The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة وتد مخصوص معمر وأسرار الأقطاب المختصين بأربعة أصناف من العلوم وسرّ المنزل والمنازل ومن دخله من العالم

صاحبا ونابعا من هذا الوجه وهو عليه السلام من هذا الوجه خاتم الأولياء فكان من شرف النبي صلى الله عليه وسلم إن ختم الأولياء في أمته نبي رسول مكرم هو عيسى عليه السلام وهو أفضل هذه الأمة المحمدية وقد نبه عليه الترمذي الحكيم في كتاب ختم الأولياء له وشهد له بالفضيلة على أبي بكر الصديق وغيره فإنه وإن كان وليا في هذه الأمة والملة المحمدية فهو نبي ورسول في نفس الأمر فله يوم القيامة حشران يحشر في جماعة الأنبياء والرسل بلواء النبوة والرسالة وأصحابه تابعون له فيكون متبوعا كسائر الرسل ويحشر أيضا معنا وليا في جماعة أولياء هذه الأمة تحت لواء محمد صلى الله عليه وسلم تابعا له مقدما على جميع الأولياء من عهد آدم إلى آخر ولي يكون في العالم فجمع الله له بين الولاية والنبوة ظاهرا وما في الرسل يوم القيامة من يتبعه رسول إلا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه يحشر يوم القيامة في أتباعه عيسى والياس عليهما السلام وإن كان كل من في الموقف من آدم فمن دونه تحت لوائه صلى الله عليه وسلم فذلك لواؤه العام وكلامنا في اللواء الخاص بأمته صلى الله عليه وسلم‏

[ختم الولاية المحمدية الخاصة]

وللولاية المحمدية المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ختم خاص هو في الرتبة دون عيسى عليه السلام لكونه رسولا وقد ولد في زماننا ورأيته أيضا واجتمعت به ورأيت العلامة الختمية التي فيه فلا ولي بعده إلا وهو راجع إليه كما أنه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم إلا وهو راجع إليه كعيسى إذا نزل فنسبة كل ولي يكون بعد هذا الختم إلى يوم القيامة نسبة كل نبي يكون بعد محمد صلى الله عليه وسلم في النبوة كإلياس وعيسى والخضر في هذه الأمة وبعد أن بينت لك مقام عيسى عليه السلام إذا نزل فقل ما شئت إن شئت قلت شريعتين لعين واحدة وإن شئت قلت شريعة واحدة

(وصل) [القلوب المتعشقة بالأنفاس الرحمانية]

وأما القلوب المتعشقة بالأنفاس فإنه لما كانت خزائن الأرواح الحيوانية تعشقت بالأنفاس الرحمانية للمناسبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن ألا وإن الروح الحيواني نفس وإن أصل هذه الأنفاس عند القلوب المتعشق بها النفس الرحماني الذي من قبل اليمن لمن أخرج عن وطنه وحيل بينه وبين مسكنه وسكنه ففيها تفريج الكرب ودفع النوب وقال صلى الله عليه وسلم إن لله نفحات فتعرضوا لنفحات ربكم‏

وتنتهي منازل هذه الأنفاس في العدد إلى ثلاثمائة نفس وثلاثين نفسا في كل منزل من منازلها التي جملتها الخارج من ضرب ثلاثمائة وثلاثين في ثلاثمائة وثلاثين فما خرج فهو عدد الأنفاس التي تكون من الحق من اسمه الرحمن في العالم البشري والذي أ تحققه أن لها منازل تزيد على هذا المقدار مائتين منزلا في حضرة الفهوانية خاصة فإذا ضربت ثلاثمائة وثلاثين في خمسمائة وثلاثين فما خرج لك بعد الضرب فهو عدد الأنفاس الرحمانية في العالم الإنساني كل نفس منها علم إلهي مستقل عن تجل إلهي خاص لهذه المنازل لا يكون لغيرها فمن شم من هذه الأنفاس رائحة عرف مقدارها وما رأيت من أهلها من هو معروف عند الناس وأكثر ما يكونون من بلاد الأندلس واجتمعت بواحد منهم بالبيت المقدس وبمكة فسألته يوما في مسألة فقال لي هل تشم شيئا فعلمت أنه من أهل ذلك المقام وخدمني مدة وكان لي عم أخو والدي شقيقة اسمه عبد الله بن محمد بن العربي كان له هذا المقام حسا ومعنى شاهدنا ذلك منه قبل رجوعنا لهذا الطريق في زمان جاهليتي والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الخامس والعشرون» في معرفة وتد مخصوص معمر

وأسرار الأقطاب المختصين بأربعة أصناف من العلوم وسر المنزل والمنازل ومن دخله من العالم‏

إن الأمور لها حد ومطلع *** من بعد ظهر وبطن فيه تجتمع‏

في الواحد العين سر ليس يعلمه *** إلا مراتب أعداد بها تقع‏

هو الذي أبرز الأعداد أجمعها *** وهو الذي ما له في العد متسع‏

مجاله ضيق رحب فصورته *** كناظر في مراء حين ينطبع‏

فما تكثر إذ أعطت مراتبه *** تكثرا فهو بالتنزيه يمتنع‏

كذلك الحق إن حققت صورته *** بنفسه وبكم تعلو وتتضع‏

[الخضر في حياة المؤلف‏]

اعلم أيها الولي الحميم أيدك الله أن هذا الوتد هو خضر صاحب موسى عليه السلام أطال الله عمره إلى الآن وقد رأينا من رآه واتفق لنا في شأنه أمر عجيب وذلك أن شيخنا أبا العباس العريبي رحمه الله جرت بيني وبينه مسألة في حق شخص كان قد بشر بظهوره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي هو فلان ابن فلان وسمي لي شخصا أعرفه باسمه وما رأيته ولكن رأيت ابن عمته فربما توقفت فيه ولم آخذ بالقبول أعني قوله فيه لكونى على بصيرة في أمره ولا شك أن الشيخ رجع سهمه عليه فتأذى في باطنه ولم أشعر بذلك فإني كنت في بداية أمري فانصرفت عنه إلى منزلي فكنت في الطريق فلقيني شخص لا أعرفه فسلم علي ابتداء سلام محب مشفق وقال لي يا محمد صدق الشيخ أبا العباس فيما ذكر لك عن فلان وسمي لنا الشخص الذي ذكره أبو العباس العريبي فقلت له نعم وعلمت ما أراد ورجعت من حيني إلى الشيخ لأعرفه بما جرى فعند ما دخلت عليه قال لي يا أبا عبد الله أحتاج معك إذا ذكرت لك مسألة يقف خاطرك عن قبولها إلى الخضر يتعرض إليك يقول لك صدق فلانا فيما ذكره لك ومن أين يتفق لك هذا في كل مسألة تسمعها مني فتتوقف فقلت إن باب التوبة مفتوح فقال وقبول التوبة واقع فعلمت إن ذلك الرجل كان الخضر ولا شك أني استفهمت الشيخ عنه أ هو هو قال نعم هو الخضر ثم اتفق لي مرة أخرى أني كنت بمرسى تونس بالحفرة في مركب في البحر فأخذني وجع في بطني وأهل المركب قد ناموا فقمت إلى جانب السفينة وتطلعت إلى البحر فرأيت شخصا على بعد في ضوء القمر وكانت ليلة البدر وهو يأتي على وجه الماء حتى وصل إلي فوقف معي ورفع قدمه الواحدة واعتمد على الأخرى فرأيت باطنها وما أصابها بلل ثم اعتمد عليها ورفع الأخرى فكانت كذلك ثم تكلم معي بكلام كان عنده ثم سلم وانصرف يطلب المنارة محرسا على شاطئ البحر على تل بيننا وبينه مسافة تزيد على ميلين فقطع تلك المسافة في خطوتين أو ثلاثة فسمعت صوته وهو على ظهر المنارة يسبح الله تعالى وربما مشى إلى شيخنا جراح بن خميس الكتاني وكان من سادات القوم مرابطا بمرسى عيدون وكنت جئت من عنده بالأمس من ليلتي تلك فلما جئت المدينة لقيت رجلا صالحا فقال لي كيف كانت ليلتك البارحة في المركب مع الخضر ما قال لك وما قلت له فلما كان بعد ذلك التأريخ خرجت إلى السياحة بساحل البحر المحيط ومعي رجل ينكر خرق العوائد للصالحين فدخلت مسجدا خرابا منقطعا لأصلي فيه أنا وصاحبي صلاة الظهر فإذا بجماعة من السائحين المنقطعين دخلوا علينا يريدون ما نريده من الصلاة في ذلك المسجد وفيهم ذلك الرجل الذي كلمني على البحر الذي قيل لي إنه الخضر وفيهم رجل كبير القد أكبر منه منزلة وكان بيني وبين ذلك الرجل اجتماع قبل ذلك ومودة فقمت فسلمت عليه فسلم علي وفرح بي وتقدم بنا يصلي فلما فرغنا من الصلاة خرج الإمام وخرجت خلفه وهو يريد باب المسجد وكان الباب في الجانب الغربي يشرف على البحر المحيط بموضع يسمى بكة فقمت أ تحدث معه على باب المسجد وإذا بذلك الرجل الذي قلت إنه الخضر قد أخذ حصيرا صغيرا كان في محراب المسجد فبسطه في الهواء على قدر علو سبعة أذرع من الأرض ووقف على الحصير في الهواء ينتقل فقلت لصاحبي أما تنظر إلى هذا وما فعل فقال لي سر إليه وسله فتركت صاحبي واقفا وجئت إليه فلما فرغ من صلاته سلمت عليه وأنشدته لنفسي‏

شغل المحب عن الهواء يسره *** في حب من خلق الهواء وسخره‏

العارفون عقولهم معقولة *** عن كل كون ترتضيه مطهره‏

فهمو لديه مكرمون وفي الورى *** أحوالهم مجهولة ومسترة

فقال لي يا فلان ما فعلت ما رأيت إلا في حق هذا المنكر وأشار إلى صاحبي الذي كان ينكر خرق العوائد وهو قاعد في صحن المسجد ينظر إليه ليعلم أن الله يفعل ما يشاء مع من يشاء فرددت وجهي إلى المنكر وقلت له ما تقول فقال ما بعد العين ما يقال ثم رجعت إلى صاحبي وهو ينتظرني بباب المسجد فتحدثت معه ساعة وقلت له من هذا الرجل الذي صلى‏

في الهواء وما ذكرت له ما اتفق لي معه قبل ذلك فقال لي هذا الخضر فسكت وانصرفت الجماعة وانصرفنا نريد روطة موضع مقصود يقصده الصلحاء من المنقطعين وهو بمقربة من بشكنصار على ساحل البحر المحيط فهذا ما جرى لنا مع هذا الوتد نفعنا الله برؤيته وله من العلم اللدني ومن الرحمة بالعالم ما يليق بمن هو على رتبته وقد أثنى الله عليه‏

[خرقة الخضر]

واجتمع به‏

رجل من شيوخنا وهو علي بن عبد الله بن جامع من أصحاب علي المتوكل وأبي عبد الله قضيب البان كان يسكن بالمقلى خارج الموصل في بستان له وكان الخضر قد ألبسه الخرقة بحضور قضيب البان وألبسنيها الشيخ بالموضع الذي ألبسه فيه الخضر من بستانه وبصورة الحال التي جرت له معه في إلباسه إياها وقد كنت لبست خرقة الخضر بطريق أبعد من هذا من يد صاحبنا تقي الدين عبد الرحمن بن علي بن ميمون بن أب التوزري ولبسها هو من يد صدر الدين شيخ الشيوخ بالديار المصرية وهو ابن حمويه وكان جده قد لبسها من يد الخضر ومن ذلك الوقت قلت بلباس الخرقة وألبستها الناس لما رأيت الخضر قد اعتبرها وكنت قبل ذلك لا أقول بالخرقة المعروفة الآن فإن الخرقة عندنا إنما هي عبارة عن الصحبة والأدب والتخلق ولهذا لا يوجد لباسها متصلا برسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن توجد صحبة وأدبا وهو المعبر عنه بلباس التقوى فجرت عادة أصحاب الأحوال إذا رأوا أحدا من أصحابهم عنده نقص في أمر ما وأرادوا أن يكملوا له حاله يتحد به هذا الشيخ فإذا اتحد به أخذ ذلك الثوب الذي عليه في حال ذلك الحال ونزعه وأفرغه على الرجل الذي يريد تكملة حاله فيسري فيه ذلك الحال فيكمل له ذلك فذلك هو اللباس المعروف عندنا والمنقول عن المحققين من شيوخنا

[مراتب رجال الله في فهم مراتب القرآن‏]

ثم اعلم أن رجال الله على أربع مراتب رجال لهم الظاهر ورجال لهم الباطن ورجال لهم الحد ورجال لهم المطلع فإن الله سبحانه لما أغلق دون الخلق باب النبوة والرسالة أبقى لهم باب الفهم عن الله فيما أوحى به إلى نبيه صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول إن الوحي قد انقطع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بقي بأيدينا إلا أن يرزق الله عبدا فهما في هذا القرآن‏

وقد أجمع أصحابنا أهل الكشف على صحة خبر

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آي القرآن إنه ما من آية إلا ولها ظاهر وباطن وحد ومطلع‏

ولكل مرتبة من هذه المراتب رجال ولكل طائفة من هؤلاء الطوائف قطب وعلى ذلك القطب يدور فلك ذلك الكشف دخلت على شيخنا أبي محمد عبد الله الشكاز من أهل باغة بأغرناطة سنة خمس وتسعين وخمسمائة وهو من أكبر من لقيته في هذا الطريق لم أر في طريقه مثله في الاجتهاد فقال لي الرجال أربعة رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا الله عَلَيْهِ وهم رجال الظاهر ورِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وهم رجال الباطن جلساء الحق تعالى ولهم المشورة ورجال الأعراف وهم رجال الحد قال الله تعالى وعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ أهل الشم والتمييز والسراح عن الأوصاف فلا صفة لهم كان منهم أبو يزيد البسطامي ورجال إذا دعاهم الحق إليه يأتونه رجالا لسرعة الإجابة لا يركبون وأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالًا وهم رجال المطلع فرجال الظاهر هم الذين لهم التصرف في عالم الملك والشهادة وهم الذين كان يشير إليهم الشيخ محمد بن قائد الأواني وهو المقام الذي تركه الشيخ العاقل أبو السعود بن الشبل البغدادي أدبا مع الله أخبرني أبو البدر التماشكي البغدادي رحمه الله قال لما اجتمع محمد بن قائد الأواني وكان من الأفراد بأبي السعود هذا قال له يا أبا السعود إن الله قسم المملكة بيني وبينك فلم لا تتصرف فيها كما أتصرف أنا فقال له أبو السعود يا ابن قائد وهبتك سهمي نحن تركنا الحق يتصرف لنا وهو قوله تعالى فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا فامتثل أمر الله فقال لي أبو البدر قال لي أبو السعود إني أعطيت التصرف في العالم منذ خمس عشرة سنة من تاريخ قوله فتركته وما ظهر علي منه شي‏ء وأما رجال الباطن فهم الذين لهم التصرف في عالم الغيب والملكوت فيستنزلون الأرواح العلوية بهممهم فيما يريدونه وأعني أرواح الكواكب لا أرواح الملائكة وإنما كان ذلك لمانع إلهي قوي يقتضيه مقام الأملاك أخبر الله به في قول جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم فقال وما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ ومن كان تنزله بأمر ربه لا تؤثر فيه الخاصية ولا ينزل بها نعم أرواح الكواكب تستنزل بالأسماء والبخورات وأشباه ذلك لأنه تنزل معنوي ولمن يشاهد فيه صورا خيالي فإن ذات الكواكب لا تبرح من السماء مكانها ولكن قد جعل الله لمطارح شعاعاتها في عالم الكون والفساد تأثيرات معتادة عند العارفين بذلك كالري عند شرب الماء والشبع عند الأكل ونبات الحبة عند دخول الفصل بنزول المطر والصحو حكمة أودعها العليم الحكيم جل وعز فيفتح لهؤلاء الرجال في باطن الكتب المنزلة والصحف المطهرة وكلام العالم كله ونظم الحروف والأسماء من جهة معانيها ما لا يكون لغيرهم اختصاصا إلهيا وأما رجال الحد فهم الذين لهم التصرف في عالم الأرواح النارية عالم البرزخ‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!