The Meccan Revelations: al-Futuhat al-Makkiyya

Brwose Headings Section I: on Knowledge (Maarif) Section II: on Interactions (Muamalat) Section IV: on Abodes (Manazil)
Introductions Section V: on Controversies (Munazalat) Section III: on States (Ahwal) Section VI: on Stations (Maqamat of the Pole)
Part One Part Two Part Three Part Four

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الكرامات

ولا على ما يجد فيه من الرقة في الجناب الإلهي فإنه معلول وتلك رقة الطبيعة فإن كان

عارفا بالتفصيل ويفرق بين سماعه الإلهي والروحاني والطبيعي ما يلتبس عليه ولا يخلط ولا يقول في سماع الطبيعة إنه سماعه بالله فمثل هذا لا يحجر عليه وتركه أولى ولا سيما إن كان ممن يقتدى به من المشايخ فيستتر به المدعي الكاذب أو الجاهل بحاله وإن لم يقصد الكذب‏

(الباب الرابع والثمانون ومائة في معرفة مقام الكرامات)

بعض الرجال يرى كون الكرامات *** دليل حق على نيل المقامات‏

وأنها عين بشرى قد أتتك بها *** رسل المهيمن من فوق السموات‏

وعندنا فيه تفصيل إذا علمت *** به الجماعة لم تفرح بآيات‏

كيف السرور الاستدراج يصحبها *** في حق قوم ذوي جهل وآفات‏

وليس يدرون حقا أنهم جهلوا *** وذا إذا كان من أقوى الجهالات‏

وما الكرامة إلا عصمة وجدت *** في حال قول وأفعال ونيات‏

تلك الكرامة لا تبغي بها بدلا *** واحذر من المكر في طي الكرامات‏

[إن الكرامة من الحق من اسمه البر وهو على قسمين‏]

اعلم أيدك الله أن الكرامة من الحق من اسمه البر ولا تكون إلا للأبرار من عباده جَزاءً وِفاقاً فإن المناسبة تطلبها وإن لم يقم طلب ممن ظهرت عليه وهي على قسمين حسية ومعنوية

[أما الكرامة الحسية]

فالعامة ما تعرف الكرامة إلا الحسية مثل الكلام على الخاطر والأخبار بالمغيبات الماضية والكائنة والآتية والأخذ من الكون والمشي على الماء واختراق الهواء وطي الأرض والاحتجاب عن الأبصار وإجابة الدعاء في الحال فالعامة لا تعرف الكرامات إلا مثل هذا

[أما الكرامة المعنوية]

وأما الكرامة المعنوية فلا يعرفها إلا الخواص من عباد الله والعامة لا تعرف ذلك وهي أن تحفظ عليه آداب الشريعة وأن يوفق لإتيان مكارم الأخلاق واجتناب سفسافها والمحافظة على أداء الواجبات مطلقا في أوقاتها والمسارعة إلى الخيرات وإزالة الغل والحقد من صدره للناس والحسد وسوء الظن وطهارة القلب من كل صفة مذمومة وتحليته بالمراقبة مع الأنفاس ومراعاة حقوق الله في نفسه وفي الأشياء وتفقد آثار ربه في قلبه ومراعاة أنفاسه في خروجها ودخولها فيتلقاها بالأدب إذا وردت عليه ويخرجها وعليها خلعة الحضور فهذه كلها عندنا كرامات الأولياء المعنوية التي لا يدخلها مكر ولا استدراج بل هي دليل على الوفاء بالعهود وصحة القصد والرضي بالقضاء في عدم المطلوب ووجود المكروه ولا يشاركك في هذه الكرامات إلا الملائكة المقربون وأهل الله المصطفون الأخيار وأما الكرامات التي ذكرنا أن العامة تعرفها فكلها يمكن أن يدخلها المكر الخفي‏

[أن الكرامة لا بد أن تكون نتيجة عن استقامة]

ثم إنا إذا فرضناها كرامة فلا بد أن تكون نتيجة عن استقامة أو تنتج استقامة لا بد من ذلك وإلا فليست بكرامة وإذا كانت الكرامة نتيجة استقامة فقد يمكن أن يجعلها الله حظ عملك وجزاء فعلك فإذا قدمت عليه يمكن أن يحاسبك بها وما ذكرناه من الكرامات المعنوية فلا يدخلها شي‏ء مما ذكرناه فإن العلم يصحبها وقوة العلم وشرفه تعطيك أن المكر لا يدخلها فإن الحدود الشرعية لا تنصب حبالة للمكر الإلهي فإنها عين الطريق الواضحة إلى نيل السعادة والعلم يعصمك من العجب بعملك فإن العلم من شرفه أنه يستعملك وإذا استعملك جردك منه وأضاف ذلك إلى الله وأعلمك أن بتوفيقه وهدايته ظهر منك ما ظهر من طاعته والحفظ لحدوده فإذا ظهر عليه شي‏ء من كرامات العامة ضج إلى الله منها وسأل الله ستره بالعوائد وأن لا يتميز عن العامة بأمر يشار إليه فيه ما عدا العلم لأن العلم هو المطلوب وبه تقع المنفعة ولو لم يعمل به فإنه لا يستوي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ فالعلماء هم الآمنون من التلبيس فالكرامة من الله تعالى بعباده إنما تكون للوافدين عليه من الأكوان ومن نفوسهم لكونهم لم يروا وجه الحق فيهما فأسنى ما أكرمهم به من الكرامات العلم خاصة لأن الدنيا موطنه وأما غير ذلك من خرق العادات فليست الدنيا بموطن لها ولا يصح كون ذلك كرامة إلا بتعريف إلهي لا بمجرد خرق العادة وإذا لم تصح إلا بتعريف إلهي فذلك هو العلم فالكرامة الإلهية إنما هي ما يهبهم من العلم به عز وجل سئل أبو يزيد عن طي الأرض فقال ليس بشي‏ء فإن إبليس يقطع من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة وما هو عند الله بمكان وسئل عن اختراق الهواء فقال إن الطير يخترق‏



Please note that some contents are translated from Arabic Semi-Automatically!