بذلك الاسم وسواء كان المترجم مشرعا لنا أو غير مشرع لا يشترط في ذلك إلا الترجمة عنه حتى لا نحكم عليه إلا به فإنه القائل تعالى إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً تميزون به وتفرقون بين ما ينبغي له وما ينبغي لكم فيعطي كل ذي حق حقه فله المقاليد وله الفتح بها ودونها ولنا الفتح بها وما هي لنا بل هي بيده وما كان بيده فليس يخرج عنه لأنه ما ثم إلى أين فهو المعطي والآخذ لأن الصدقة تقع بيد الرحمن‏

[أن الوحي الإلهي إنما ينزل من مقام العزة الأحمى‏]

واعلم أن الوحي الإلهي إنما ينزل من مقام العزة الأحمى ولهذا لا يكون بالاكتساب لأنه لا يوصل إلى ذلك المقام بالتعمل ولو وصل إليه بالتعمل لم يتصف بالعزة فينزل الوحي لترتيب الأمور التي تقتضيها حكمة الوجود ولَوْ كانَ من عِنْدِ غَيْرِ الله لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً يخالف ترتيب حكمة الوجود وليس إلا من الله فهو في غاية الأحكام والإتقان الذي لا يمكن غيره فليس في الإمكان أبدع من هذا العالم لأنه أعطاه خلقه وأنزله في منزلته التي يستحقها فانظر هذه القوة الإلهية التي أعطاها الله لمن أنزل عليه الوحي الذي لو أنزل عَلى‏ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعاً مُتَصَدِّعاً من خَشْيَةِ الله فإنهم علموا قدر من أنزله فرزقهم الله من القوة ما يطيقون به حمل ذلك الجلال فإذا سمعوا في الله ما يخالف ما تجلى لهم فيه تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً وقد سمع ذلك أهل الله ورسله وما جرى عليهم شي‏ء من ذلك لما أعطاهم من قوة العلم إذ لا أقوى من العلم فتجلى لهم في قوله لَوْ أَرادَ الله أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً ولَوْ أَرَدْنا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْواً لَاتَّخَذْناهُ من لَدُنَّا فعلم أهل الله من رسول ونبي وولي ما لم تعلمه السموات والأرض والجبال من الله فانتج لهم هذا العلم بالله قوة في نفوسهم حملوا بها ما سمعوه من قول من قال إن المسيح ابن الله وإن عزيرا ابن الله ولم يتزلزلوا ولو نزل ذلك على من ليست له هذه القوة لذاب في عينه لعظيم ما جاءه فانظر ما أكثف حجاب من اعتقد أن لله ولدا وما أشد عماه عن الحقائق وما مر علي في التجلي الإلهي أمر حيرني وأضعف قوتي أشد من قول الملائكة رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا واتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ والله يقول ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ من سَبِيلٍ وأي إحسان أعظم ممن ثاب واتبع سبيله وقول نوح وهو من الكمل من أهل الله ولِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً فهذا كأنه أبقى شيئا فإنه ما طلب المغفرة إلا للمؤمن ولم يذكر اتباع سبيل الله لأن المؤمن قد يكون مخالف أمر الله ونهيه والله يقول للمسرفين على أنفسهم إِنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً فهذا الصنف من الملائكة قاموا في مقام الأدب فحكم عليهم بهذا القول إيثارا للجناب الإلهي على الخلق ولهذا قدموا وأخروا وما أخبر الله عنهم في قوله قبل هذا الدعاء وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً وعِلْماً ففيه روائح طلب المغفرة للمسيئين وأخروا أيضا قولهم وقِهِمُ السَّيِّئاتِ أن تقوم بهم فإنه أتم في العناية ومن تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ أي يوم تقيه فَقَدْ رَحِمْتَهُ وهو قولهم وَسِعْتَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ رَحْمَةً فجاء ما ذكروه في الوسط بين هذين كأنه إيثار للجناب الإلهي كما

يقول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في القيامة سحقا سحقا

وما علق الله‏

المغفرة إلا بالذنب حيث علقها وقال عن صنف آخر من الملائكة إنهم يَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ في الْأَرْضِ فأنزل هؤلاء المغفرة موضعها ما قالوا مثل ما قال ذلك الصنف الآخر الذي حكى الله عنهم إنهم يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فتنوعت مشاربهم كما قالوا وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ والولي الكامل يدعو الله بكل مقام ولسان والرسل تقف عند ما أوحى به إليها وهم كثيرون وقد يوحى إلى بعضهم ما لا يوحى إلى غيره والمحمدي يجمع بمرتبته جميع ما تفرق في الرسل من الدعاء به فهو مطلق الدعاء بكل لسان لأنه مأمور بالإيمان بالرسل وبما أنزل إليهم فما وقف الولي المحمدي مع وحي خاص إلا في الحكم بالحلال والحرمة وأما في الدعاء وما سكت عنه ولم ينزل فيه شي‏ء في شرع محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يؤذن بتركه فلا يتركه إذا نزل به وحي على نبي من الأنبياء عليه السلام رسولا كان أو غير رسول‏

[اختلاف أمتي رحمة]

ثم اعلم أنه من رحمة الله بعباده أن جعل حكم ما اختلفوا فيه إلى الله فنأخذ هذا من جهة علم الرسوم أن ننظر ما اختلفوا فيه وتنازعوا فإن كان لله ولرسوله حكم فيه يعضد قول أحد المخالفين جعلنا الحق بيده فإنا أمرنا أن تنازعنا في شي‏ء أن نرده إلى الله ورسوله إن كنا مؤمنين فإن كنا عالمين ممن يدعو على بصيرة وعلى بينة من ربنا فنحكم في المسألة بالعلم وهو رد إلى الله تعالى من غير طريق الايمان وليس لنا العدول عنه البتة هذا حد علم الرسم وأما علم الحقيقة فإن المختلفين حكمهم إلى الله أي حكم ظهور الاختلاف فيهم إلى الله من حيث إن الأسماء الإلهية هي سبب الاختلاف ولا سيما أسماء التقابل يؤيد ذلك قوله في مثل هذا ذلِكُمُ الله رَبِّي لأنه ليس غير أسمائه فإنه القائل قُلِ ادْعُوا الله أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ولم يقل بالله ولا بالرحمن فجعل الاسم عين المسمى هنا كما جعله في موضع آخر غير المسمى فلما قال ذلِكُمُ الله رَبِّي والإشارة بذا إلى الله المذكور في قوله فَحُكْمُهُ إِلَى الله فلو لم يكن هنا الاسم عين المسمى في قوله الله لم يصح قوله ربي والخلاف ظهر في الأسماء الإلهية فظهر حكم الله في العالم به فيحكم على الخلاف الواقع في العالم بأنه عين حكم الله ظهر في صورة المخالفين‏

«وصل» في الأجور

وهي الحقوق التي تطلبها الأعمال مخصوصة وهي حكم سار في القديم والمحدث فكل من عمل عملا لغيره استحق عليه أجرا والأجور على قسمين معنوية وحسية فإذا استأجر أحد أحدا على عمل ما من الأعمال فعمله فقد استوجب به العامل حقا على المعمول له وهو المسمى أجرا ووجب على المعمول له أداء ذلك الحق وإيصاله إليه والمؤجر مخير في استعمال الأجير في الظاهر مضطر في الباطن والأجير مخير في قبول الاستعمال في بعض الأعمال مقهور في بعض الأعمال وحكم الخيار ما زال عنه لأن له أن لا يقبل إن شاء وأن يقبل إن شاء فهو مخير في الظاهر مضطر في الباطن كالمؤجر له سواء فأول أجير ظهر في الوجود عن افتقار الممكن إلى الإيجاد وهو عمل الوجود في الممكن حتى يظهر عينه من واجب الوجود هو واجب الوجود فقال الممكن للواجب في حال عدمه أريد أن أستعملك في ظهور عيني فالإيجاد هو العمل والوجود هو المعمول والموجود هو الذي ظهر فيه صورة العمل فكل معمول معدوم قبل عمله فقال له الحق فلي عليك حق إن أنا فعلت لك ذلك وأظهرتك وهذا الحق هو المسمى أجرا والذي طلب المؤجر من المؤجر يسمى إجارة والمؤجر مخير في نفسه ابتداء في تعيين الأجر فإن شاء عين له ما يعطيه على ذلك العمل وإن شاء جعل التعيين للمؤجر والمؤجر مخير في قبول ما عينه المؤجر إن كان عين له شيئا أورده وإن تبرع المؤجر بالعمل من نفسه وقال لا آخذ على ذلك أجرا فله ذلك ولكن لا يزول حكم القيمة من ذلك العمل لأن العمل بذاته هو الذي يعين الأجر بقيمته فإن شاء العامل أخذه وإن شاء تركه ولا يسقط حكم العمل إن أجره كذا وهذه مسألة عجيبة تدور بين اختيار واضطرار في المؤجر والمؤجر وكل واحد مجبور في اختياره غير إن الحق لا يوصف بالجبر والممكن يوصف بالجبر مع علمنا أنه ما يبدل القول لديه ولا يخرج عن عمل ما سبق في علمه إن يعمله وعن ترك ما سبق في علمه إن يتركه وليس الجبر سوى هذا غير أن هنا عين الذي يجبره هو عين المجبور إذ ما جبره إلا علمه وعلمه صفته وصفته ذاته والجبر في الممكن أن يجبره غيره لا عينه ولو رام خلاف ما جبر عليه لم يستطع فهو مجبور عن قهر مخير بالنظر إلى ذاته وفي الأول جبر بالنظر إلى ذاته مخير بالنظر إلى العمل من حيث المعمول له فاتفق الممكن مع الواجب الوجود أنه إن عمل فيه الإيجاد وظهرت عينه إنه يستحق عليه أي على الممكن في ذلك أن يعبده ولا يشرك به شيئا وأن يشكره على ما فعل معه من إعطائه الوجود بالثناء عليه بالتسبيح بحمده فقيل الممكن ذلك فأوجده الحق سبحانه فلما

أوجده طلب منه ما استحق عليه من الأجر في ذلك ولم يجعل نفسه في إيجاده متبرعا فقال له اعبدني وسبح بحمدي فسبحه وعبده جميع ما أوجده من الممكنات ووفاه أجره ما عدا بعض الناس فلم يوفه أجر ما أوجده له فتعينت عليه مطالبة العامل وتعين على الحكم العدل أن يحكم على المعمول له بأداء الأجر الذي وقع الاتفاق عليه وسرى حكم هذه الإجارة في جميع الممكنات لأن الأعمال تطلبها بذاتها ولهذا إذا تبرع العامل وترك الأجر لا يزيل ذلك قيمة ذلك العمل فيقال قيمة هذا العمل كذا وكذا سواء أخذ العامل أجره أو لم يأخذه وسواء قدره ابتداء أو لم يقدره فإن صورة العمل تحفظ قيمة الأجر وقد أخبر الله عن نفسه أنه داخل تحت حكم هذه الحقوق وكيف لا يكون ذلك وهو الحكيم مرتب الأشياء مراتبها فمنها ما لم نعرفه حتى عرفنا به مثل قوله وكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ فالنصر أجر الايمان لذاته ولكن يقتضيه المؤمن وهو الذي صفته الايمان وهو سبحانه وفى فلا بد من نصر الايمان ولا يظهر ذلك إلا في المؤمن والمؤمن لا يتبعض فيه الايمان فاعلم ذلك وكل من تبعض فيه الايمان لأجل تعداد الأمور التي يؤمن بها فآمن المؤمن ببعضها وكفر ببعضها فليس بمؤمن فما خذل إلا من ليس بمؤمن فإن الايمان حكمه أن يعم ولا يخص فلما لم يكن له وجود عين في الشخص لم يجب نصره على الله فإذا ظهر الكافر على المؤمن في صورة الحكم الظاهر فليس ذلك بنصر للكافر عليه وإنما الذي يقابله لما ولى وأخلي له موضعه ظهر فيه الكافر وهذا ليس بنصر إلا مع وقوف الخصم فيغلبه بالحجة ومما أوجب الحق من ذلك على نفسه أيضا أعني من الأجر الرحمة فجعلها أجرا على نفسه واجبا لمن تاب من بعد ما عمل من السوء وأصلح عمله وقد يتبرع متبرع بأجر يتحمله لعامل عمل لغيره عملا لم يعمله لهذا المتبرع مثل قوله في المظلوم إذا عفا عمن ظلمه ولم يؤاخذه بما استحق عليه وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله وكان ينبغي أن يكون أجره على من تركت مطالبته بجنايته فتحمل الله ذلك الأجر عنه إبقاء على المسي‏ء ورحمة به فلا يبقى للمظلوم عليه حق يطالبه به ولما كان العمل يطلب الأجر بذاته ويعود ذلك على العامل وأداء الرسائل عمل من المؤدي لأن المرسل استعمله في أداء رسالته لمن أرسله إليه فوجب أجره عليه لأن المرسل إليه ما استعمله حتى يجب عليه أجره ولهذا قالت الرسل لأممها عن أمر الله تعريفا للأمم بما هو الأمر عليه قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ من أَجْرٍ ... إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله فذكروا استحقاق الأجر على من يستعملهم ولم يقولوا ذلك إلا عن أمره فإنه قال لكل رسول قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ من أَجْرٍ واختص محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بفضيلة لم ينلها غيره عاد فضلها على أمته ورجع حكمه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إلى حكم الرسل قبله في إبقاء أجره على الله فأمره الحق أن يأخذ أجره الذي له على رسالته من أمته وهو أن يودوا قرابته فقال له قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً أي على تبليغ ما جئت به إليكم إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى‏ فتعين على أمته أداء ما أوجب الله عليهم من أجر التبليغ فوجب عليهم حب قرابته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأهل بيته وجعله باسم المودة وهي الثبوت في المحبة فلما جعل له ذلك ولم يقل إنه ليس له أجر على الله ولا أنه بقي له أجر على الله وذلك ليجدد له النعم بتعريفه ما يسر به فقيل له بعد هذا قل لأمتك آمرا ما قاله رسول لأمته قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ من أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الله فما أسقط الأجر عن أمته في مودتهم للقربى وإنما رد ذلك الأجر بعد تعينه عليهم فعاد ذلك الأجر عليهم الذي كان يستحقه رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيعود فضل المودة على أهل المودة فما يدري أحد ما لأهل المودة في قرابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من الأجر إلا الله ولكن أهل القربى منهم ولهذا جاء بالقربى ولم يجي‏ء بالقرابة فإنه لا فرق بين عقيل في القرابة النسبية وبين علي فإنهما ابنا عم رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في النسب فعلى جمع بين القربى والقرابة فوددنا من قرابته صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم القربى منهم وهم المؤمنون ولذلك فرق عمر رضي الله عنه بين من هو أقرب قرابة

وأقرب قربى وهو عربي نزل القرآن بلسانه فلو لا ما في ذلك فرقان في لسانهم واصطلاحهم ما فرق عمر بين القربى والقرابة وانظر ذلك في القرآن في المغانم في قوله تعالى فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبى‏ وليسوا إلا المؤمنين من القرابة فجاء بلفظ القربى دون لفظ القرابة فإن القرابة إذا لم يكن لهم قربى الايمان لا حظ لهم في ذلك ولا في الميراث وهو قول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يوم دخل مكة ما ترك لنا عقيل من دار

لأنه الذي ورث أباه دون علي لإيمان علي وكفر عقيل وقال تعالى لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ من حَادَّ الله ورَسُولَهُ ولَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ‏

فلو كان المودة في القربى التي سألها رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم منا يريد به القرابة ما نفاها الحق عنها في قوله يُوادُّونَ من حَادَّ الله ورَسُولَهُ ولو كانوا قرابتهم فعلمنا إن الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى‏ أنها في أهل الايمان منهم وهم الأقربون إلى الله فتميز صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن سائر الرسل عليه السلام بما أعطى الله لأمته في مودتهم في القربى وتميزت أمته على سائر الأمم بما لها من الفضل في ذلك لأن الفضل الزيادة وبالزيادة كانت خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ أمة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وإن كانت كل أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ويؤمنون بالله فخصت هذه الأمة بأمور لم يخص بها أمة من الأمم ولها أجور على ما خصصت به من الأعمال مما لم يستعمل فيها غيرهم من الأمم فتميزوا بذلك يوم القيامة وظهر فضلهم فالأجور مترددة بين الحق والخلق للحق أجر على خلقه لأعمال عملها لهم وللخلق أجر على الله لأعمال عملوها له ولأعمال عملوها للخلق رعاية للحق كالعفو من العافين عن الناس وللخلق أجر على الخلق بتشريع الحق وحكمه في ذلك والذي يؤول إليه الأمر في هذه المسألة أن الأجور تتردد ما بين الحق والحق ليس للخلق في ذلك دخول إلا أنهم طريق لظهور هذه الأجور لو لا وجد الخلق في ذلك لم يظهر للاجارة حكم ولا للأجر عين ولذلك كان الأجر جَزاءً وِفاقاً لأن المؤجر حق والمؤجر حق إذ لا عامل إلا خالق العمل وهو الحق والخلق عمل وفيه ظهور العمل فلذلك زاحم وأدخل نفسه في ذلك وأقره الحق على هذه المزاحمة وقبلها فمن الخلق من علم ذلك ومنهم من جهله وهذا المنزل يتسع المجال فيه ولا سيما لو أخذنا في تعيين الأجور وأصحابها فلنذكر ما يتضمن هذا المنزل من العلوم فمن ذلك علم أجور الخلق دون الحق وفيه علم الاتصال بمن والانفصال عمن والانفصال والاتصال فيمن وهو علم غريب يتضمن الوجود كله وغير الوجود فإن الوجود المقيد قد انفصل عن حال العدم واتصل بحال الوجود انفصال ترجيح واتصال ترجيح وأما الوجود المطلق فانفصاله عن العدم انفصال ذاتي غير مرجح فمن علم هذا العلم علم أين كان وممن انفصل وبمن اتصل وفيه علم التشبيه في المعاني بالمناسبات وفيه علم الترتيب في التوقيت وبه يتعلق علم القضاء والقدر وفيه علم الملك والتمليك وهل حكم التمليك إذا وقع حكم الملك الأصلي أو يختلف حكمهما وفيه علم ما تميز به عالم الأركان من عالم الأفلاك الأخرى ولما ذا قبل الاستحالة عالم الأركان فذهبت أعيان صوره كما تذهب صور أركانه باستحالة بعضها إلى بعض بالسخافة والكثافة وعالم الأفلاك ليس كذلك وإنما استحالتهم ظهورهم في الصور التي يظهرون فيها لعالم الأركان ولما كانت هذه الاستحالة في الصور الطبيعية التي ظهرت من دون الطبيعة ولم تظهر في العالم الذي فوق الطبيعة وظهرت في التجلي الإلهي وظهر حكمه بالاستحالة العنصرية في أعيان صوره وفي صوره بل لا في صوره وهل يرجع هذا كله لتغير الأمر في نفسه أو يكون ذلك في نظر الناظر وفيه علم المتقابلات هل يفتقر العلم به إلى العلم بمقابله أو ينفرد كل واحد في العلم بنفسه دون العلم بالمقابل من غير توقف عليه وهذا لا يكون إلا عند من لا يرى أن العين واحدة وفيه علم أثر الطبيعة في الملإ الأعلى ومكانه وفيه علم أحوال الملإ الأعلى وفيه علم اجتماع الموحدين والمشركين في الحفظ الإلهي وهل ذلك من باب الاعتناء بالخلق وإن جهلوا أو هو من باب إعطاء الحقائق في أن لا يكون الأمر إلا هكذا إلا أنه من باب العناية وهو عندنا من باب العناية بالإعلام الإلهي بذلك بطريق الإيماء لا بالتصريح لأن هذا من علم الأسرار التي لا تفشي في العموم ولكن لها أهل ينبغي للعالم بذلك أن يبديه لأهله فإنه إذا لم يعطيه لأهله فقد ظلم الجانبين العلم ومن هو أهل له وفيه علم مراتب الأدوات العاملة والظاهرة أحكامها في العبارات وهو علم الحروف التي جاءت لمعنى فمنها مركب وغير مركب وفيه علم تقسيم الظالمين من ينصر منهم ممن لا ينصر ولما ذا يرجع الظلم في وجوده هل وجوده من الظلمة أو من النور وفيه علم كون الحق عين الأشياء ولا يعرف‏

وفيه علم الفرق بين الحياة والأحياء وإذا وقع الأحياء بما ذا يقع هل بالحياة القديمة أو ثم حياة حادثة تظهر بالإحياء في الأحياء وفيه علم الرجوع ممن والى من والاعتماد فيما ذا وعلى من وفيه علم فيما ذا خلق الله الخلق هل خلقه في شي‏ء أو خلقه لا في شي‏ء فيكون عين المخلوقات عين شيئياتها وفيه علم اشتراك الحق والخلق في الوجود وجميع ما اشتركوا فيه هل هو اشتراك معقول أو مقول لا غير وفيه علم النواميس الموضوعة في العالم هل تضمها حضرة واحدة جامعة أو لكل ناموس حضرة أو يجمعها حضرتان لا غير فينسب الناموس الواحد إلى الحكمة والناموس الآخر إلى الحكم‏

الإلهي النبوي وإن كثرت أنواعها وفيه علم الاختصاص الإلهي لبعض المخلوقات بما ذا وقع هل بالعناية أو بالاستحقاق وهو علم منع أهل الله عن كشفه في العموم والخصوص لأنه علم ذوق لا ينال بالقياس ولا بضرب المثل وفيه علم كلمة الوصل والفصل هل هي كلمة واحدة أو كلمتان وفيه علم تفاضل أهل الكتب هل هو راجع لفضل الكتب أم لا وهل للكتب المنزلة فضل بعضها على بعض أم لا فضل فيها فإن الله جعل في نفس القرآن التفاضل بين السور والآيات فجعل سورة تعدل القرآن كله عشر مرات وأخرى تقوم مقام نصفه في الحكم وأخرى على الثلث وأخرى على الربع وآية لها السيادة على الآيات وأخرى لها من آي القرآن ما للقلب من نشأة الإنسان وللقرآن تميز بالإعجاز على غيره من الكتب وفيه علم المواخاة بين سور القرآن ولهذا

قال عليه السلام شيبتني هود وأخواتها

فجعل بينهن أخوة وفيه علم تقرير كل ملة على ما هي عليه وكل ذي نحلة على نحلته وما يلزمه من توفية حقها وفيه علم من فارق الجماعة ما حكمه وفيه علم المواخاة بين الكتب المنزلة من عند الله والموازين الإلهية الموضوعة في العالم على اختلاف صورها المعنوية والمحسوسة فالمعنوية كالبراهين الوجودية والجدلية والخطابية والموازين المحسوسة مشهود بالحس اختلافها وفيه علم مواطن العجلة من مواطن التثبط وفيه علم قوة اللطيف وضعف الكثيف وأن القوة للمتصرف والضعف للمتصرف فيه وفيه علم ما يقتضي الزيادة مما يقتضي النقص وما بينهما من الفضل وفيه علم تأخير حكم الحاكم عن إيقاعه في المحكوم عليه لشبهة تمنعه من ذلك حتى يستيقن أو يغلب على ظنه فيما لا يوصل إلى اليقين فيه فإن الكافر في الدنيا يمكن أن يرجع مؤمنا عند الموت فإن عجل فيه الحكم قبل الموت بالكفر فما أعطى الحاكم حكم الشبهة حقها في موطنها وفيه علم ما يقبل الزيادة من الأعمال مما لا يقبلها ولا يقبل النقص وهي في الشرائع من جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وهو عَشْرُ أَمْثالِها ومن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى‏ إِلَّا مِثْلَها وفيه علم نفوذ الكلمة هل هو لذاتها أم لا وإنها من الكلم وهو الجرح وهو أثر من الجارح في المجروح وكذلك كل كلمة لها أثر في السامع أدناه سماعه صورة ما نطق به وتكلم إلى ما فوق ذلك مما يحمله ذلك الكلام من المعاني وفيه علم أصل البغي في العالم وهل هو مشتق من بغي يبغي إذا طلب فيكون البغي لما ذمه الله طلبا مقيدا إذ كان الطلب منه ما هو مذموم ومنه ما هو محمود وما دواء ذلك البغي وفيه علم الطي والنشر لحكم الوقت وفيه علم الدلالات والآيات هل ذلك أي كونها دلالات وآيات لأنفسها أو هي بالوضع وفيه علم حدوث المشيئة لما ذا يرجع والحق لا تقوم به الحوادث وفيه علم النوازل هل تنزل ابتداء أو تنزل جزاء وفيه علم السكون والحركة وعلم المواطن التي ينبغي أن يظهر فيها حكم السكون وحكم الحركة وفيه علم ما يعطي الله عباده في الدنيا من علوم ومراتب وغير ذلك هل هو من الدنيا أو هو من الآخرة وفيه علم الاستجابة لأوامر الله إذا قامت صورتها ظاهرة هل تنفع بصورتها وأين تنفع أو هل لا تنفع إلا حتى ينفخ في تلك الصورة روح تحيا به وهو صورة الباطن ويتعلق بهذا العلم علم الصور مطلقا هل لها ظاهر وباطن أو منها ما هي ظاهرة لا باطن لها وفيه علم ما الباعث للحيوان كله على طلب الانتصار لنفسه هل هو دفع للاذى أو هو جزاء أو طلب انتقام أو بعضه لهذا وبعضه لهذا وفيه علم التحسين والتقبيح هل ذلك راجع لذات الحسن والقبح أو لأمر عارض وفيه علم ما يحب ويكره من النعوت وفيه علم ما يرفع الحرج ممن ظهر منه ما يكرهه الطبع وفيه علم الأسباب التي تمنع ما يطلب الطبع ظهوره وفيه علم ما لا يدرك إلا بالنظر الدقيق الخفي وفيه علم الإقامة والانتقال في الأحوال هل الأحوال تنتقل والعبد ثابت أو العبد منتقل في الأحوال والأحوال ثابتة وهو من العلوم الغريبة الموقوفة على الكشف وفيه علم ما ينكر من الحق مما لا ينكر وعلم ما يقره الحق من الباطل مما لا يقره وما الباطل الذي يقبل الزوال من الباطل الذي لا يقبله وفيه علم الإنتاج وغير الإنتاج مع وجود المقدمات ومتى تنتج المقدمات وفيه علم حجاب ظاهر النشأة وما مسمى البشر منها وهل لباطنها مباشرة كما لظاهرها أم لا وفيه علم ما الحجاب الذي بين الله وبين عبده وفيه علم الكلام المحدث والقديم لما ذا يرجع هل يختلف أو حكم ذلك واحد وفيه علم الأنوار ومراتبها وسبحات الوجه ولما ذا تعددت والوجه واحد والسبحات كثيرة وفيه علم التمييز بين السبل الإلهية وفيه علم المبدأ والمعاد والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!