The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الصلصلة الروحانية من الحضرة الموسوية

في هذا المقام وهو المقام الإلهي في الدنيا ويتضمن هذا المنزل من العلوم هذا العلم وهو علم الحكمة ويتضمن علم المواقف وعلم الحساب وعلم الظن وعلم الإهمال والفرق بينه وبين الإمهال الذي يطلبه الاسم الحكيم وعلم السابقة إلى المعاصي والمخالفات وهل يكون للإنسان المخالفة عين الموافقة وإن كانت فهل تثمر له هذه المخالفة بهذه المثابة وسرعته إلى فعلها قربة عند الله وهل تحجب المقرب ولا بد وإن سارع إليها عند مباشرة الفعل المخالف للحكم المشروع عن الحكم المشروع فيه أو لا يحجب وإما أن يكون قربة ذلك الفعل المخالف ولكن قد يكون مقربا لا قربة وهو علم كبير لا يعرفه من أهل طريقنا إلا قليل فإن غوره بعيد وميزانه خفي دقيق ما في الموازين أخفى منه والأكثر من أهل طريق الله ما شاهده ولا رآه وإن قيل له أنكره فما ظنك بعلماء الرسوم فما ظنك بالعامة وأما أكابر الحكماء من الفلاسفة فأنكروه جملة واحدة وسبب إنكارهم مع فضلهم وبعد غورهم إنهم لا يقولون بالاختصاص كما نقول نحن بل الأمور عندهم كلها مكتسبة بالاستعداد فمن هنا خفي عليهم هذا العلم وغيره مما يتعلق بالاختصاص ومن علوم هذا المنزل علم السبب الذي أدى القائلين إلى إنكار الدار الآخرة الحسية والمعنوية فإنهم طائفتان بلا شك طائفة تنكر الحس الأخروي وطائفة تنكره معنى وحسا ومن علومه علم أحوال الموت ولما ذا يرجع وما حقيقته وذبحه وصورته في عالم التمثيل كبشا أملح ومكان ذبحه ولمن تنتقل حياته إذا ذبح وعلم التجلي الموجب لكسوف الكواكب المعنوية والحسية وعلم حضرة الجمع بين العبد والرب ومن هذه الحضرة ظهر القائلون بالاتحاد والحلول فإنها حضرة علم تزل فيها الاقدام فإن الشبهة فيه قوية لا يقاومها دليل مركب وعلم الأسفار ولنا فيه جزء سميناه الأسفار عن نتائج الأسفار يتضمن من العلم الإلهي ونسبة هذا الحكم الإلهي إليه ومن العلم الكوني ونسبة هذا الحكم الإلهي معنى وحسا شيئا كثيرا ومن علوم هذا المنزل الإلهي أيضا لأي اسم إلهي ترجع الناس يوم القيامة وعلم السبب الذي لأجله يسأل العالم غيره عما يعمله وسبب جحد العالم ما يعلمه إذا سئل عن العلم به وعلم كشف الإنسان ما في نفس الملك وهل هو من علم الستر أو الظهور أو منه ما يكون من علم الستر بوجه ومن علم الظهور بوجه وعلم الأدب وعلم الاقتداء وعلم السبب الموجب لإيثار الدنيا على الآخرة مع ما فيها من الغموم والإنكار الحسية والمعنوية وعلم الرؤية في الدار الآخرة وهل هي جائزة أو محال سواء كانت رؤية بصيرة أو بصر وهل الرؤية محلها حقيقة الرائي أو العين المعتاد المعروف وهل الرؤية حكم أو معنى وجودي وهل هي عين الرائي أو غيره كالصفة له وعلم حال النفوس بعد الموت وعلم الآخرة المعجلة والدنيا المؤجلة وعلم الإقبال والإعراض وعلم الوعيد والتقرير وعلم الاقتدار وهذا القدر كاف في هذا المنزل والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب العاشر وثلاثمائة في معرفة منزل الصلصلة الروحانية من الحضرة الموسوية»

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في إنزال الوحي إنه يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي يقول الراوي فيفصم عنه وإن جبينه ليتفصد عرقا

فإن نزول الوحي على الأنبياء له صور مختلفة أشدها وحي الصلصلة شعر

إن البروج لأوضاع مقدرة *** وهي المنازل للسيارة الشهب‏

نظيرها من وجود السعد يشمله *** هذي إلى الفوز والأخرى إلى العطب‏

إذا تعرضت الأنواء تطلبني *** حبا لتمنحني ما شئت من أدب‏

وجاءت السحب والأرواح تحملها *** والرعد يفصح عن عجم وعن عرب‏

والبرق يخلع من أنوار نشأته *** على ظلام الدجا ثوبا من الذهب‏

والسحب تسكب أمطار الحقائق في *** بيت من الطين والأهواء واللهب‏

والأرض تهتز إعجابا بزهرتها *** والروض يرفل في أثوابه القشب‏

علم الحقائق هذا لا أريد سوى *** العلم بالله والأسماء والحجب‏

لما تنزه علم ذاته علم *** على الوصول به ناديت من كثب‏

أنت الإله الذي لا شي‏ء يشبهه *** إلا الذي جاء في التنزيل والكتب‏

[إن الله خلق الأرواح على ثلاث مراتب‏]

اعلم أن الله خلق الأرواح على ثلاث مراتب لا رابع لها أرواح ليس لهم شغل إلا تعظيم جناب الحق ليس لهم وجه مصروف إلى العالم ولا إلى نفوسهم قد هيمهم جلال الله واختطفهم عنهم فهم فيه حيارى سكارى وأرواح مدبرة أجساما طبيعية أرضية وهي أرواح الأناسي وأرواح الحيوانات عند أهل الكشف من كل جسم طبيعي عنصري فإن الله عز وجل يقول وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يشهد للمؤذن مدى صوته من رطب ويابس وسبح الحصى في كفه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وفي كف من شاء الله من أصحابه‏

وقال في أحد هذا جبل يحبنا ونحبه‏

فهذه الأخبار كلها تدل على حياة كل شي‏ء ومعرفته بربه فإن السماء والأرض قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ ونحن نعرف ذلك من طريق الكشف ولو لم يأت في ذلك خبر وهذه الأرواح المدبرة لهذه الأجسام مقصورة عليها مسخرة بعضها لبعض بما فضل الله بعضهم على بعض كما قال عز وجل ورَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وأرواح أخر مسخرات لنا وهم على طبقات كثيرة فمنهم الموكل بالوحي والإلقاء ومنهم الموكل بالأرزاق ومنهم الموكل بقبض الأرواح ومنهم الموكل بإحياء الموتى ومنهم الموكل بالاستغفار للمؤمنين والدعاء لهم ومنهم الموكلون بالغراسات في الجنة جزاء لأعمال العباد

[إن الله جعل للأرواح الأناسي آلات طبيعية]

فاعلم إن أرواح الأناسي جعل الله لها آلات طبيعية كالعين والأذن والأنف والحنك وجعل فيها قوى سماها سمعا وبصرا وغير ذلك وخلق لهذه القوي وجهين وجه إلى المحسوسات عالم الشهادة ووجه إلى حضرة الخيال وجعل حضرة الخيال محلا واسعا أوسع من عالم الشهادة وجعل فيها قوة تسمى الخيال إلى قوى كثيرة مثل المصورة والفكر والحفظ والوهم والعقل وغير ذلك وبهذه القوي تدرك النفس الإنسانية جميع ما يعطيها حقائق هذه القوي من المعلومات فبالوجه الذي للبصر إلى عالم الشهادة تدرك جميع المحسوسات وترفعها إلى الخيال فتحفظها في الخيال بالقوة الحافظة بعد ما تصورها القوة المصورة وقد تأخذ القوة المصورة أمورا من موجودات مختلفة كلها محسوسة وتركب منها شكلا غريبا ما أبصرته قط حسا بمجموعه لكن ما فيه جزء إلا وقد أبصرته فإذا نام الإنسان نظر البصر بالوجه الذي له إلى عالم الخيال فيرى ما فيه مما نقله الحس مجموعا أو مما صورته القوة المصورة مما لم يقع الحس على مجموعه قط لا على أجزائه التي تألفت منها هذه الصورة فتراه نائما إلى جانبك وهو يبصر نفسه معذبا أو منعما أو تاجرا أو ملكا أو مسافرا ويطرأ عليه خوف في منامه في خياله فيصيح ويزعق والذي إلى جانبه لا علم له بذلك ولا بما هو فيه وربما إذا اشتد الأمر تغير له المزاج فأثر في الصورة الظاهرة النائمة حركة أو زعاقا أو كلاما أو احتلاما كل ذلك من غلبة تلك القوة على الروح الحيواني فيتغير البدن في صورته فإذا تنزلت الأملاك المسخرة بالوحي على الأنبياء عليه السلام أو تنزل رقائق منها على قلوب الأولياء لأن الملك لا ينزل بوحي على قلب غير نبي أصلا ولا بأمر إلهي جملة واحدة فإن الشريعة قد استقرت وتبين الفرض والواجب والمندوب والمباح والمكروه فانقطع الأمر الإلهي بانقطاع النبوة والرسالة ولهذا لم يكتف رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بانقطاع الرسالة فقط لئلا يتوهم أن النبوة باقية في الأمة

فقال عليه السلام إن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبي بعدي ولا رسول‏

فما بقي أحد من خلق الله يأمره الله بأمر يكون شرعا يتعبده به فإنه إن أمره بفرض كان الشارع قد أمره به فالأمر للشارع وذلك وهم منه وادعاء نبوة قد انقطعت فإن قال إنما يأمره بالمباح قلنا لا يخلو إما أن يرجع ذلك المباح واجبا في حقه فهذا هو عين نسخ الشرع الذي هو عليه حيث صير بهذا الوحي المباح الذي قرره الرسول مباحا واجبا يعصي بتركه وإن أبقاه مباحا كما كان فكذلك كان فآية فائدة في الأمر الذي به جاء هذا الملك لهذا المدعي صاحب هذا المقام فإن قال ما جاء به ملك لكن الله أمرني به من غير واسطة قلنا هذا أعظم من ذلك فإنك ادعيت أن الله يكلمك كما كلم موسى عليه السلام ولا قائل به لا من علماء الرسوم ولا من علماء أهل الذوق ثم إنه لو كلمك أو لو قال لك فما كان يلقي إليك في كلامه إلا علوما وأخبارا لا أحكاما ولا شرعا ولا يأمرك أصلا فإنه إن أمرك كان الحكم مثل ما قلنا في وحي الملك فإن كان ذلك الذي دندنت عليه عبارة عن إن الله خلق في قلبك علما بأمر ما فما ثم في كل نفس إلا خلق العلم في كل إنسان ما يختص به ولي من غيره وقد بينا في هذا الكتاب وغيره ما هو الأمر عليه ومنعنا

جملة واحدة أن يأمر الله أحدا بشريعة يتعبده بها في نفسه أو يبعثه بها إلى غيره وما نمنع أن يعلمه الحق على الوجه الذي نقرره وقرره أهل طريقنا بالشرع الذي تعبده به على لسان الرسول عليه السلام من غير أن يعلمه ذلك عالم من علماء الرسوم بالمبشرات التي أبقيت علينا من آثار النبوة وهي الرؤيا يراها الرجل المسلم أو ترى له وهي حق ووحي ولا يشترط فيها النوم لكن قد تكون في النوم وفي غير النوم وفي أي حالة كانت فهي رؤيا في الخيال بالحس لا في الحس والمتخيل قد يكون من داخل في القوة وقد يكون من خارج بتمثل الروحاني أو التجلي المعروف عند القوم ولكن هو خيال حقيقي إذا كان المزاج المستقيم المهيا للحق فإذا ورد الملك على النبي عليه السلام بحكم أو بعلم خبري وإن كان الكل من قبيل الخبر ولقي تلك الصورة الروح الإنساني وتلاقى هذا بالإصغاء وذلك بالإلقاء وهما نوران احتد المزاج واشتعل وتقوت الحرارة الغريزية المزاجية في النورين وزادت كميتها فتغير وجه الشخص لذلك وهو المعبر عنه بالحال وهو أشد ما يكون وتصعد الرطوبات البدنية بخارات إلى سطح كرة البدن لاستيلاء الحرارة فيكون من ذلك العرق الذي يطرأ على أصحاب هذه الأحوال للانضغاط الذي يحصل بين الطبائع من التقاء الروحين ولقوة الهواء الحار الخارج من البدن بالرطوبات تغمر المسام فلا يتخلله الهواء البارد من خارج فإذا سرى عن النبي وعن صاحب الحال وانصرف الملك من النبي والرقيقة الروحانية من الولي سكن المزاج وانفشت تلك الحرارة وانفتحت المسام وقبل الجسم الهواء البارد من خارج فتخلل الجسم فيبرد المزاج فيزيد في كمية البرودة وتستولي على الحرارة وتضعفها فذلك هو البرد الذي يجده صاحب الحال ولهذا تأخذه القشعريرة فيزاد عليه الثياب ليسخن ثم بعد ذلك يخبر بما حصل له في تلك البشرى إن كان وليا أو في ذلك الوحي إن كان نبيا وهذا كله إذا كان التنزيل على القلب بالصفة الروحانية فإن كان نفثا فهو الإلهام وهذا يكون للولي وللنبي وأما إن حدث فسمع من غير رؤية فهو المحدث وأما إن تراءى له الملك إن كان نبيا في زمان وجود النبوة أو تراءت له الرقيقة رجلا ممثلا أو صورة حيوان يخاطبه بما جاء به إليه فإن كان وليا فيعرضه على الكتاب والسنة فإن وافق رآه خطاب حق وتشريف لا غير لا زيادة حكم ولا إحداث حكم لكن قد يكون بيان حكم أو أعلاما بما هو الأمر عليه فيرجع ما كان مظنونا معلوما عنده وإن لم يوافق الكتاب والسنة رآه خطاب حق وابتلاء لا بد من ذلك فعلم قطعا إن تلك الرقيقة ليست برقيقة ملك ولا بمجلى إلهي ولكن هي رقيقة شيطانية فإن الملائكة ليس لها مثل هذا المقام وإنها أجل من ذلك وأكثر ما يطرأ هذا على أهل السماع من الحق في الخلق فما بقي للأولياء اليوم بعد ارتفاع النبوة إلا التعريف وانسدت أبواب الأوامر الإلهية والنواهي فمن ادعاها بعد محمد فهو مدع شريعة أوحي بها إليه سواء وافق بها شرعنا أو خالف وأما في غير زماننا قبل رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فلم يكن تحجير ولذلك قال العبد الصالح خضر وما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي فإن زمانه أعطى ذلك وهو على شريعة من ربه وقد شهد له الحق بذلك عند موسى وعندنا وزكاه وأما اليوم فإلياس والخضر على شريعة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إما بحكم الوفاق أو بحكم الاتباع وعلى كل حال فلا يكون لهما ذلك إلا على طريق التعريف لا على طريق النبوة وكذلك عيسى عليه السلام إذا نزل فلا يحكم فينا إلا بسنتنا عرفه الحق بها على طريق التعريف لا على طريق النبوة وإن كان نبيا فتحفظوا يا إخواننا من غوائل هذا الموطن فإن تمييزه صعب جدا وتستحليه النفوس ويطرأ عليها فيه التلبيس لتعشقها به وإذا أنس المحل بمثل هذا الإلقاء الذي ذكرناه هان عليه حمله وما يكون فيه كمثله حين يفجأه وإن الله إذا تكلم بالوحي فكأنه سلسلة على صفوان فتصعق الأرواح عند سماعها ويكون العلم الذي يحصل لها في تلك الصلصلة كالعلم الذي حصل من الضرب بين الكتفين وكالعلم الحاصل من النظر سؤالا وجوابا واستفادة علوم كثيرة من مجرد ضرب أو نظر وقد رأينا هذا كله بحمد الله من‏

نفوسنا فلا نشك فيه وما أشبهه إلا بأبواب مغلقة فإذا فتحت الأبواب وتجلى لك ما وراءها أحطت بالنظرة الواحدة علما بها كما يفتح الإنسان عينه في اللمحة الواحدة فيدرك من الأرض إلى فلك البروج ثم الذي يجده صاحب هذا الأمر من ثلج برد اليقين ما لا يقدر قدره ولتلك الحرارة التي قلنا توجد عند الإلقاء

كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول عند افتتاح كل صلاة وفي أكثر الأحوال اللهم اغسلني بالثلج والماء البارد والبرد

فهذه ثلاثة كلها بوارد

ليقابل بها حرارة الوحي فإنه محرق ولو لا القوة التي تحصل للقلب من هذا البرد هلك‏

[علم أحوال الآخرة من جانب ما تحوي عليه من الشدائد خاصة]

واعلم أن هذا المنزل يتضمن من العلوم علم اليقين وعلم الحجاب وعلم الوعيد وعلم الكبرياء الكوني المنوط بالحق وعلم التقديس وعلم السبب الذي لأجله اتخذت المخلوقات أربابا من دون الله ولما ذا قال أَرْباباً من دُونِ الله وهم اتخذوها أربابا مع الله وعلم ما يحل من الربا وعلم إيثار الحق وهل يصح هذا مع اعتقادك أن لا فاعل إلا الله فعلى من يؤثره وعلم أحدية النفخة واختلاف الأثر ولما كان الاشتعال في النار بالنفخ وينطفي به السراج والهواء أقرب للاشتعال للطافته من الحشيش والفحم وعلم أحوال الآخرة من جانب ما تحوي عليه من الشدائد خاصة وعلم المعارضة التي قصدها الحلاج حتى دعا عليه عمرو بن عثمان فلما جرى عليه ما جرى كانت المشيخة تقول إنما أصيب الحلاج بدعوة الشيخ وعلم السحر الحقيقي وغير الحقيقي وهل هو في الحالتين خيال أم لا وعلم لما ذا يرجع كون الباري له كلام هل لخلقه أو لصفة قائمة به زائدة على ذاته أو نسبة خاصة أو لعلمه ومحل الإعجاز من القرآن ما هو فإن هذا علم عظيم منيع الحمى وعلم الاصطلام الذي تنتجه معارضة الكلام وعلم ما تحوي عليه البسملة من الأسرار ولما ذا انحصرت في هذه الثلاثة الأسماء وهذه الحروف المخصوصة دون باقي الحروف وأين محلها من الآخرة وهل تخلق من حروفها ملائكة أي يأتي يوم القيامة كل حرف منها صورة قائمة مثل ما تأتي سورة البقرة وسورة آل عمران وهما الزهراوان يشهدان لقارئهما وإذا وجدت صور هذه الحروف يوم القيامة فمن حيث رقمها أو من حيث التلفظ بها أو منهما والحروف المشددة منها هل تخلق صورتين أو صورة واحدة وإذا خلقت هذه الحروف صورا فمن أي شي‏ء تقي قارئها ومن في مقابلتها ووقايتها هل هي عين الشهادة فإن كانت للشهادة فما تشهد إلا لمن رقمها أو من تلفظ بها أنه رقمها أو تلفظ بها وقد رقمها الكافر وتلفظ بها المنافق وإن كانت تشهد بالإيمان بها الذي محله القلب فما هي بسملة الرقم ولا بسملة اللفظ وليس في النفس إلا العلم بها والايمان والإرادة لها وكذلك يكون الأمر على هذا التقسيم في الزهراوين من رقمها أو قراءتها أو من كونها سورة فقط أو من كونها ذات آيات وحروف وهل الآيات في الصورة كالأعضاء لصورة الحيوان أو هي لها كالصفات النفسية للموصوف لا كالأعضاء هذا كله من علم هذا المنزل وعلم الضلال والهدى وهل يرجعان إلى نسب أو إلى أعيان موجودة وإن كانت موجودة أعيانا فهل هي مخلوقة أو غير ذلك وإن كانت مخلوقة فهل هما من خلق العباد أو من خلق الله أو بعضها من خلق العبد وبعضها من خلق الله وعلم تسليط المخلوقات بعضهم على بعض من المعاني وغير المعاني فإن الله تعالى لما سمي نفسه ملكا سمي خلقه جنودا وإذا كانوا جنودا وما ثم إلا الله وخلقه فلمن يحاربون أو هم أجناد زينة لا أجناد محاربة فإن حارب بعضهم بعضا وهو الواقع فمن أجناد الله من هؤلاء الأجناد فالذين هم أجناد الله فإن الله مليكهم فمن ملك الأجناد الآخرين وهنا من الأسرار الإلهية مهالك ويرجع علم ذلك لما في أحكام الأسماء الإلهية من المنازعة والتضاد ومنها الموافق والمخالف وكذلك الأرواح الملكية وقد روى أن رجلا من المسرفين على نفسه أراد التوبة وكان من قرية كلها شر وكانت ثم قرية أخرى كلها خير فأراد الهجرة إليها فبينا هو في الطريق جاء أجله فمات فتنازعت ملائكة الرحمة الذين هم أجناد الاسم الرحيم وملائكة العذاب الذين هم أجناد الاسم المنتقم فلما طال النزاع بينهم فيمن يتسلمه من هاتين الطائفتين الذين هم وزعة الأسماء الإلهية أوحى الله إليهم إن قدروا ما بين القريتين فإلى أيهما كان أقرب كان من أهلها فقدروا ما بين القريتين فوجدوا الرجل قد ناء بصدره لا غير نحو قرية السعادة فحكم له بالسعادة فتسلمته ملائكة الرحمة ومعلوم أنه ما مشى إلا بعد حصول التوبة في قلبه أو إرادتها إن كان لا يعلم حدها فقد علم الله من ذلك ما علم وكل خطوة خطاها من أول خروجه من قريته فهجرة وحركة محمودة ومع هذا وقع الحكم بالتقدير المكاني والمكان فما سبب ذلك وما أثره في الكون وهل للحاكم فيه مدخل في الحكم بين الناس وهو الحكم بالاستهام وهو القرعة وعلم الأعمال المشروعة هل لها وجود قبل إن يعمل بها المكلف أو لا وجود لها بل هي عين عمل المكلف وإذا كانت عمله كيف تحكم الصنعة على صانعها من غير حكم النسب إذ لا أثر لها فيه إلا بما ينسب إليه منها من الثناء المحمود أو المذموم وقد ورد أن كل إنسان مرهون بعمله‏

فمن الراهن والمرتهن إذا كان المكلف عين الرهن فما أعجب حكم الله في خلقه فو الله ما عرف الله‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!