The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الأقطاب المصونين وأسرار صَوْنهم

السادس الأوضاع للفهوانية السابع الكميات للأسماء الثامن الكيفيات للتجليات التاسع التأثيرات للجود العاشر الانفعالات للظهور في صور الاعتقادات الحادي عشر الخاصية وهي للاحدية الثاني عشر الحيرة وهي للوصف بالنزول والفرح والقرض وأشباه ذلك الثالث عشر حياة الكائنات للحي الرابع عشر المعرفة للعلم الخامس عشر الهواجس للإرادة السادس عشر الأبصار للبصير السابع عشر السمع للسميع الثامن عشر الإنسان للكمال التاسع عشر الأنوار والظلم للنور

(وصل في نظائر المنازل التسعة عشر)

نظائرها من القرآن حروف الهجاء التي في أول السور وهي أربعة عشر حرفا في خمس مراتب أحدية وثنائية وثلاثية ورباعية وخماسية ونظائرها من النار الخزنة تسعة عشر ملكا نظائرها في التأثير اثنا عشر برجا والسبعة الدراري نظائرها من القرآن حروف البسملة ونظائرها من الرجال النقباء اثنا عشر والأبدال السبعة وهؤلاء السبعة منهم الأوتاد أربعة والإمامان اثنان والقطب واحد والنظائر لهذه المنازل من الحضرة الإلهية ومن الأكوان كثير

(وصل) [في منزل المنازل أو الإمام المبين‏]

اعلم أن منزل المنازل عبارة عن المنزل الذي يجمع جميع المنازل التي تظهر في عالم الدنيا من العرش إلى الثرى وهو المسمى بالإمام المبين قال الله تعالى وكُلَّ شَيْ‏ءٍ أَحْصَيْناهُ في إِمامٍ مُبِينٍ فقوله أَحْصَيْناهُ دليل على أنه ما أودع فيه إلا علوما متناهية فنظرنا هل ينحصر لأحد عددها فخرجت عن الحصر مع كونها متناهية لأنه ليس فيه إلا ما كان من يوم خلق الله العالم إلى أن ينقضي حال الدنيا وتنتقل العمارة إلى الآخرة فسألنا من أثق به من العلماء بالله هل تنحصر أمهات هذه العلوم التي يحويها هذا الإمام المبين فقال نعم فأخبرني الثقة الأمين الصادق الصاحب وعاهدني أني لا أذكر اسمه أن أمهات العلوم التي تتضمن كل أم منه ما لا يحصى كثرة تبلغ بالعدد إلى مائة ألف نوع من العلوم وتسعة وعشرين ألف نوع وستمائة نوع وكل نوع يحتوي على علوم جمة ويعبر عنها بالمنازل فسألت هذا الثقة هل نالها أحد من خلق الله وأحاط بها علما قال لا ثم قال وما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وإذا كانت الجنود لا يعلمها إلا هو وليس للحق منازع يحتاج هؤلاء الجنود إلى مقابلته فقال لي لا تعجب فَوَ رَبِّ السَّماءِ والْأَرْضِ لقد ثم ما هو أعجب فقلت ما هو فقال لي الذي ذكر الله في حق امرأتين من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تلا وإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ وجِبْرِيلُ وصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ والْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ فهذا أعجب من ذكر الجنود فأسرار الله عجيبة فلما قال لي ذلك سألت الله أن يطلعني على فائدة هذه المسألة وما هذه العظمة التي جعل الله نفسه في مقابلتها وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة فأخبرت بها فما سررت بشي‏ء سروري بمعرفة ذلك وعلمت لمن استندتا ومن يقويهما ولو لا ما ذكر الله نفسه في النصرة ما استطاعت الملائكة والمؤمنون مقاومتهما وعلمت أنهما حصل لهما من العلم بالله والتأثير في العالم ما أعطاهما هذه القوة وهذا من العلم الذي كهيئة المكنون فشكرت الله على ما أولى فما أظن أن أحدا من خلق الله استند إلى ما استند هاتان المرأتان يقول لوط عليه السلام لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى‏ رُكْنٍ شَدِيدٍ وكان عنده الركن الشديد ولم يكن يعرفه‏

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد شهد له بذلك فقال يرحم الله أخي لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد

وعرفتاه عائشة وحفصة فلو علم الناس علم ما كانتا عليه لعرفوا معنى هذه الآية والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثالث والعشرون في معرفة الأقطاب المصونين وأسرار صونهم»

إن لله حكمة أخفاها *** في وجودي فليس عين تراها

خلق الجسم دار لهو وأنس *** فبناها وجوده سواها

ثم لما تعدلت واستقامت *** جاء روح من عنده أحياها

ثم لما تحقق الحق علما *** حبه وانقياده لهواها

قال للموت خذ إليك عبيدي *** فدعاه له بما أخلاها

وتجلى له فقال إلهي *** أين أنسي فقال ما تنساها

كيف أنسي دارا جعلت قواها *** من قواكم فهي التي لا تضاهي‏

يا إلهي وسيدي واعتمادي *** ما عشقنا منها سوى معناها

أعلمتنا بما تريدون منا *** بلسان الرسول من أعلاها

فقطعنا أيامنا في سرور *** بك يا سيدي فما أحلاها

قال ردوا عليه دار هواه *** صدق الروح إنه يهواها

فرددنا مخلدين سكارى *** طربا دائما إلى سكناها

وبناها على اعتدال قواها *** وتجلى لها بما قواها

[الملامية أو مقام القرية في الولاية]

اعلم أيدك الله أن هذا الباب يتضمن ذكر عباد الله المسمين بالملامية وهم الرجال الذين حلوا من الولاية في أقصى درجاتها وما فوقهم إلا درجة النبوة وهذا يسمى مقام القربة في الولاية وآيتهم من القرآن حُورٌ مَقْصُوراتٌ في الْخِيامِ ينبه بنعوت نساء الجنة وحورها على نفوس رجال الله الذين اقتطعهم إليه وصانهم وحبسهم في خيام صون الغيرة الإلهية في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم لا والله ما يشغلهم نظر الخلق إليهم لكنه ليس في وسع الخلق أن يقوموا بما لهذه الطائفة من الحق عليهم لعلو منصبها فتقف العباد في أمر لا يصلون إليه أبدا فحبس ظواهرهم في خيمات العادات والعبادات من الأعمال الظاهرة والمثابرة على الفرائض منها والنوافل فلا يعرفون بخرق عادة فلا يعظمون ولا يشار إليهم بالصلاح الذي في عرف العامة مع كونهم لا يكون منهم فساد فهم الأخفياء الأبرياء الأمناء في العالم الغامضون في الناس فيهم‏

[أغبط الأولياء عند الله‏]

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر والعلانية وكان غامضا في الناس‏

يريد أنهم لا يعرفون بين الناس بكبير عبادة ولا ينتهكون المحارم سرا وعلنا قال بعض الرجال في صفتهم لما سئل عن العارف قال مسود الوجه في الدنيا والآخرة فإن كان أراد ما ذكرناه من أحوال هذه الطائفة فإنه يريد باسوداد الوجه استفراغ أوقاته كلها في الدنيا والآخرة في تجليات الحق له ولا يرى الإنسان عندنا في مرآة الحق إذا تجلى له غير نفسه ومقامه وهو كون من الأكوان والكون في نور الحق ظلمة فلا يشهد إلا سواده فإن وجه الشي‏ء حقيقته وذاته ولا يدوم التجلي إلا لهذه الطائفة على الخصوص فهم مع الحق في الدنيا والآخرة على ما ذكرناه من دوام التجلي وهم الأفراد وأما إن أراد بالتسويد من السيادة وأراد بالوجه حقيقة الإنسان أي له السيادة في الدنيا والآخرة فيمكن ولا يكون ذلك إلا للرسل خاصة فإنه كما لهم وهو في الأولياء نقص لأن الرسل مضطرون في الظهور لأجل التشريع والأولياء ليس لهم ذلك‏

[الكمال أو رجوع النفس إلى الله‏]

أ لا ترى الله سبحانه لم أكمل الدين كيف أمره في السورة التي نعى الله إليه فيها نفسه فأنزل عليه إِذا جاءَ نَصْرُ الله والْفَتْحُ ورَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ في دِينِ الله أَفْواجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واسْتَغْفِرْهُ أي أشغل نفسك بتنزيه ربك والثناء عليه بما هو أهله فاقتطعه بهذا الأمر من العالم لما كمل ما أريد منه من تبليغ الرسالة وطلب بالاستغفار أن يستره عن خلقه في حجاب صونه لينفرد به دون خلقه دائما فإنه كان في زمان التبليغ والإرشاد وشغله بأداء الرسالة فإن له وقتا لا يسعه فيه غير ربه وسائر أوقاته فيما أمر به من النظر في أمور الخلق فرده إلى ذلك الوقت الواحد الذي كان يختلسه من أوقات شغله بالخلق وإن كان عن أمر الحق ثم قوله إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً أي يرجع الحق إليك رجوعا مستصحبا لا يكون للخلق عندك فيه دخول بوجه من الوجوه ولما تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة بكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحده دون من كان في ذلك المجلس وعلم أن الله تعالى قد نعى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وهو كان أعلم الناس به وأخذ الحاضرون يتعجبون من بكائه ولا يعرفون سبب ذلك‏

[الظهور أو التصرف في الكون‏]

والأولياء الأكابر إذا تركوا وأنفسهم لم يختر أحد منهم الظهور أصلا لأنهم علموا أن الله ما خلقهم لهم ولا لأحد من خلقه بالتعلق من القصد الأول وإنما خلقهم له سبحانه فشغلوا أنفسهم بما خلقوا له فإن أظهرهم الحق عن غير اختيار منهم بأن يجعل في قلوب الخلق تعظيمهم فذلك إليه سبحانه ما لهم فيه تعمل وإن سترهم فلم يجعل لهم في قلوب الناس قدرا يعظمونهم من أجله فذلك إليه تعالى فهم لا اختيار لهم مع اختيار الحق فإن خيرهم ولا بد فيختارون الستر عن الخلق والانقطاع إلى الله ولما كان حالهم ستر مرتبتهم عن نفوسهم فكيف عن غيرهم تعين علينا أن نبين منازل‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!